التاريخ لا يتذكر أسماء كل من تولى منصبا أو اعتلى كرسيا ولكنه يتذكر أولئك الذين تركوا بصمة خلال فترة عملهم وخاصة من تولى حقيبة وزارية.. فكم مر علينا من وزراء منهم من يتمتع بالحياة بيننا ومنهم من رحل ولم يتذكره أحد ومنهم من شغل منصب وزير لا يتعدى السنتين ومنهم من استمر فى الوزارة بل شغل أكثر من وزارة لجديته فى العمل والبصمة التى تركها.. هنا أخص بالحديث وزيرًا كاملاً متكاملاً وهو الفريق كامل الوزير الذى شرفت أن يكون ضيف شرف صالون الحداد الثقافى للحديث عن النقل والصناعة وكيف تكون قاطرة الجمهورية الجديدة وسط حضور كوكبة من المختصين فى مجال النقل والصناعة، وبدأ الوزير الذى لا يكل ولا يمل ويقتنص الفرص للنهوض بمجال النقل والصناعة مناقشات الصالون بتوجيه السؤال للمختصين فى مجالهم والاطمئنان على ما انتهوا إليه من مشاريع قائمة فى حيز التنفيذ وحدثنا عن تجاربه خلال المهام الرسمية خارج البلاد وكيف استطاع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى مجال النقل والصناعة وتطبيقها داخل مصر وحدثنا عن المصانع التى أعاد فتحها منذ فترة توليه وزارة الصناعة وخلال بضع شهور أعاد فتح 1500 مصنع وأعلن عن رغبته فى تذليل العقبات أمام المستثمرين الجادين وخلال انعقاد الصالون حل بعض المشاكل التى عرضها عليه بعض الحضور وأثناء حديثه عن مساعدته للمستثمرين وإيجاد حلول لكل مستثمر تواجه مشاكل وقيامه بتشكيل لجنة للوقوف امام تلك المشكلة وقيامه بحلها وعلى الفور قام أحد المستثمرين بإعلان رغبته فى الاستثمار فما كان من الفريق كامل الوزير إلا أن وعده بالمساعدة فى اليوم التالى ليساهم فى منظومة الاستثمار الوطنية.
لم يكن مجرد لقاء أو مناقشات هدفها البحث فى قضايا الوطن بل إن سيادة الفريق حول الجلسة لحل المشاكل وإيجاد فرص للاستثمار والمستثمرين؛ فخرج الجميع وشعروا بأنه لم يكن مجرد وزير عادى بل رجل أفعال وليس أقوال؛ رجل تعلمنا منه كيفية الإتقان فى العمل عملا بالمقولة الشهيرة: «أينما انبتك الله ازدهر» فكل مكان شغله سيادة الفريق ترك بصمة فيه فى فترة قصيرة بداية من عمله بالهيئة الهندسية وقام بالإشراف على العديد من المشاريع القومية مرورا بتوليه وزارة النقل وشاهدنا طفرة فى مجال النقل سواء تمثل فى النقل البرى او البحرى والطفرة التى شهدتها الموانئ وشاهدنا كم سهلت الكبارى المسافات مما حافظت على الوقت مرورا بتوليه منصب وزير للصناعة الذى يستحقه عن جدارة والجميع تفاءل بالخير والنهوض بالصناعة منذ سماع خبر إعادة فتح مصنع النصر للسيارات ومصنع النصر للمسبوكات بخلاف تشجيعه للعمال والمستثمرين وإعطائهم الأمان ووفائه لهم بالوعود فأصبح محل ثقة لدى للمستثمرين نهاية بتوليه منصب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية والذى لن يكون المنصب الأخير.
كامل الوزير الإنسان الذى أثبت أن المنصب ليس مجرد لقب يحمله صاحبه بل أمانة ومسئولية وكان جديرا بها ونال ثقة الجميع فى وقت زمنى قصير عندما رأوا الكلام يترجم لأفعال وشعر بها الجميع ليس فقط داخل مصر بل شهدها سفراء الدول العربية والأجنبية عندما وجدوا الاختلاف الذى شهدته مصر فى مجال النقل والمواصلات كيف كانت وكيف أصبحت وشاهدوا الجدية والصرامة التى يتحلى بها الفريق كامل فى عمله بجانب الإنسانية والرحمة فحقق المعادلة الصعبة والتى يجب أن يتحلى بها كل مسئول فى مجال عمله ليصبح قائد فى عمله وقدوة للشباب.