كان لابد أن تسارع وزيرة الهجرة السيدة سها الجندى إلى التدخل وطمأنة المصريين فى الخارج بأن الدولة المصرية معهم ووراءهم ولا تفرض عليهم أية قوانين أو تتخذ أى إجراءات تتعلق بحقوقهم ومصلحتهم وتحويلاتهم المالية للوطن.
فالوزيرة نفت وبقوة وجود أى نية أو تفكير فى سن أى تشريع يتعلق بتحويلات المصريين فى الخارج مؤكدة أن التحويلات ملك للمصريين فى الخارج والدولة لا تتدخل إطلاقاً فى كيفية تحويل أموالهم إلى مصر.
والوزيرة التى تحدثت بقوة فى هذا الشأن كانت تعكس فلسفة إنشاء وزارة لرعاية المصريين فى الخارج، فالدولة التى تقرر إنشاء وزارة هدفها رعاية وخدمة المصريين فى خارج مصر هى الدولة التى تتعامل معهم على أنهم جزء أصيل من النسيج المصرى الذى يحظى بكل الرعاية والاهتمام والجزء الفاعل أيضاً فى قوة مصر الناعمة خارج الحدود.
وأبناء مصر فى الخارج وفى كل مكان هم الأكثر حرصاً على مصلحة بلادهم دون قوانين أو تشريعات ملزمة فى حب الوطن.
وأبناء مصر فى الخارج الذين يذوبون عشقاً فى حب تراب الوطن ليسوا فى حاجة إلى من يذكرهم بالتزاماتهم تجاه الوطن والبلد الذى يمثلونه كركيزة أساسية فى صياغة وصناعة مستقبل هذا الوطن.
وحين يجتهد أحد الأشخاص فى طرح مقترحات تتعلق بواجبات المصريين بالتطلع إلى مشاركة أكبر من المصريين بالخارج فى أوقات الأزمات فإنه اقتراح يأتى بناء على الثقة فى أن أبناء مصر فى الداخل وفى الخارج تقع عليهم المسئولية المشتركة فى وطن هو ملك للجميع، ولكننا فى الوقت نفسه ندعو لعدم خروج التصريحات والاجتهادات عن أفكار غير مكتملة الجوانب تحدث أثراً سلبياً وتخلق حالة من الجدل العقيم الذى يصل أحياناً إلى حد السخرية والغضب.
>>>
ولا حديث فى الشارع إلا عن الأسعار خاصة مع اقتراب قدوم شهر رمضان المبارك.. وهناك حالة من الترقب فى انتظار الأخبار السعيدة بعد انخفاض سعر الدولار فى السوق الموازية بشكل ملحوظ فى الأيام الماضية. والناس لديها أمل كبيرة فى انضباط سريع للأسعار وتراجع أيضاً فى أسعار بعض السلع الأساسية.. الناس تنتظر «بركة» رمضان.. والمستحيل ممكن.
>>>
ووالله.. إحنا أبطال.. مررنا بظروف غير متوقعة وأزمات تلو الأزمات والحمد لله لدينا القدرة على الصمود والصبر.. فقد جاءت حرب روسيا – أوكرانيا.. وجائحة «الكورونا» وطوفان الأقصى ثم هجمات الحوثيين على السفن التجارية فى البحر الأحمر مما أدى إلى انخفاض عائدات قناة السويس لاضطرار حركة النقل إلى استخدام مسار رأس الرجاء الصالح فى أقصى جنوب أفريقيا الذى يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا.. وأزمات تلو الأزمات وتجار للأزمات استغلوا كل الظروف لرفع الأسعار وتكوين الثروات الخيالية، ويتزامن هذا كله مع نوع من التآمر السياسى لقوى دولية وإقليمية على مصر بهدف التأثير على قرارها السياسى والسيادي.. ومع كل هذا تبقى الدولة المصرية آمنة مستقرة تحاول إيجاد الحلول والخروج من الأزمة بأقل الخسائر وزادها فى ذلك ومصدر قوتها هو الشعب الذى يدرك حجم وأوجه الأزمة.. الشعب الذى يملك القوة على تحمل كل المعاناة من أجل أن تبقى بلاده حرة قوية أبية.
>>>
ويقولون إن البنوك المصرية تعيد تعريف مفاهيم الأثرياء.. فالمعاملة الخاصة جداً والتى كانت فيما مضى قاصرة على من يملك المليون جنيه فأكثر انتقلت الآن إلى من يملك العشرة ملايين جنيه أو ما يعادلها من العملات الأخري.. وهناك بنوك تقصر معاملة النخبة على من يتجاوز رصيده العشرين مليون جنيه..! وعندهم حق وكل الحق فثمن الشقة الصغيرة فى التجمعات العمرانية الجديدة «الفاخرة» يزيد على العشرة ملايين جنيه.. أما صاحب المليون جنيه فإن فى مقدوره أن يشترى بها سيارة «عادية»، وكان ثمنها قبل سنوات قليلة عدة آلاف..!
>>>
وتعالوا نتحدث عن الوصول إلى سن الستين.. وما بعدها..! فبعد الستين لا حوار إلا حوار الأطباء.. متى ستذهب للطبيب.. ومتى ستجرى التحاليل والأشعات.. ومتى ستتوقف عن عادات السنوات السابقة وتدرك أنك قد أصبحت «عجوزاً» ومن أصحاب المعاشات..!
ونتحول بعد الستين إلى خبراء فى الطب وتقييم الأطباء.. واذهب إلى هذا الدكتور لأنه الأكثر مهارة فى علاج أمراض المعدة والسكري.. وهذا هو الأفضل فى أمراض القلب.. وهذا هو الأكثر مهارة فى إجراء العمليات الجراحية.. ولا نتوقف عند تقديم النصائح فالخبرة تجعل من صاحبها طبيباً أيضاً..! ولا نعرف فى هذه المرحلة العمرية الصعبة إلا أحاديث المرض والداء.. ونعيش ونحيا على ذكريات أيام ولت ولن تعود.. ونعود فقط لاكتشاف أنفسنا من جديد لنجد أنه لا يوجد ما يمكن اكتشافه إلا العودة «للجلابية» ومعها «سجادة الصلاة» وتقمص دور آخر فى الحياة.. هو دور الرجل الطيب «البركة» وكفاية علينا نكون على الأقل «بركة».
>>>
وأفضل وأرخص «فسحة» حالياً تتمثل فى زيارة معرض الكتاب.. تجمعات وتجمعات من الزائرين….!!
>>>
وكل العزاء لأستاذنا وكاتبنا الكبير وأحد قمم مصر الإبداعية الصحفية محمد العزبى فى وفاة السيدة الفاضلة شريكة حياته بعد أن ابتلاه الله سبحانه وتعالى بفقدان ابنه الأكبر قبل أعوام قليلة.. اللهم امنحه الصحة والقوة وأطال الله فى عمره.
>>>
وأخيراً:
>> أحياناً ما يكون ذنبك فى الحياة حسن نيتك.
>>>
>> وبعض الأبواب لا تعرف قيمة الطارق
حتى يذهب بلا رجعة.
>>>
>> وتفاءلوا لو ضاقت الأرض بالأمنيات
فسماء ربى لها أوسع.
>>>
>> ويارب البركة التى لا يثنيها ضيق الوقت،
ولا يقصيها الفتور، البركة التى تسع كل ما لا تسعه الدقائق،
البركة التى تثمر فى أعمالنا، أعمارنا وأيامنا، إنك على كل شيء قدير.