فى إطار خطتها لزيادة الوعى بالهوية المصرية وتسليط الضوء على الرموز الثقافية المصرية التى تأثرت بها، تنظم وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، يوم الأربعاء القادم، سلسلة من الأنشطة الثقافية للاحتفاء بالفنان الكبير شادى عبد السلام، فى كافة المحافظات المصرية تحت عنوان «يوم شادي».
وتم اختيار المبدع الكبير شادى عبد السلام ليكون أول المحتفين بهم فى هذا الإطار، ليس فقط لاستلهامه الحضارة المصرية فى كافة اعماله، بل إيضًا لنجاحه الكبير فى أيصال هذا التميز والتفرد للكثير ممن شاهدوا أعماله فى مصر والخارج.
وسوف تتضمن الفعاليات أنشطة لكافة الفئات والأعمار، وتشمل أبرز المواقع الثقافية فى المحافظات المصرية إلى جانب الأكاديمية المصرية للفنون بروما، كما تم وضع برنامج متخصص بالتنسيق مع الأستاذ الدكتور مجدى عبد الرحمن الأستاذ المتفرغ باكاديمية الفنون والمتخصص فى اعمال شادى عبد السلام يتضمن محاور نقاشية يتم تناولها فى هذا الإطار، أبرزها : «مصر الوطن فى عيون شادى عبد السلام، الرؤية البصرية التشكيلية لتراث الوطن من خلال شادى كمدير فنى «وإسلاماه – أمير الدهاء – رابعة العدوية – فرعون ….. إلخ «، رؤية أرض مصر والمصريين عبر التاريخ فى الدراما الفنية المقدمة، البحث عن الهوية المصرية مناقشة اسكتشات فيلم اخناتون والسيناريو الخاص وأفكار شادى عبد السلام عن الهوية المصرية، عمارة المنظر السينمائى وكذلك فقرات من مشاهد السيناريو يتم التحدث فيها عن الحقائق التاريخية لفترة العمارنة والفرعون اخناتون وافكاره ضد كهنة امون ثم ما تم كتابته ورسمه فى الدراما الفيلمية وفقا للسيناريو والاسكتشات، «ريح الشرق .. نهضة مصر»، بالإضافة أيضًا إلى «المومياء» تجليات الغريب فى مومياء شادي، « شادى الفرعون المصرى خارج الحدود «، «العدل والفن فى الفلاح الفصيح»، «الأدب المصرى القديم .. شكاوى الفلاح الفصيح وجماليات اللغة السينمائية عند شادى عبد السلام»، جيوش الشمس بين هوية الذات المصرية وجماليات الصورة السينمائية.
تخرج شادى في كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948م. ودرس لاحقا فنون المسرح في لندن فى الفترة من 1949م. إلي 1950م.
التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1955م. وأتاحت له تلك الفترة أن يكون تلميذا للمعمارى السكندرى الشهير حسن فتحي فعرف من خلاله الفنون الإسلامية.
بدأ حياته الفنية مصمماً للديكور وعمل مساعداً للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957م. ثم عمل مساعداً للإخراج فى عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب. شارك فى الفيلم البولندى «الفرعون» من إخراج كافليرو فيتش. وهى نقطة البداية الحقيقية فى مشواره، كما شارك فى إعداد ديكورات الفيلم وأزيائه واكسسواراته.
عمل أيضا كمساعد مخرج فى فيلم «وإسلاماه» إخراج أندرو مارتون.. والفيلم الإيطالي «الحضارة» للمخرج «روبرتوروسللين»..والفيلم الأمريكي «كليوباترا» للمخرج «جوزيف مانكوفيتش»
قدّم للسينما المصرية عدداً من الأفلام القصيرة الهامة منها:
«المومياء» وهو الفيلم الروائى الطويل الوحيد لشادى عبدالسلام و»الفلاح الفصيح»، وهو فيلم مأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم شكوى الفلاح الفصيح و»جيوش الشمس»، و»كرسى توت عنخ آمون الذهبي»، و»الأهرامات وما قبلها»، و»رع مسيس الثاني».
عندما احتفلت مكتبة الإسكندرية بمرور 75 عاماً على مولد شادى عبد السلام عام 2005م، تم تخصيص قاعة بالمكتبة لأعماله تتضمن أزياء وديكورات وإكسسوارات ورسوماً وضعها خلال مسيرته الفنية. بينما تأسست جمعية أصدقاء شادى عبد السلام بعد وفاته وقامت بجمع تراثه السينمائى المكون من لوحات واسكتشات رسمها لمناظر وأزياء فى افلام اشتغل عليها سواء من إخراجه أو إخراج غيره إلى جوار الاحتفاظ بمكتبته وأوراقه وصوره المختلفة التى تجمعه مع أقرانه المبدعين العرب والعالميين فى أكثر من مناسبة، كما وتضم نصوص سيناريوهات أفلامه وملخصات لأفكار حضارية وثقافية، وهناك مكتبة ضخمة فى شتى المعارف الإنسانية، ومن ضمنها الحضارة المصرية القديمة، وأيضا هناك مقتنيات من حلى واكسسوارات وملابس خاصة واكسسوارات.