لا أدرى لماذا دار فى خاطرى وأنا أتابع كلمة مصر المهمة، بل التاريخية التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة بغداد مؤخرا مسلسل «الوتد» للرائعة الراحلة هدى سلطان، وبعد تدبر الكلمة وسماعها عدة مرات أيقنت أن هناك رابطا قويا بينهما وهو قيمة ومكانة مصر وأهميتها للدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص باعتبارها الشقيقة الكبرى ولن أبالغ إذا قلت الأم، فيوم يتخلى عنك الجميع لا تجد إلا أمك سندا وحصنا منيعا، وهكذا مصر التى كانت ولاتزال تضحى بالغالى والنفيس من أجل الأبناء والأشقاء على حد سواء وهو ما كانت تفعله الفنانة العظيمة هدى سلطان رحمها الله فى «الوتد» وكلتاهما تمثل عمود الخيمة والسند وحائط الصد المنيع لمن حولهم لاسيما الأبناء والأشقاء كما ذكرت فى البداية.
ولعل خير دليل على ذلك الاهتمام والاحتفاء الكبير من المصريين والعرب عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية بكلمة الرئيس السيسي، والتى أثبت خلالها قوة مصر وريادتها فى المنطقة العربية بعد حديثه الصريح والجريء عن التـهجير، وعن أزمات ليبيا، والسودان، وسوريا، حيث إن مصر دائما لها الريادة فى التصدى لمشكلات المنطقة العربية وهذا ما أكده الرئيس فى رسالة واضحة وقوية للعالم.
نعم يا سادة فقد تحدث الرئيس السيسى بكلمات جريئة عن وقف إطلاق النـار، وعن رفض الدولة المصرية لاستمرار إطلاق النار، فى غـزة، وكانت تلك العبارة التى أثارت الاهتمام البالغ فى الداخل والخارج واظهرت مصر قوية فى أعين العالم حينما أعلنها صراحة ««حتى لو نجحت إسـرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلســطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية» !!.
ما كان لمصر ان تقف على هذه الارض الصلبة لولا وجود جيش قوى يصون ولا يخون يحمى موقفها وشعب مخلص يدعم ويساند مهما كانت الظروف الصعبة التى يمر بها، ومصر بهذه المواقف الخارجية أفسدت مخططات كثيرة، وبالقطع هناك أثمان كثيرة ندفعها، وخاصة ممن يحيكون المؤامرات فى الغرب وفى محيطنا المسموم!!.
أخيرا وليس آخرا أؤكد أن سياساتنا الخارجية من أروع ما يكون، أسعدت الملايين من شعب مصر، ونتمنى ان تكون سياساتنا الداخلية لحكومتنا الموقرة على ذات المستوي، وياليت الجميع يعمل فى اتجاه بناء وطن قوى قادر على مواجهة التحديات الكبيرة التى كانت و لا تزال تنتظرنا.
ودعونى أقولها بصراحة، لو كنا حقا نحب مصر فلنتقى الله فيها، كل فى مكانه، أكرر، كل فى مكانه، ونكف عن تسويد حياة الناس، او التراخى فى أداء الواجب وليعمل كل منا واجبه ويؤدى ما عليه تجاه وطنه، فليس هناك دين لأحد على مصر وأهلها، مصر ليست مدينة لأحد، أدى واجبك ولا تشعرنا أنك متطوع أو متبرع…اتقى الله فى مصر وأهلها ولنعمل جميعا على اعلاء دولة القانون والكفاءات حتى نعزز اللحمة الوطنية و نحقق الانتماء لهذا البلد قولا وفعلا، وعندها ستقوى مصر وتصمد وتخرج أفضل ما فيها.