أزعم أننى من مريدى السينما منذ أن كنت طفلة صغيرة تتشبث بأصابع يد والدها وهو يصحبها إلى هذا العالم السحرى بأشخاصه العملاقة لمن فى مثل سنها تبهرها تلك الإضاءات وهى تجلس فى الظلام تتابع الأصوات التى تأتى مصحوبة بموسيقى ساحرة هى الآخرى فتأخذها لعالم ثانى داخل السينما التى حملت اسم مالكها الراحل سمير عبد العظيم والتى اشتراها فى مدينة دسوق حيث مولده ونشأته قبل أن يتحول إلى واحد من أشهر المخرجين وكتاب السيناريو ومازالت أعماله مثل أفواه وأرانب وعلى باب الوزير وأبو الدهب وغيرها علامة مميزة فى تاريخ السينما والإذاعة والتليفزيون.
وفى الآونة الأخيرة فقدت السينما تأثيرها الساحر وتلاشى بريقها بفعل ضعف الإنتاج السينمائى وافتقاد الأفلام المعروضة لقصة تتجدد معها ذكرياتى داخل سينما سمير عبد العظيم ورغم ذلك لم أفقد الطريق إلى صالاتها بحثاً عن مضمون جيد حتى كان الإعلان عن بدء عرض فيلم الهوى سلطان لأبطاله منة شلبى وأحمد داود وخالد صالح وجيهان الشماشرجى وكان لوجود هبة يسرى كمخرجة ومؤلفة للعمل وقع خاص بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسلها سابع جار رغم ما احتواه العمل من أحداث كانت كفيلة لإيقاف عرض الجزء الثانى بسبب ما تضمنه الجزء الأول من أحداث تسئ للمجتمع وتقاليده لكن الواقعية وتشابه شخصياته مع الواقع كتبت نجاح جماهيرى منقطع النظير.
ما كتب عن الفيلم جعلنى أدرك أننى أمام حبكة درامية وعمل مميز قادر على رسم تفاصيل مختلفة فهرولت بحثاً عن متعة افتقدتها لأجد نفسى أمام عمل ضعيف فى كل عناصره مثله مثل باقى الأعمال لكن الأمر الذى استوقفنى ما احتواه العمل من أفكار هى خروج سافر على تقاليد المجتمع ولا يمكن القبول بها.العمل الذى يحكى عن علاقة صداقة نشأت بين البطل والبطلة منذ الصغر بحكم صداقة العائلتين جعلت الأحداث بينهما أشبه بشقيقين وقد يكون هذا مقبولاً إلا أنه من غير المقبول أن نجدها تفعل نفس الشئ مع صديقها فنراها تمكث فى منزله بمفردها لأوقات متأخرة من الليل ولا حرج فى استبدالها ملابسها داخل مسكنه ورغم أن أبطال العمل ينتمون إلى الطبقة المتوسطة إلا أن مشهد احتساء الخمور لم يغب عن كل خروجاتهم بشكل سافر الأمر الذى جعل العمل غير مناسب لأطفالى الذين كانوا برفقتى ولم تهدأ أسئلتهم عن علاقات الأبطال ببعضهم البعض وتداخلت الكثير من المفاهيم لديهم.
وتواصل مخرجة العمل الخروج عن التقاليد والعادات من خلال مجموعة من المشاهد التى تحول الأم إلى مادة من السخرية لابنها وصديقته لأقف عاجزة عن تحديد رسالة العمل فالسينما ما هى إلا رسالة ولا أعرف ما الرسالة فى ذلك ولا الدافع فى نشر أفكار تؤدى إلى تلاشى القيم والأخلاق من خلال فيلم فقد سلطانه وخرج بصورة مسفه جعله عملاً غير مقبول في مجتمع له عاداته وتقاليده.