
«إسلام آباد» تعيد فتح المجال الجوى بعد إيقاف القتال
بعد تصاعـــد حدة الهجمات بين الهند وباكستان خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، فى ظل توتر متزايد بين الدولتين استمر على مدى الأيام القليلة الماضية، أعلنت باكستان، أمس، أنها توافقت مع الهند على وقف فورى لإطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الباكستانى محمد اسحاق دار، أمس، إن بلاده والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار «كامل وليس جزئيا»، مضيفا أن نحو 30 دولة شاركت فى الجهود الدبلوماسية التى حققت تلك النتيجة.
وأضاف اسحاق دار، أن إسلام آباد لم تسع للحرب، وخيارها دائماً السلام والأمن فى المنطقة، دون المساس بالسيادة وسلامة الأراضي.
فى الوقت نفسه، أكد وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكار التوصل لتفاهم بشأن وقف إطلاق النار والعمل العسكري»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وأضاف جايشانكار، فى مؤتمر صحفي: إن وقف القتال يبدأ اعتبارا من الساعة 17:00 مساء بتوقيت نيودلهى.
فى نفس السياق أعلنت هيئة الطيران الباكستانية إعادة فتح مجالها الجوى أمام جميع الرحلات، بعد إعلان إسلام آباد ونيودلهى اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء إعلان البلدين ، فى أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن إسلام آباد ونيوديلهى اتفقتا على وقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري.
وقال ترامب على منصة «تروث سوشال» إن الدولتين وافقا على وقف القتال بعد وساطة أمريكية، مضيفاً: «بعد ليلة طويلة من المحادثات التى قامت الولايات المتحدة بوساطتها، يسعدنى أن أعلن أن الهند وباكستان قد توصلتا إلى وقف كامل وفورى لإطلاق النار».
وفى وقت لاحق،كشف وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، إنه ونائب الرئيس الأميركى جى دى فانس تواصلا مع كبار المسئولين الهنود والباكستانيين على مدار 48 ساعة الماضية.
وكتب روبيو على منصة «إكس»: «يسعدنى أن أعلن أن حكومتا البلدين المتنازعتين اتفقتا على وقف فورى لإطلاق النار».
وأضاف روبيو: «إن إسلام آباد ونيوديلهى ستبدآن محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا فى موقع محايد».
ونقلت شبكة «سى أن أن نيوز 18» عن مصادر مطلعة أن الجانبين أجريا أول اتصال هاتفى بينهما، وأن باكستان أبدت استعدادا للاجتماع مع الهند.
وأعلنت وزارة الخارجية الهندية أن القائدين العامين للعمليات العسكرية فى الهند وباكستان سيجريان محادثات أخرى فى 12 مايو الجاري.
وفى وقت سابق، كانت قد أعلنت باكستان عن شنها عملية عسكرية، أمس، ردا على هجوم هندى حدث قبلها بساعات، استهدف ثلاث قواعد جوية.
وبعد تبادل الرد العسكرى بين الدولتين، أمس، قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية، فيوميكا سينج، فى مؤتمر صحفى إن «القوات المسلحة الهندية ملتزمة بعدم التصعيد، شريطة أن يقابل ذلك رد فعل مماثل من الجيش الباكستاني». وبحسب المتحدثة الهندية، نجح الجيش فى إحباط الأعمال التى نفذتها باكستان ليلاً بشكل فعال.
كما أعلن الجيش الهندى أن باكستان استهدفت منشآت طبية وتعليمية فى الشطر الهندى من كشمير، فيما أكد مسئولون هنود أن عدة انفجارات وقعت فى بلدة بارامولا بكشمير الهندية.
فى المقابل، قال رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف، إن الجيش الباكستانى قدم ردا مناسبا على الهند، مشيراً إلى أنه تم قصف المنشآت العسكرية الهندية التى استُخدمت لشن هجمات ضدهم.
وأعلن الجيش الباكستانى أنه استهدف منشأة تخزين صواريخ وقواعد جوية هندية فى باثانكوت وأودهامبور، فيما قالت مصادر عسكرية باكستانية إن الجيش قصف 36 هدفا مختلفا فى الهند، ضمن عملية «البنيان المرصوص».
كما قال أيضاً فى تصريحات صحفية، إنه دمر موقع براهموس لتخزين الصواريخ فى منطقة بياس»، مضيفا أنه قصف أيضا مطار بات هانكوت، فى ولاية البنجاب غرب الهند، وقاعدة أدهامبور التابعة للقوات الجوية فى الشطر الهندى من كشمير.
جاء الهجوم الباكستانى بعد فترة وجيزة من إعلان إسلام آباد أن الهند أطلقت صواريخ على ثلاث قواعد جوية، منها واحدة قريبة من العاصمة الباكستانية، حيث صرح المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شريف تشودري، فى بيان بثه التلفزيون فى وقت متأخر من الليل أن الهند أطلقت صواريخ على ثلاث قواعد جوية باكستانية، مشيرا إلى أن الدفاعات الباكستانية «نجحت فى اعتراض معظمها».
وأضاف تشودرى أيضاً أن عددا قليلا من الصواريخ نجح فى تجاوز الدفاعات الجوية، وأن هذه الصواريخ لم تصب أى «أصول جوية»، وفقا للتقييمات الأولية للأضرار.
بحسب ما ذكرته الحكومة الباكستانية، أدى القصف الليلى الذى نفذته القوات الهندية على الشق الباكستانى من إقليم كشمير إلى مقتل 13 مدنيا، واصابة 50 آخرين.
وفى أعقاب العملية العسكرية لباكستان على الهند، كانت قد وردت أنباء عن دعوة رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف إلى اجتماع هيئة القيادة الوطنية، التى تعتبر أعلى كيان يضم مسئولين مدنيين وعسكريين، وتتولى مسئولية اتخاذ قرارات أمنية تشمل تلك المتعلقة بالترسانة النووية للبلاد.
لكن لاحقاً، قال وزير الدفاع الباكستانى خواجة آصف، أنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع الهيئة، نافياً لقناة «آري» التلفزيونية: أنه «لم يُعقد أى اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، كما لم تتم جدولة أى لقاءات من هذا القبيل».
ومنذ الهجوم الدامى الذى أودى بحياة 26 شخصًا الشهر الماضى فى مدينة باهالجام السياحية، بإقليم كشمير الذى يتنازع البلدان السيادة الكاملة عليه منذ تقسيمه عند الاستقلال عام 1947، تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين.إذ اتهم الجانب الهندى إسلام آباد برعاية منفذى الهجوم، فى حين نفت باكستان الأمر جملة وتفصيلا.