الطب الحيوى من أهم بل من أخطر المجالات فى العصر الحالى وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء قد أصدر مؤخرا تقريراً جديداً عن هذا الموضوع.. ووفقا للتقارير هناك أكثر من مليار شخص فى جميع أنحاء العالم يعانون من معدل مرتفع من الأمراض مفقودة التشخيص وتشير تقديرات «منظمة الصحة العالمية» إلى أن أقل من 30٪ من البلدان المنخفضة الدخل لديها إمكانية الوصول إلى مرافق التشخيص المتاحة بشكل عام وأن 70 ٪ من الوفيات المرتبطة بالسرطان فى جميع أنحاء العالم تحدث فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مما يدل على الحاجة إلى اختبارات دقيقة وبأسعار معقولة..
أشار التقرير إلى أن توقعات سوق المعلوماتية الحيوية خلال الفترة «2023 – 2030» حيث بلغ حجم السوق 11.12 مليار دولار فى عام 2023، وسط توقعات بأن تصل إلى 24.98 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بمعدل نمو سنوى مركب قدره 13.2 ٪، وقد استحوذت أمريكا الشمالية على أكبر حصة سوقية للمعلوماتية الحيوية فى عام 2023، وتعد المعلوماتية الحيوية هى مجال متعدد التخصصات يدمج علوم الكمبيوتر وعلم الأحياء بهدف فهم العمليات البيولوجية المعقدة وذلك باستخدام علوم الحاسب الحديثة التى تشمل الحوسبة السحابية والإحصاء والرياضيات ويقوم على تطوير العديد من المجالات من بينها الطب الشخصى الجديد واكتشاف الأدوية.. ومن أهم الابتكارات المتوقعة فى مجال الهندسة الطبية الحيوية المثبت الحرارى لمفصل الركبة وخوذة المراقبة والتحفيز المغناطيسى عبر الجمجمة والضمادة الذكية اللاسلكية ومن أحدث الابتكارات فى مجال الطب الحيوى جهاز استشعار ديرما وأجهزة الجراحة الروبوتية والعيون الإلكترونية والذكاء الاصطناعى فى طب العيون.. ومن أهم الاتجاهات الحديثة فى الهندسة الحيوية أجهزة مراقبة الصحة القابلة للارتداء وتقنية تحرير الجينات والطباعة الحيوية والروبوتات النانونية وهندسة الأنسجة واللاصقة الجلدية والجراحون الآليون وإعادة التأهيل والواقع الافتراضى وميكروبابلز «الفقاعات الدقيقة» والتحرير الأولى والأعضاء البشرية على الرقائق والمفاعلات الحيوية الصغيرة.. وعلى مدى العقدين الماضيين برزت «الهندسة الطبية الحيوية» كتخصص رئيس يربط الاحتياجات المجتمعية للرعاية الصحية البشرية بالتقنيات المتطورة الجديدة، التى أدت إلى نقلة نوعية فى صحة الإنسان والطب، حيث أدت هندسة الأجهزة وتقنيات الاستشعار إلى ظهور فهم أعمق «لعلم وظائف الأعضاء البشرية» و»علم وظائف الأعضاء المرضي» ورغم ذلك التطور الطبى الهائل، تبرز العديد من التحديات الكبرى التى تواجه تقدم «الهندسة الطبية الحيوية»مثل تطوير مجال «الطب الدقيق»: فرغم التطور العلمى الكبير لتقنيات ووسائل تشخيص الأمراض، لا يزال التشخيص بالنسبة للحالات الشائعة مما قد يؤدى إلى الإصابة بالأمراض والوفيات.