القاهرة تلعب دورًا محوريًا فى مسار التهدئة بين حماس وإسرائيل
الأحكام الدولية ودور مصر .. يضيفان بعدًا قانونيًا وأخلاقيًا.. لاتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية .. مسار التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل يشهد تطورات متسارعة ومعقدة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة فى رفح الفلسطينية، فالهدنة المقترحة، التى تبذل من أجلها مصر الكثير والكثير مع اطراف اخرى منها قطر والولايات المتحدة، تلك الهدنة المقترحة تأتى فى أعقاب اجتياح واسع النطاق لرفح من قبل القوات الإسرائيلية، ويعطلها كثيرا الجانب الصهيوني، لما لها من نتائج عكسية داخل المجتمع الاسرائيلي، فإنها تضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى موقف صعب، حيث يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة.
نعود للموقف المصري، فالقاهرة تلعب دورًا محوريًا فى مسار التهدئة بين حماس وإسرائيل، وقد أظهرت تاريخيًا التزامًا قويًا بدعم القضية الفلسطينية، وفى الوضع الراهن، استمرت مصر فى تأكيد موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية ولعبت دور الوسيط فى المفاوضات لتحقيق الهدنة.
ويتلخص موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية فى ظل الوضع الراهن فى النقاط التالية:
> مصر تدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
> تسعى القاهرة دائما لدفع عملية السلام وفقًا للمبادرة العربية للسلام ومقررات الشرعية الدولية.
> تقف مصر ضد التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وتدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
> مصر تحافظ على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وتلعب دورًا فعالًا فى تخفيف التوترات وتعزيز فرص السلام فى المنطقة.
جاءت قرارات وأحكام المحكمة الدولية ومحكمة العدل الدولية ،التى تتعلق بالأوضاع فى غزة، مما يضيف بُعدًا قانونيًا وأخلاقيًا على النزاع، فهذه القرارات تشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية وحماية المدنيين، وتلقى بظلالها على السياسة الإسرائيلية المتعجرفة والتى تتسم بالعنف والقتل وارتكاب المذابح فى كل مكان على أرض فلسطين.
من ناحية أخري، فإن الهدنة قد تكون لها تأثيرات سلبية على مستقبل نتنياهو السياسي، حيث تشير التقارير إلى أن القبول بالهدنة قد يُنظر إليه على أنه تنازل أو ضعف، مما قد يؤدى إلى تآكل دعمه السياسى داخل إسرائيل.
كما ان الاحتجاجات الداخلية والضغوط الدولية تزيد من تعقيد الوضع، ويبدو أن نتنياهو يقف على مفترق طرق حاسم يتعلق بمستقبله السياسى ومستقبل الصراع فى المنطقة، فهو يعلم تماما، إنه بعد أى اتفاق تهدئة يتم سوف ينهار التكتل الحاكم فى تل أبيب، وإنه وزوجته سيوجهان تهماً بالفساد، ومن هنا نعرف لماذا يتعطل اى اتفاق لتهدئة دائمة ووقف القتال بشكل دائم.
فى النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الهدنة ستكون خطوة نحو السلام الدائم أو مجرد توقف مؤقت للعنف يسبق جولة أخرى من التصعيد، الأيام القادمة ستكون حاسمة فى تحديد مسار الأحداث وتأثيرها على الساحة السياسية الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء.