تبادلت حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلية الاتهامات بينهما بخرق اتفاق وقف إطلاق النار فى الوقت الذى يستعد فيه أكثر من مليون نازح فى وسط وجنوبى غزة للعودة إلى أحيائهم فى شمال القطاع بعد أن منعتهم القوات الإسرائيلية.
اتهمت حركة حماس إسرائيل بـ»خرق» اتفاق وقف إطلاق النار عبر منع عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله. وذكرت الحركة فى بيان أنها «تتابع مع الوسطاء منع إسرائيل عودة النازحين الذى يمثل مخالفة وخرقا لاتفاق وقف إطلاق النار.
اعتبرت حماس أن «الاحتلال يتلكأ بذريعة الأسيرة أربيل يهود، بالرغم من أن الحركة أبلغت الوسطاء أنها على قيد الحياة، وأعطت كل الضمانات للإفراج عنها. وحمّلت الحركة جيش الاحتلال مسئولية التعطيل فى تنفيذ الاتفاق.
فى المقابل، أعلنت إسرائيل عن انتهاك حماس لاتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضى وتم خلاله الإفراج عن 7 محتجزات إسرائيليات ومئات المعتقلين الفلسطينيين.
جاء فى بيان صادر عن إدارة شئون المحتجزين لدى مكتب رئيس وزراء إسرائيل «خلال تنفيذ المرحلة الثانية من التبادل السبت الماضي، ارتكبت حماس انتهاكين، إذ لم يتم الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التى كان من المقرر الإفراج عنها السبت، كما لم يتم تقديم القائمة التفصيلية لوضع جميع الرهائن.
وأضافت أنه «نتيجة لذلك، تقرر عدم الموافقة على مرور سكان غزة إلى شمال قطاع غزة»، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وفى الوقت نفسه، أوضحت الإدارة أنه يتم «بذل جهود كبيرة مع الولايات المتحدة والوسطاء لتسهيل عودة أربيل.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى قد أصدر بيانا على موقع التواصل الاجتماعي، إكس، لسكان قطاع غزة، أشار فيه إلى أن معبر نتساريم، لن يكون متاحا إلا بعد إطلاق سراح أربيل يهود.
جاء ذلك بينما احتشد آلاف النازحين فى وسط غزة استعدادًا للعودة إلى شمالى القطاع، وقضوا ليلتهم على قارعة الطريق وافترشوا الأرض، بانتظار أن يوافق الاحتلال على مرورهم كما كان متفقًا عليه، فيما حذر المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع من الاقتراب من حاجز نتساريم، لأن الاحتلال يستهدف كل من يقترب منه.
وبدأ الناس بتفكيك خيامهم والانتقال إلى شارع الرشيد على أمل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار القاضى بعودة النازحين فى اليوم الثامن من الاتفاق سيراً على شارع الرشيد وبالسيارات من شارع الرشيد. واطلقت قوات الاحتلال المتمركزة فى محور نستاريم النار باتجاه المواطنين، بينما تحاول العناصر الشرطية الموجودة بضبط الأمن وعدم السماح باندفاع المواطنين صوب المنطقة خشية من وقع مجزرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. إثر ذلك سقط عدد من الشهداء والجرحى برصاص الاحتلال.
من جهته، قال مسئولون فلسطينيون بغزة: «كنا نتوقع انسحاب الاحتلال الساعة الثامنة صباحاً إلا أنه يصر على عدم تنفيذ التزاماته»، محذرين الفلسطينيين من الاقتراب نحو محور نتساريم فى ظل انتشار قوات الاحتلال وإطلاق النار.
على صعيد الدمار الذى وقع فى قطاع غزة بســبب 15 شهراً من العدوان، قالت منظمة الأمم المتحدة إن الحرب كانت مدمرة بالنسبة للأطفال، إذ استُشهِد فيها أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني، وأصيب نحو 25 ألفاً آخرين كما نُقِل أكثر من 25 ألفًا آخرين إلى المستشفيات، بسبب سوء التغذية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
قال نائب السفير البريطانى لدى الأمم المتحدة جيمس كاريكي، فى الآونة الأخيرة لمجلس الأمن: «كونك طفلاً، فإن غزة هى أخطر مكان فى العالم يمكن أن تكون فيه»، مضيفًا: «أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر».
أفاد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، بأنه «من بين 40 ألفًا و717 شهيدًا تم التعرف عليهم حتى الآن فى غزة، كان العدد 13319 لأطفال.
على صعيد متصل، قال الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بقطاع غزة، إن 75 ٪ من المنشآت الطبية فى القطاع دمرها الاحتلال، وتحتاج إلى إعادة تأهيل. وأضاف إن 25 ألف إنسان فى قطاع غزة يحتاجون إلى العلاج، وهو غير متاح بالقطاع.
فى الضفة الغربية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى افيخاى ادرعى إن طائرة تابعة لسلاح الجو أغارت على تجمع فى بلاطة بالقرب من مدينة نابلس فى الضفة الغربية، زاعما أن الغارة كانت لتفريق تجمع شارك فيه «مسلحون».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد طفلة تبلغ من العمر عامين ونصف العام، مُتأثرة بإصابتها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فى قرية مثلث الشهداء جنوب جنين خلال اقتحام قوات الاحتلال، كما أُصيبت سيدة خلال الاقتحام بالرصاص الحى فى يدها وشظايا رصاص برأسها.
اقتحمت قوات من جيش الاحتلال مثلث الشهداء، وحاصرت منزلاً فيه، ونشرت قناصتها فى محيطه وأطلقت الرصاص الحي، وسط اندلاع مواجهات، كما احتجزت عددًا من الشبان وحققت معهم ميدانيًا.
من جانبه، أعرب محافظ جنين كمال أبوالرب عن قلقه من احتمالية وجود شهداء وجرحى داخل مخيم جنين المحاصر لليوم السادس على التوالي، ولم تستطع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم ومنع أيضاً الصحفيين من الاقتراب من مداخل مخيم جنين. وقال المحافظ إن الاحتلال فجّر حتى اللحظة 20 منزلاً فى المخيم ويعمل على تقسيم المخيم لأربعة أجزاء، عبر تدمير الشوارع وتفجير المنازل وحرقها.
إلى ذلك،اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن سلطات الاحتلال بوقف أنشطة الوكالة فى القدس المحتلة، ومطالبتها بإخلاء كل المبانى التى تشغلها بحلول نهاية الشهر الحالى وهو ما يتناقض مع التزامات القانون الدولى للدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.