فيما يمكن وصفه بخطوة جديدة لجهود الوسطاء، مصر وقطر وأمريكا، فى سبيل إنهاء المعاناة ووقف الحرب.
قال المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، إن لديه «انطباعات جيدة جداً» بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى غزة، متوقعًا إرسال اقتراح جديد قريبًا وأوضح ويتكوف «اعتقد أننا اقتربنا من التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار، سنأمل أن نرسله قريبا ونقدمه للرئيس لمراجعته».
أضاف ويتكوف «أشعر بتفاؤل كبير إزاء إمكانية العمل على مسارين، وقف مؤقت لإطلاق النار، واتفاق طويل المدى لإنهاء هذا الصراع.
وبالتزامن أعلن نتنياهو قبوله بالمقترح، بينماأعلنت حركة حماس أنها ستدرسه.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية متفائلة جدًا بشأن المقترح الجديد الذى تم تمريره إلى إسرائيل وحماس وأوضح أن جوهر الخلاف يتمحور حول صيغة الضمانات الأمريكية لحركة حماس.وبحسب الهيئة فإن المقترح الجديد ينص على أن وقف إطلاق النار سيستمر حتى إن لم يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية بشأن إنهاء الحرب لكن ذلك سيكون بشروط محددة. بدورها نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن المقترح الجديد يتناول الإفراج عن 9 أسرى أحياء و18 جثماناً سيتم تسليمهم على دفعتين خلال أسبوع واحد.
بحسب القناة 14 الإسرائيلية فإن الاتفاق ينص على أن تُفرج إسرائيل عن 125 أسيرًا فلسطينيًا من الأحكام المؤبدة بالإضافة إلى 1111 معتقلاً تم اعتقالهم بعد هجوم 7 أكتوبر كما سيتم تسليم جثامين 180 عنصرا من المسلحين. وتلتزم إسرائيل بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، تُجرى خلالها مفاوضات بشأن إنهاء الحرب، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق، ستكون إسرائيل قادرة على استئناف القتال أو مواصلة التفاوض.
تفاصيل إضافية نقلتها جيروزاليم بوست تفيد بأن الجيش الإسرائيلى سينسحب من المناطق التى سيطر عليها مؤخرا، وأن المساعدات الإنسانية ستوزّع بواسطة الأمم المتحدة، وليس من خلال الشركة الأمريكية. وكان موقع «أكسيوس» نقل عن مسئول إسرائيلي، أن ويتكوف قدّم لإسرائيل وحركة حماس، اقتراحا محدثا بشأن اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
رغم أن العرض الجديد يشبه إلى حد كبير المقترحات السابقة، بحسب التقرير، إلا إن تقرير «أكسيوس»، بيّن أن المقترحات المحدثة تختلف فى صياغتها، إذ تشير بوضوح إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يُفترض أن يكون نقطة انطلاق لتحرك أوسع قد يؤدى إلى إنهاء الحرب. تهدف الصيغة الجديدة، بحسب التقرير، إلى طمأنة حركة حماس عبر تقديم ضمانات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لن يتمكن من اتخاذ قرار أحادى بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أفاد مصدر طبى فلسطينى فى غزة بأن 67 قتيلا، منهم 5 قتلى انتشال، وصلوا مستشفيات القطاع، بالإضافة إلى 179 إصابة، وذلك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولا تشمل الإحصائية مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول اليها.وبهذا، ترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 54,249 قتيلا و123,492 جريحا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
أشار التقرير الإحصائى اليومى لضحايا الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة إلى انه تمت إضافة 98 قتيلا للإحصائية التراكمية بعد اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية.
من جانبه، أكد مدير الإمداد الطبى فى الدفاع المدني، سقوط 44 قتيلا جراء غارات إسرائيلية منذ فجر أمس على قطاع غزة، بينهم 23 قتيلا وجرحى وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلى استهدف منزلاً لعائلة القريناوى شرق مخيم البريج فى وسط قطاع غزة، نقلا عن «فرانس برس».
وإلى ذلك، أفادت وزارة الصحة فى قطاع غزة، الخميس، بوقوع 9 قتلى وأكثر من 60 مصابًا على مدى 48 ساعة بنيران الجيش الإسرائيلى قرب مراكز مساعدات الشركة الأمريكية برفح. وانتشل قتيل من دوار العلم غرب رفح جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار تجاه المتجمعين الباحثين عن المساعدات.
فيما يتعلق بالمساعدات، حذر الفريق الإنسانى الأممى والدولى فى الأرض الفلسطينية المحتلةمن أن نظام التوزيع العسكرى الجديد فى غزة لا يلبى احتياجات السكان، ولا يصون كرامتهم، بل يعرضهم للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية.
دعا الفريق، إسرائيل إلى معاملة المدنيين بإنسانية واحترام كرامتهم الأصيلة، وتسهيل إيصال المساعدات، والامتناع عن النقل القسري. وأكد قائلاً: «نحن بحاجة إلى تدفق مساعدات منتظم وعلى نطاق واسع، عبر معابر متعددة، وصولا إلى المجتمعات، كما فعلنا فى السابق، وبحاجة إلى وصول دون عوائق».
أضاف الفريق: «نحن بحاجة إلى تمكين جميع الشركاء فى المجال الإنساني، بما فى ذلك الأونروا، من توفير الإمدادات، والأهم من ذلك، تقديم الخدمات. فالإمدادات وحدها لا ترقى إلى مستوى استجابة إنسانية فعالة، إذ من الضرورى ضمان استمرارية تقديم الخدمات فى جميع أنحاء غزة دون انقطاع.
فى الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، إن 11 ألف مريض سرطان فى القطاع انقطعوا قسرًا عن العلاج والرعاية الصحية المناسبة، فى ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلى منع إدخال المستلزمات الطبية والأدوية.
أشارت الوزارة إلى أن خدمات العلاج الكيماوى الوريدى والمتابعة الطبية لمرضى السرطان قد توقفت تمامًا فى القطاع، لافتة إلى أن إخلاء المستشفى الأوروبى ومركز غزة للسرطان ضاعف حدة الوضع الكارثى للمرضي. وأفادت وزارة الصحة فى قطاع غزة بأن 5 آلاف مريض سرطان لديهم تحويلة عاجلة للعلاج فى الخارج، إما للتشخيص أو للعلاج الكيميائى والإشعاعي، خاصة فى ظل عدم توفر أجهزة التشخيص المبكر، إضافة إلى أن 64 ٪ من أدوية السرطان مفقودة، مشددة على أن مرضى السرطان باتوا محاصرين بأوضاع صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية كارثية.