أخيرا وبعد 470 يوماً من الدم والدمار انتصرت رؤية مصر ونجح الوسطاء وتوقفت الحرب الإسرائيلية على غزة فى الحادية عشرة والربع تماماً صباح أمس بدأت الهدنة، وفتح معبر رفح أبوابه لتدخل شاحنات المساعدات المصرية تواليا تحمل أغذية وأدوية ومواد إغاثية لإنقاذ أبناء غزة المرهقين من ويلات الحرب والسعداء بقرار وقفها بعد نجاح الوسطاء الثلاثة، كما بدأت عمليات تسليم الأسرى والمحتجزين بين الجانبين بواقع 90 أسيراً فلسطينياً 3 محتجزات لدى حماس.
رفعت الشاحنات علم مصر فى طريقها إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم لتعلن انتهاء المعاناة عن أبناء القطاع الذين عبروا عن شكرهم لمصر والوسطاء، وطالبوا كل الأشقاء والعالم بدعمهم لاستعادة بناء مدينتهم حيث انطلق المئات فى طريق العودة إلى مناطقهم التى كانوا تركوها مجبرين فى شمال غزة.
رسالة الأمس كانت التقاط الأنفاس لأبناء غزة، الهدوء فى فلسطين وبدء عودة الاستقرار إلى المنطقة.
والعنوان الكبير هو مصر التى لم تكتف بالانتصار للقضية .. بل كعادتها كانت على الوعد وأثبتت جاهزية كبيرة فى استعداداتها لتقديم العون والسند للأشقاء فمع أول لحظة لبدء الهدنة كان دخول 300 شاحنة تحمل المساعدات وكانت سيارات الإسعاف تنتظر أمام المعبر كل من يحتاج إلى العلاج من الأشقاء الفلسطينيين والمستشفيات رفعت درجة الاستعداد لاستقبالهم.
شاحنات المساعدات ستتواصل طوال الأيام القادمة وفقا لبنود الاتفاق.. والتحالف الوطنى للعمل الأهلى يجهز آلاف الأطنان من الأغذية والأدوية لدعم أبناء القطاع.
لأن توجيهات القيادة السياسية أن يتواصل الدعم المصرى للأشقاء بكل السبل
330 شاحنة غذاء ووقود دخلت غزة.. و4000 جاهزة للعبور
الأنروا: القطاع وصل للمجاعة.. بعد وصول المساعدات الإنسانية لأدنى مستوياتها
شهد اليوم الأول لسريان إتفاق وقف اطلاق النار الذى تم التوصل إليه فى قطاع غزة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية تدفق للمساعدات عبر معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية ، حيث دخلت أكثر من 330 شاحنة من شاحنات المساعدات المصرية عبر معبر رفح المصرى فى طريقها إلى معبرى كرم أبو سالم والعوجة لاتخاذ الإجراءات اللازمة إلى قطاع غزة وذلك فى الساعات الاولى التى اعقبت تنفيذ وقف اطلاق النار.
كشف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازارينى أن هناك نحو 4000 شاحنة محملة بالمساعدات، نصفها تحمل غذاءً ودقيقا، جاهزة لدخول قطاع غزة.
أشار لازارينى إلى إن الهجمات على قوافل المساعدات فى قطاع غزة قد تنخفض مع دخول الإغاثة الإنسانية عقب وقف إطلاق النار»، مؤكدا عزم الوكالة على مواصلة العمل فى غزة والضفة الغربية المحتلة بعد دخول حظر إسرائيلى على عملياتها حيز التنفيذ فى 30 يناير الجاري.
أضاف أن أونروا هى الهيئة الوحيدة القادرة على توفير الرعاية الصحية الأساسية والتعليم فى قطاع غزة.
أوضحت مديرة الإعلام بوكالة الأونروا بقطاع غزة، إيناس حمدان، أن «الأونروا» هى المنظمة الأممية الأكثر إدارة لعمليات الاستجابة الإنسانية فى قطاع غزة، وتعمل فى قطاع الإغاثة لقرابة 75 عاما، ولديها العدد الأكبر من الموظفين والمنشآت، وسجلات خاصة باللاجئين، لافتة إلى أنه على الرغم من كل التحديات والعراقيل التى وضعت فى طريق تنفيذها للمهام الإنسانية خلال الفترة الماضية إلا أنها ظلت ملتزمة بتقديم الخدمات الأساسية مثل الغذائية والطبية والخدمات الخاصة بالإيواء.
اشارت إلى أن الأشهر الأربع الماضية شهدت أدنى مستويات لإدخال المساعدات الإنسانية بكافة أنواعها، ما تسبب فى حدوث أزمات عميقة فى قطاع غزة، والاقتراب من حافة المجاعة والوفاة بسبب الظروف الصعبة المحيطة بأبناء القطاع، بالإضافة إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، لافتة إلى أن القطاع الطبى كان على حافة الانهيار .
أضافت أن الأونروا تنتظر دخول المساعدات لتوزيعها على سكان القطاع الذين فقدوا كل مقومات الحياة خلال هذه الحرب الطاحنة، مؤكدة أن القطاع الصحى بحاجة لدخول المساعدات الطبية والأدوية والوقود والمياه، كما أن هناك حاجة لدخول الشاحنات التجارية لإنعاش القطاع التجارى الذى تدهور خلال الفترة الماضية، مشددة على أهمية البدء فى عمليات الإنقاذ على الفور لإغاثة سكان القطاع الذين فقدوا كل شيء.
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن «إن المنظمة تخطط لإدخال عدد غير محدد من المستشفيات الجاهزة، لدعم قطاع الصحة المدمر فى غزة خلال الشهرين المقبلين».
ودعا برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، لإبقاء جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة؛ مفتوحة وتعمل على نحو فعال وموثوق.. مشيرا إلى أن أولى الشاحنات التابعة للبرنامج عبرت بنجاح من مصر إلى قطاع غزة محملة بدقيق القمح والطرود الغذائية.
كشف المكتب الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن أولى الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمى عبرت من مصر إلى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، مضيفا أن البرنامج يمكنه إرسال حوالى 30 ألف طن من الغذاء شهريا لتصل إلى أكثر من مليون شخص.
و أكدت خدمة سلسلة الإمداد والتسليم التابعة لبرنامج الأغذية العالمى أن أولى الشاحنات التابعة للبرنامج عبرت بنجاح من مصر إلى قطاع غزة محملة بدقيق القمح والطرود الغذائية، مضيفة أنها تعمل على إيصال 150 شاحنة بشكل يومى للوصول إلى الأسر الأكثر احتياجا باستخدام جميع المعابر الحدودية المتاحة فى مصر والأردن وإسرائيل.
على مدار يوم أمس تدفقت وفود من وسائل إعلام عربية وأجنبية إلى الجانب المصرى من معبر رفح لرصد دخول المساعدات إلى القطاع بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ بعد أكثر من 15 شهرًا من حرب دموية ، التى أحدثت كارثة إنسانية وتدميرًا واسعًا وغير مسبوق طال مناحى الحياة كافة.