لا أشعر بالسعادة تجاه ما يحدث من الجماهير و«السوشيال ميديا» ضد المنتخب وجهازه الفنى منذ تولى حسام حسن للمهمة فى مارس الماضي، لأن من يلعب فى النهاية هو منتخب يلعب باسم مصر ويجب أن نكون جميعا خلفه حتى نحقق المطلوب فى هذه المرحلة وهو التأهل لكأس العالم 2026 وكذلك التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2025 فى المغرب، قبل أن نبدأ لاحقا فى البحث عن الخطوة التالية وهى استعادة العرش الأفريقى من خلال الفوز بكأس الأمم القادمة بعد غياب 15 عاما منذ آخر فوز بها فى 2010، ثم الخطوة الثالثة وهى كيفية اللعب بشكل تنافسى وتحقيق نتيجة طيبة فى نهائيات كأس العالم التى نفتقد فيها أى انتصار عبر 3 مرات وصلنا فيها للنهائيات.
والحقيقة أننا جميعا فى مصر جمهوراً ولاعبين ومدربين وحكاماً وإداريين فى مركب واحد هدفه تحقيق الإنجازات الثلاثة التى ذكرتها، لأنه الوقت الوحيد الذى يجب أن نشعر فيه بنبذ التعصب وأننا جميعا وراء هدف واحد، ويكفى ما نعيشه من اضطراب وتعصب وأجواء مضطربة محليا بشكل يومي.
وأكرر هنا أننى لا أدافع عن حسام حسن وشقيقه فى مهمتهما مع المنتخب بقدر الشعور بالإنتماء لفريق يمثل الوطن مصر وبالتالى يجب أن يحصل الجهاز على فرصته الكاملة فى هذه المرحلة دون أجواء مشحونة تخرجهم عن التركيز فى الفترة القادمة، وليس معنى ذلك أن نتوقف عن النقد، وإنما أن يكون النقد بناء مثلما حدث من إنتقاد التراجع البدنى فى الشوط الثانى لمباراة بوركينا فاسو والأداء الهزيل فى الشوط الأول من مباراة غينيا بيساو والأخطاء الجماعية.
أول نقاط الهجوم على جهاز المنتخب هو ترديد عبارة أن مجموعة مصر هى أسهل المجموعات فى قارة أفريقيا رغم أننا نعيش عصرا لم يعد هناك وجود فيه لأسماء كبيرة أو صغيرة فى عالم كرة القدم وهو الأمر الذى تجلى فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التى وقعت فيها مفاجآت بالجملة من فرق لم يكن لها وجود على خريطة كرة القدم مثلما حدث من موريتانيا التى اقصت الجزائر وناميبيا التى أقصت تونس وغينيا الإستوائية التى قهرت كوت ديفوار صاحب الأرض والبطل لاحقا وغيرها من المفاجآت.
وحتى لا نذهب بعيدا شاهد كيف وصل الحال بنيجيريا وصيف كأس الأمم الأفريقية منذ 3 شهور فقط حيث فشلت فى تحقيق أى انتصار فى 4 مباريات تعادلت خلالها 3 مرات مع منتخبات بعيدة تماما عن المستوى القمى فى القارة وهى ليسوتو وزيمبابوى بالإضافة إلى جنوب أفريقيا وخسرت من بنين لتحتل المركز الخامس وقبل الأخير فى المجموعة فى منتصف طريق التصفيات تقريباً.
والجزائر خسرت على ملعبها أمام غينيا، والسنغال أفضل منتخبات القارة عتادا تعادلت على ملعبها مع الكونغو، وناميبيا خطفت نقطة التعادل من تونس مثلما تسببت فى إقصائها من كأس الأمم الأخيرة.
النقطة الثانية هى النقد الدائم واللاذع لحسام حسن فى كل قرار اتخذه سواء بشأن إختيارات اللاعبين أو إختيار التشكيل أو التبديلات خلال المباراة، رغم أنها أمور تحدث فى أى فريق فى العالم وهى رؤية خالصة للمدير الفني.
والنقطة الثالثة هى علاقة حسام حسن بنجم مصر محمد صلاح والتى يبذل البعض جهودا عملاقة فى جعلها على صفيح ساخن دائما رغم اننا نتفق جميعا على أن صلاح فلتة ربما لن تتكرر لمصر ونحتاج لكل ثانية مما تبقى له فى الملاعب وهى معادلة كلنا يعرفها ان صلاح لا غنى عنه فى المنتخب حتى اعتزاله.
النقطة الرابعة والأخيرة أننى كنت أتابع بشكل مستمر مطالبة الملايين من الجماهير بحصول حسام حسن، الذى مازال الهداف التاريخى للمنتخب، بالفرصة كاملة لقيادة المنتخب وهو مازال الآن فى خطواته الأولى ويحتاج للمساندة ليس من أجله ولكن من أجل منتخب مصر!!