تصطدم قوة المنتخب الإسبانى الهجومية بصلابة الدفاع الفرنسى عندما يلتقيان فى العاشرة من مساء اليوم، على ملعب أليانز أرينا، بالدور قبل النهائى ببطولة أمم أوروبا.. حيث يتنافس المنتخبان على أحد مقعدى المبارة النهائية للبطولة التى تقام يوم الاحد المقبل.
يدخل المنتخب الإسبانى المباراة بمعنويات مرتفعة للغاية لاسيما انه الفريق الوحيد الذى حقق الفوز بمبارياته الخمس السابقة بالبطولة حيث استهل مبارياته فى دور المجموعات بالفوز على كرواتيا بثلاثية نظيفة، ثم تغلب على المنتخب الإيطالي، حامل اللقب بهدف نظيف، ثم اختتم مبارياته فى دور المجموعات بالفوز على ألبانيا بهدف نظيف ليحقق العلامة الكاملة فى دور المجموعات.
وفى دور الـ 16 تغلب المنتخب الإسبانى على نظيره منتخب جورجيا بنتيجة 1/4، قبل أن يفوز فى دور الثمانية على المنتخب الألمانى 2/1.
ويملك المنتخب الإسبانى أقوى خط هجوم بالبطولة حتى الآن حيث سجل لاعبوه 11 هدفاً حتى الآن، كما أنه أكثر المنتخبات تنفيذاً لمحاولات على مرمى المنافسين حيث قام بـ 102 محاولة على المرمي.
وبعد الفوز على ألمانيا فى دور الثمانية.. أكد المدرب لويس دى لا فوينتى على أن فريقه لا يشبع من الفوز وتسجيل الأهداف.. وأنهم يسعون دائماً للتطور وتحسين أنفسهم.
ويعول المنتخب الإسبانى على تألق الثنائى الشاب نيكو وليامز ولامين يامال وأمامهما ألفارو موراتا، وخلفهما بيدرى ولكن سيضطر دى لا فوينتى لإجراء بعض التعديلات على تشكيلته فى مواجهة المنتخب الفرنسي.
وسيكون المدير الفنى مضطرا لإجراء تعديلات فى تشكيلة الفريق، حيث غادر بيدرى الملعب فى مباراة ألمانيا الأخيرة بسبب إصابة فى الركبة، كما سيفتقد لجهود لاعبين من الدفاع.. فبعد طرده أمام ألمانيا، انضم دانى كارفاخال إلى المدافع روبن لو نورماند لقائمة الغائبين.
كما يتنافس دانى أولمو وميكيل ميرينو على حل محل بيدرى فى خط الوسط، حيث سيلعب أحدهما إلى جانب فابيان رويز ورودري، وهو الامر الذى قد يؤثر نسبيا على قدرات المنتخب الإسباني.
وتصطدم القدرات الهجومية القوية للمنتخب الإسبانى بالصلابة الدفاعية للمنتخب الفرنسى التى ظهرت فى النسخة الحالية من البطولة.
ولم تتلق شباك المنتخب الفرنسى سوى هدف وحيد كان من روبرت ليفاندوفسكي، وسجله من ركلة جزاء فى مباراة دور المجموعات التى جمعت المنتخب الفرنسى بنظيره البولندى والتى انتهت بالتعادل 1/1.
وبدأ المنتخب الفرنسى حملته فى البطولة بالفوز على منتخب النمسا بهدف نظيف، سجل من نيران صديقة، ثم تعادل مع المنتخب الهولندى سلبيا، ثم تعادل مع منتخب بولندا 1/1، بهدفين سجلا من ركلتى جزاء، ليتأهل لدور الـ 16 محتلا المركز الثاني.
وفى دور الـ 16 تمكن المنتخب الفرنسى من الفوز على المنتخب البلجيكى بهدف نظيف، سُجل أيضاً من نيران صديقة، وفى دور الثمانية، تغلب المنتخب الفرنسى على نظيره البرتغالى بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل السلبي.
ويواجه المنتخب الفرنسى أزمة حقيقية من حيث تسجيل الأهداف لاسيما أن الفريق لم يتمكن من تسجيل أى هدف من لعب مفتوح واكتفى حتى الآن بتسجيل ثلاثة أهداف فقط، اثنين من نيران صديقة وواحد من ركلة جزاء.
ومع ذلك رفع ديديه ديشامب المدير الفنى للمنتخب الفرنسى شعار التحدي.. وأكد أن فريقه يصنع العديد من الفرص فى المباريات وأن المنتخب ينقصه اللمسة الأخيرة وهو ما حرص على تحسينه فى الفترة الماضية.
ويدخل المنتخب الفرنسى المباراة بصفوف مكتملة حيث يعود لاعب الوسط أدريان رابيو من الإيقاف وسيكون متاحاً للمشاركة فى مباراة الغد، ومن المتوقع أن يبدأ المباراة، وينتظر أيضاً أن يتواجد كيليان مبابي، قائد الفريق فى المباراة، بعد أن تم استبداله خلال الوقت الإضافي، فى مباراة البرتغال، بعد تعرضه لكدمة فى أنفه المكسور.
ورغم الظهور الباهت لمنتخب فرنسا حتى الآن فى بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2024»، المقامة حاليا بألمانيا، فإن الفريق يمضى بالمسابقة حتى استقر به المقام الآن فى الدور قبل النهائي.
وخلال مشواره فى النسخة الحالية للبطولة، التى يطمح للفوز بها للمرة الثالثة بعد نسختى 1984 و2000، أحرز منتخب فرنسا 3 أهداف فقط خلال 5 مباريات، ليس من بينها أى هدف من اللعب المفتوح.
وساهمت النيران الصديقة فى تأهل فرنسا للأدوار الإقصائية للبطولة، بعدما قادته للفوز 1/صفر على النمسا فى افتتاح مبارياته بـ «يورو 2024» حيث حسم اللقاء بهدف عكسى أحرزه ماكسيمليان فوبر بالخطأ فى مرمى فريقه.
وتعادل منتخب «الديوك» بدون أهداف مع نظيره الهولندى بالجولة الثانية للمجموعة الرابعة، قبل أن يتعادل 1/1 مع بولندا فى الجولة الأخيرة فى الدور الأول، حيث جاء هدفه الوحيد بواسطة قائده كيليان مبابى من ركلة جزاء.
ولعبت الأهداف العكسية مجدداً لمصلحة فرنسا، بعدما قادته لاجتياز عقبة منتخب بلجيكا بدور الـ 16، عقب فوزه 1/صفر، حيث سجل الهدف يان فيرتونخن.
ويتصدر منتخب فرنسا قائمة أكثر المنتخبات استغلالاً للأهداف العكسية فى تاريخ كأس أمم أوروبا، حيث استفاد منها 5 مرات فى اليورو، اثنتين منها بالنسخة الجارية، ليتجاوز بذلك منتخب إسبانيا الذى استفاد من 4 أهداف عكسية، نصفها لحساب هذه النسخة.
وحجز المنتخب الفرنسى مقعده فى المربع الذهبى للبطولة، بفضل فوزه بركلات الترجيح على نظيره البرتغالي، عقب انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل بدون أهداف فى دور الثمانية.
ويأمل فريق المدرب الوطنى ديدييه ديشان فى أن يكرر مسيرة منتخبنا الوطنى خلال نسخة كأس الأمم الأفريقية قبل عامين بالكاميرون، والتى شهدت عددا قليلا من الأهداف بمشوار الفريق، الذى تأهل للمباراة النهائية آنذاك، تحت قيادة مديره الفنى البرتغالى الأسبق كارلوس كيروش.