ولا يمكن أن يكون هناك حديث آخر غير حديث الدولار الذى يشهد هبوطًا كبيرًا مفاجئًا فى السوق الموازية خلال الساعات الماضية بشكل لم يكن متوقعًا حيث تجاوز الإنهيار فى سعر الدولار مقابل الجنيه أكثر من خمسة عشر جنيهًا فى سعر الدولار الواحد.
والناس أصبحت تتابع أسعار الدولار بشغف أكثر مما تتابع نتائج مباريات كرة القدم فسعر الدولار يعنى سعر المواد الغذائية والتموينية.. ويعنى سعر السيارات.. ومواد البناء والوحدات السكنية.. وكل شيء يحتاجه المواطن.
والناس لا يهمها لماذا ارتفع الدولار فجأة.. ولماذا يتهاوى فجأة.. الناس مهتمة بأن ينعكس ذلك على الأسعار فتنخفض أو على الأقل تبقى ثابتة ومستقرة دون مزيد من الارتفاع.
ولأننا قد أصابنا اليأس من النجاح فى تحليل أسباب الارتفاع المبالغ فيه أو الانخفاض المفاجيء فى سعر الدولار فإننا سنكتفى بالقول إن هناك حوارًا ما وراء الأسوار حوار ينبيء بالخير وبتدفقات دولارية قادمة إلى مصر هو الذى حرك سعر الدولار إلى الوراء وهو ما أدى إلى محاولات بعض حائزى الدولار التخلص منه فى أسرع وقت ونشير فى ذلك أيضا إلى نجاح الجهود الأمنية فى تعقب تجار العملة وإلقاء القبض على عدد منهم وتشديد الإجراءات على الاتجار به خارج السوق المصرفية الرسمية.
ولا نريد على أى حال أن نبالغ فى التفاؤل كما كنا من قبل بعيدين كل البعد عن المبالغة فى التشاؤم.. ولكننا نشعر أن هناك ضوءًا يظهر فى النفق المظلم.. وأن هناك صورة تظهر ملامحها.. ونأمل ونتمنى أن يستمر التحسن وأن نطمئن وأن يستمر انخفاض الدولار إلى قيمته الحقيقية عند الأربعين.. والأربعين دائمًا رقم مناسب فى كل شيء حتى فى العمر.
> > >
ويتحدثون عن اتفاق وشيك مع صندوق النقد الدولي.. اتفاق قد يكون سببًا من أسباب انخفاض سعر الدولار فالاتفاق على قرض الصندوق البالغ ثلاثة مليارات من الدولارات غير أن قيمة الاتفاق هو أنه بمثابة خطاب ضمان يتيح لمصر الحصول على دعم اضافى من شركاء التنمية بحيث يصل جملة ما يمكن أن تحصل على مصر خلال فترة وجيزة نحو عشرة مليارات دولار.
والاتفاق مع صندوق النقد الدولى بداية وليس نهاية فعلينا الكثير بعد ذلك ..لقد مررنا بتجربة بالغة الصعوبة وأزمة اقتصادية لم نعهدها من قبل ولم يكن ممكنًا النجاة منها إلا بتوحد كل الجهود الحكومية والشعبية.. وبالإرادة والصبر نجحنا فى الصمود.. والتجربة علمتنا الكثير ودروسها يجب أن نستفيد منها فلا يجب أن نتعلم فقط..!
> > >
وسارع الفنان أحمد سعد إلى الإعلان عن تبرعه بخمسين ألف دولار من حصيلة حفلاته الخارجية إلى مصر لصالح دعم الاقتصاد المصري.. وهى خطوة تحسب له ورسالة لأهل الفن وأهل الثقافة وأهل الصناعة.. وأهل التجارة بأن البداية تكون من الداخل.. بأن علينا جميعًا أن نكون فى المقدمة لكى نعبر أزمتنا الاقتصادية بسلام وأمان.. رسالة بأن القوى الناعمة فى مصر عليها عبء كبير فى مواجهة هذه الأزمة.. رسالة إلى كل من يطالب غيره بالتبرع أن يكون هو القدوة والنموذج وأن تكون حملة الدعم على كل المستويات لكل من كان «لحم أكتافه» من خير مصر وبسبب مصر.
> > >
ولا يتوقفون فى بعض وسائل الإعلام الغربية عن ربط العرب المسلمين بالإرهاب فى محاولة لكى يجعلونا دائمًا فى خانة الدفاع والضعف والتبرير والرئيس الأمريكى جو بايدن وجه انتقادات للخطاب المعادى للعرب الذى ظهر فى مقال نشر بصحيفة «وول ستريت جورنال» واعتبره معاديًا للعرب ومعاديًا للإسلام وصحيح أن بايدن بهذا الانتقاد يبحث عن الصوت العربى للأمريكيين من أصول عربية فى الانتخابات الرئاسية القادمة بعد مواقفه الداعمة لإسرائيل فى حربها على غزة ولكنه كان أيضا يبحث عن المصلحة الأمريكية فى عدم اثارة نعرات وخلافات دينية وعنصرية وعرقية داخلية.
وللرئيس الأمريكى ولغيره من الذين يشجعون على خطاب الكراهية ضد العرب وضد المسلمين فإننا نسوق إليهم بعضًا مما جاء فى تعاليم ديننا الحنيف فى القرآن الكريم من تعاليم ودعوات تدعونا إلى السلم والحق والعدل والخير.. «اعدلوا ولا تعتدوا.. ولا تعثوا فى الأرض مفسدين.. ولا تلبسوا الحق بالباطل.. وادع إلى سبيل ربك بالحكمة.. ولا يسخر قوم من قوم.. وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.. وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم.. واحفظوا ايمانكم.. وكونوا مع الصادقين.. وأوفوا بالعقود.
ديننا دين رحمة وسلام.. ونحن العرب لا علاقة لنا بالإرهاب.. الإرهاب لم يكن أبدًا صناعة عربية.. أنتم صنعتموه وأنتم من صدروه إلينا فلم نكن نعرف لا داعش ولا داغش.. أنتم من أطلقتم عليهم هذه الاسماء وأنتم من قام بالتدريب والتمويل.. وكل شيء مخطط ومدروس ومعروف أيضا.
> > >
ذهبت إليه.. كان جالسًا فوق الأرض على قطعة من القماش القديم يتناول طعامًا بسيطًا من جبن أبيض وخبز وبعض الخضراوات ويطالع حقل الذرة الممتد أمامه.. والرجل الذى تجاوز الثمانين من عمره لا يعرف مكانًا يذهب إليه كل يوم إلا أرضه التى يزرعها بنفسه مع الأبناء والاحفاد.. وهى الأرض التى يأتيها فجرًا ويغادرها بعد صلاة المغرب.. وقل لى يا حاج عن سر الصحة والحياة.. والإجابة بابتسامة كشفت عن أسنان مازالت قوية.. قول الحمد لله.. أحمد الله على ما أعطاك ولا تنظر فى طبق غيرك ابدًا..!! الرجل يقولها بكل البساطة والقناعة.. والحمد هى سر الصحة وطول العمر.. وليتنا نتعلم.
> > >
وأخيرًا:
الأيام قد تعيد نفسها
ولكنها لا تعيد ما أخذته منا..
أشياء ترحل ولا تعود
وأشياء حتى لو عادت لم تكن
مثلما كانت
فلولا نعمة النسيان
لما بدأنا حياة جديدة فى كل يوم.
> > >
والبيوت قائمة على صبر الرجال.
> > >
ولولا انحناء ظهر الأمهات لما استقام ظهر الأبناء.
> > >
وكلما أسعدت أمك رضيت عنك الحياة.