فجأة ودون مقدمات تحولت «رقصة الهاكا» وهى رقصة تراثية لسكان نيوزيلندا الأصليين المعروفين باسم «الماوريين» إلى حديث العالم، فبعد تداول منصات التواصل الاجتماعى لمقطع فيديو يتضمن قيام إحدى النائبات فى البرلمان النيوزيلندى بأداء تلك الرقصة وهى تمزق مشروع قانون معروض عليهم للتصويت يمس حقوق السكان الأصليين والتى تنتمى إليهم تلك النائبة.
>>>
كان المشهد حقا شديد الغرابة والإثارة خاصة بعد انضمام عشرات النواب المعارضين للقانون لأداء تلك الرقصة بشكل متناغم لكنه مخيف ومرعب، هذا المشهد دعا الكثيرين إلى البحث عن اصل تلك الرقصات التى تستخدم فيها العديد من الحركات والأوضاع من بينها تبديل ملامح الوجه وإخراج اللسان وجحوظ العينين كالحملقة والتلمظ والحركات العنيفة كالضرب بالأيدى على الجسد وضرب الأرض بالأقدام بقوة إلى جانب الإنشاد، الذى تتخلله صيحات وأصوات مرعبة بمفردات التحدى والكفاح والحروب والنزال.
>>>
تبدو الهاكا كأنها سيمفونية تتناغم فيها الأيدى والأذرع والأرجل والأقدام والصوت والعينان واللسان والجسد للتعبير عن الشجاعة أو الانزعاج أو الفرحة أو غير ذلك من المشاعر المتعلقة بالمناسبة التى يُحتفل بها، فالغريب ان «الهاكا» تستخدم أثناء الحروب لإخافة العدو وإلقاء الرعب فى قلوب مقاتليه بهذه الحركات العنيفة المتناغمة، وتستخدم ايضا فى استقبال الضيوف الكبار أو احتفالات الأفراح والإنجازات والانتصارات المختلفة والأغرب ان نفس الرقصة تستخدم فى الجنازات وإقامة سرادقات العزاء فهى رقصة متعددة الأغراض.
>>>
انتشرت تلك الرقصة فى مباريات كرة القدم ومسابقات الرجبى وبثت الرعب فى قلوب المنافسين مما دفع البعض للمطالبة بمنع وتجريم أدائها فى الملاعب، واليوم أتوقع ان تنتشر تلك الرقصة على نطاق واسع فى أنحاء العالم، وستستخدم فى التعبير عن الغضب والفرح والحماس والعزاء فى نفس الوقت، فهى رقصة عبقرية رغم انها مرعبة لكنها معبرة وتتيح الفرصة للجميع لتفريغ شحنات الطاقة السلبية داخل الجسد.
>>>
بيد أننى قررت ان أؤدى هذه الرقصة محاولا استنهاض الهمم والاعتراض على حالات الخمول والكسل والانسحاق أمام صغائر التحديات والانبطاح أمام الشائعات والأكاذيب، أيضا يمكننى أداء تلك الرقصات تحفيزا وتشجيعا للعمل وفخرا بإنجازاتنا التى تتعرض للتشويه والتشكيك، أستخدمها كذلك للاعتراض على مخططات تصفية القضية الفلسطينية والتى تجرى على قدم وساق وعلى الهواء مباشرة وما يمكن ان يصيبنا من ضرر جراء محاولات تنفيذ هذه المخططات خاصة التهجير الذى واجهناه على كافة المستويات بقوة وجسارة، أرانى استعدّ لأداء رقصة الهاكا فمن يرقص معي؟