1- ظلت مصر عبر تاريخها دولة مؤسسات تسير وفقاً لخطط مدروسة ومن ثم انشأت واحدة من أعظم الحضارات الانسانية التى مازال صداها قائماً حتى الآن.. ولعل توصيف مصر بأنها «سلة غذاء العالم» له نظير فى الواقع المعاش آنذاك حيث كانت مصر فى يوم من الايام هى الملاذ لكثير من دول الجوار طلباً للقوت.. وظل الحال هكذا إلى أن أصيب قطاع الزراعة فى فترة معينة بنوع من الترهل ادى إلى تناقص المساحات المنزرعة تبعاً للتعديات التى حدثت على الأراضى الزراعية ولكن ومنذ العام 2024 بدأت مصر عملية اصلاح زراعى مؤسسى شامل من أجل عودة نهضة مصر الزراعية مرة اخرى حيث وضعت الخطط الكفيلة بأحداث هذه النهضة ومعها ظهرت على السطح مؤسسة بحث وتطوير التى تقوم بالتطوير التكنولوجيا وتحديث الزراعة المصرية حيث تشمل اصنافاً عالية الجودة ومقاومة للجفاف والملوحة إضافة إلى تكنولوجيا تدوير المخلفات الزراعية والهندسة الوراثية والزراعية العضوية مما يقتضى زيادة الانفاق على البحوث الزراعية بحيث لاتقل عن ١٪ من الناتج المحلى الزراعى اضافة لما سبق فهناك أيضا مؤسسة الارشاد الزراعى والتى تهدف إلى توعية المزارعين بالتكنولوجيات المتقدمة مما يؤدى إلى سهولة استخدامهم الممارسات الزراعية الجديدة كذلك تأسيس منظمات قوية كالتعاونيات الزراعية التى تقوم بالتعاون مع المؤسسات الاخرى بالنيابة عن المزارعين مما يرفع كفاءة الخدمة الارشادية وتحقيق مزايا الحجم الكبير فى انتاج وتسويق المنتجات الزراعية وتوريد المستلزمات الزراعية مما يقلل من مشكلة التفتيت الزراعى كذلك ايضا مؤسسة تمويل زراعى ريفى وهى تقوم بتوفير التمويل لمنظمات المزارعين لكى يكون لديهم المقدرة المالية للحصول على مستلزمات الانتاج والتكنولوجيات الحديثة وهو ما يتطلب إعادة هيكلة بنك التنمية والائتمان الزراعى وتطوير مصادر تمويلية اخرى مثل التمويل التعاونى وبالنسبة لمشكلة الضمانات فإن وجود منظمات قوية للمزارعين تقلل من مخاطر الائتمان مما يزيد من ضخ المزيد من القروض فى القطاع الزراعي.
الزراعة الذكية والزراعة الالكترونية
نهج جديد يستخدم أجهزة استشعار البيانات والاجهزة المتصلة وأدوات التحكم عن بعد لاعطاء المزارعين المزيد من التحكم فى إدارة الحقل حيث تعد هذه التقنية مرتبطة بنظم الادارة الزراعية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة التى تساهم فى تحسين واستدامة استخدام الموارد الطبيعية خاصة التربة والمياه مع زيادة كمية الانتاج وتحسين جودته فهى تهدف للوصول إلى أعلى إنتاج باستخدام أدنى المدخلات مع الحفاظ على سلامة البيئة المحيطة ويتطلب ذلك زيادة تطبيق التقنيات الحديثة فى الزراعة الدقيقة إلى جانب تطبيق نظم الإدارة المستدامة للأراضى التى يترتب عليها استدامة استخدام التربة وجودتها طبقاً للعلاقة بين جودة التربة والاستخدام الزراعى المستدام لها.
ومن هنا فمحصول كالقطن مثلاً عند استخدام التقنيات الحديثة فى زراعته سوف يترتب على ذلك خفض تكلفة الانتاج وتحسين جودته من خلال استخدام الحاسب الآلى وبالاخص أقطان الصعيد مع تطوير وتحديث الصناعة المحلية للغزل والنسيج وجذب استثمارات جديدة لتضيع الاقطان المصرية وانتاج غزول رفيعة وخلق قيمة مضافة مع انشاء صندوق لموازنة الاسعار بحيث تتكامل كل هذه الركائز سابقة الذكر مع بعضها لكى يكون الاصلاح المؤسسى شاملاً وهو ما نتمنى حدوثه.