مما لا شك فيه ان كل ابن آدم خطاء ولا أحد معصوماً من الخطأ ولذلك عندما يخطئ شخص أمامنا أو لا يرى الصورة واضحة أو غير كاملة فلا بد علينا «من حوله» أن نتحدث معه أو نشير الى الخطأ بطريقة لطيفة لكى نلفت انتباهه أو ننتقده بأسلوب جميل.. معظمنا ينصت لرأى الأقربين ويستجيب ويتحسن ويرتقى لأنه وجد فى النصيحة اهتماماً وحباً بدون سخط أو تريقة أو تنمر أو اصطياد والمعانى الكثيرة التى تبعد تماما عن الخير.
النقد طريق سهل للإقناع بالشيء ولكن طريقة الانتقاد تختلف فهناك نوعان «النقد الهدام» وهو أسلوب مرفوض من أساليب النصح الخاطئة، وفيه يعمد المتحدث إلى التركيز على الجوانب السلبية للمتلقى مع أسلوب حاد غير مبرر وفى بعض الأحيان يكاد يصل كنوع من التهديد ولذلك هو مرفوض وغير محبذ أما «النقد البناء» وهو عملية تقديم آراء صحيحة ووجيهه حول عمل الآخرين والتى تنطوى عادةً على تعليقات إيجابية وسلبية ولكنها ودية وليست بطريقة فيها عناد وغالباً ما يكون هذا النوع من النقد أداة قيمة للارتقاء بمعايير الأداء والمحافظة عليها ويؤتى ثماره سريعا بدون تردد زى مثلا موقف حدث معى «وانا راكب مع صاحبى وعربيته غير نظيفة فقلت له انا هتصل بهيئة النظافة وأبلغ عن عربيتك» طبعاً ضحكنا وفى آخر اليوم أدخل عربيته المغسلة وكان رد فعل سريعاً من صديقى ولحظتها أدركت أنى وصلت الرسالة صح.
جميعنا من حقه النقد ولكن امتى وفين وازاي؟ وهل أنت الشخص المناسب للنقد أو تقديم النصيحة؟ أسئلة كثيرة لا بد منها لمن أراد ان يحقق المساعدة لغيره وأنا لا أنكر أنى أحد الأشخاص الذين ينصتون جيداً إلى «النقد الإيجابي» وأحاول أن أتعامل به فى حياتى تحت أى مسمى «نصائح أخوية» من أقارب وأصدقاء أو «حب الأم والأب» وهذا الأسلوب بالفعل يجدى نفعا معى ويعيدنى إلى الصواب ويرشدنى إلى الطريق الصحيح عندما تكون الرؤية منعدمة.. فعلاً نوع جميل بناء يدخل القلب وسريع المفعول والتأثير.