فى أهم مؤتمر اقتصادى سياسى عالمى فى منتدى «دافوس» فإن الخبير السويسرى هيوبرت كيلر وقف يتحدث عن تأثير القهوة على البيئة ويقول إن القهوة التى نشربها جميعًا تبعث ما بين خمسة عشر إلى عشرين طنًا من ثانى أكسيد الكربون لذا يجب علينا أن نعرف أننا فى كل مرة نشرب جميعًا القهوة فإننا نضخ ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى..!
والمتحدث باسم الخارجية الروسية السيدة ماريا زاخروفا كادت تجن من جراء الحديث عن القهوة فى مؤتمر دافوس وتجاهل القضايا العالمية الأكثر أهمية وكتبت تقول: «عن أى قهوة تتحدث فى الوقت الذى تحترق فيه غزة التى أصبحت غير صالحة للعيش».. وأضافت: «لم أرى نفاقًا أكبر من النفاق السياسى البيئي، حتى حقوق الإنسان أقل نفاقًا»..!
والسيدة زاخروفا على حق وكل الحق.. هذا نوع من النفاق العالمى الذى كشف عن الوجه القبيح للعالم الذى تجاهل مأساة شعب يتعرض للطرد من أرضه.. شعب يحرم علنًا من أبسط حقوق الحياة، شعب يعاقب ويتم إبادته بينما العالم الحر يتحدث عن تأثير ومخاطر القهوة على البيئة.. شعب ينام فى العراء ويعانى فيه الأطفال من برد الشتاء بينما العالم فى مسيرته وحياته العادية يغنى ويرقص وينفق ويهدر المليارات على الحفلات.. والترفيه وكأن شيئًا لم يكن وكأن أطفال غزة.. وأطفال العرب وشعوبهم لا معنى لهم من الإعراب ولا أهمية لهم على خارطة الكون ووجوده.
> > >
إن أهم الدروس المستفادة من الحرب على غزة هى أنها قد كشفت لنا بوضوح النفاق العالمى والوجه القبيح لحملة الشعارات التى حاولوا من خلالها الضغط علينا وعلى شعوبنا وعلى أنظمتنا بادعاءات كاذبة حول الاهتمام بحقوق الإنسان وبعالمية القضايا المتعلقة بالديمقراطية والشفافية وما إلى ذلك من شعارات كانت مدخلاً لهم لفرض مفاهيم جديدة غريبة منبوذة على مجتمعاتنا مثل الضغط الهائل الذى مارسوه من أجل «المثليين» ومثل الضغط الهائل الذى مارسوه لنشر ثقافة الاباحية والإلحاد أيضا.. والدين الجديد الذى يحاولون من ورائه محاربة الإسلام والمسلمين.
إننا نخرج من هذه الأزمة ونحن أكثر تمسكًا بحضارتنا.. بثقافتنا، بتقاليدنا، بعاداتنا، بمعاييرنا الأخلاقية والسلوكية، بنظرتنا إلى المرأة وكيفية التعامل معها وفقا لتعاليمنا الدينية التى ترفع من قدرها ومن شأنها ونعود من خلال هذه الأزمة إلى الجذور وإلى البحث فى مكنونات وأعماق أنفسنا عن جوانب الخير التى فيها النجاة وفيها الرحمة وفيها كل الإنسانية بدون شعارات أو اتفاقيات أو أوهام.
> > >
وبعض الفضائيات فى تغطيتها لأحداث غزة تمنح مساحة واسعة من الاهتمام بآراء وتصريحات الجانب الإسرائيلى وتمنح له الفرصة للدفاع وتبرير جرائمه.. هذا ليس أسلوبًا للتوازن فى عرض وجهات النظر إنه نوع من دس السم فى العسل، إنه مساواة بين القاتل والقتيل.. المعتدى والمعتدى عليه مع أن الحق بين.. والظلم بين.. والحقيقة لا تحتاج إلى وجهتى نظر.. الحقيقة تحتاج إلى اظهار كشف وزيف المعتدي.. الحقيقة تحتاج إلى كلمة واحدة تتمثل فى الشجاعة فى قول الحق.. وأفيقوا يرحمكم الله.
> > >
ونعود إلى حواراتنا المحلية والمعاناة فى سبيل الخروج من الأزمة ونتحدث عن سعر جنيه الذهب الذى تخطى حاجز الثلاثين ألف جنيه ونترحم على أيام ذهب.. ذهب لطارق علام.. أيام كان يسير فى الشارع يوزع الجنيهات الذهبية على كل من كان يقبلهم..!! وياريتنا كنا نعرف أن كل ده هيحصل..!
> > >
ولا تتوقفوا عن ملاحقة تجار السوق السوداء فى العملة وفى المواد الغذائية وفى مواد البناء.. أعداء الشعب يجب ملاحقتهم فى كل مكان، من يتاجر بالأزمة يستحق أشد العقاب.. هؤلاء هم من يحاولون تعقيد ايجاد حلول للأزمة.. انهم يبحثون عن المليارات.. انهم الذين قاموا بتحويل وتهريب المليارات من الدولارات إلى خارج مصر.. انهم ليسوا منا ولسنا منهم.
> > >
وإحدى المحافظات أعلنت عن الحاجة إلى التعاقد مع مهندسين حديثى التخرج بتعاقدات يومية بأجر تسعين جنيهًا فى اليوم الواحد ويشترط أن يكونوا من الحاصلين على البكالوريوس بتقدير لا يقل عن جيد جدًا..!!
ولأن الإعلان فى حقيقته يروى كل أبعاد الأزمة.. ولا مجال يتسع للتعليق عليه فلن نعلق عليه.. وسنكتفى بإعادة نشر الخبر فالخبر فيه كل التعليق.
> > >
وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب.. فإن اهتمام البعض لم يكن منصبًا على أسعار الكتب.. كان هناك اهتمام أكثر بأسعار الكشرى والشاورما والكريب فى الجزء الخاص بالمطاعم فى معرض الكتاب.. حيث ثبت أن أسعارها قد أصبحت أعلى من أسعار الكتب المعروضة.. والجمهور «يتفسح» و»يأكل» والباقى لشراء الكتب لزوم «الوجاهة» ومن طقوس اليوم..!
> > >
والارصاد تحذرنا.. سوف نشهد أبرد شتاء من سنوات وستأتينا الأمطار الغزيرة.. وفى انتظار الأمطار علها تغسل همومنا وأحزاننا.. المطر خير.. والدعاء فى المطر مطلوب.. وقولوا يارب.. ولا يوجد دعاء أفضل من يارب.. وبارب الخير لشعبنا.. والأمان لبلدنا.. يارب.
> > >
والولد صاحب السبعة عشر عامًا خرج بسيارة فارهة يقودها بسرعة ورعونة.. الولد لا يعرف أنه يقود سيارة ثمنها غالياً.. الولد لن يعرف بعد ذلك قيمة الحال ولا المال ولا الطموح!! علموا الأبناء أن الآباء لا يجدون الأموال فى الطرقات وإنما هى أعمار تدفع وصحة تذهب وجسد تأكله الأيام..!
> > >
وأخيرًا:
الموت ليس أكبر مصيبة فى الحياة.. المصيبة الأكبر أن تعيش ميتًا وأنت على قيد الحياة.
> > >
وقلوب تعشق وقلوب تهرب وقلوب تتألم وأخرى تموت، وتبقى قلوبنا تنبض، ولكل نبض حكاية.
> > >
وتستمر الحياة بنا مهما قست.
> > >
وتحيا القلوب ببعض البشر.
وسلام على من إذا ناديناهم بالروح ردوا علينا بنبض قلوبهم.