ونحن فى رحاب شهر ذى الحجة ونحتفل بعيد الأضحى المبارك.. يعيش المصريون أياماً تسعى قيادتهم السياسية لتوفير الحياة الكريمة لهم رغم كل التحديات السياسية والاقتصادية التى تواجه كل شعوب المنطقة.. وخاصة الشعب الفلسطينى وأهلنا فى غزة الذين يواجهون أبشع صنوف الظلم والعدوان من الكيان الفلسطينى المحتل.
تدعونا مثل هذه الأيام المباركة للتفكر والتأمل ولاسيما مع الجهود المصرية المخلصة لنصرة أهلنا فى غزة ودعمهم على الصمود والمواجهة فى التصدى لهذا العدو الغادر الذى يريد إخراجهم من ديارهم.. وقد كان الموقف المصرى الثابت منذ بداية العدوان يرفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطيينين إلى خارج وطنهم خير معين لهم على الصمود رغم كل التضحيات الجسام التى قدموها ولكن هذا هو دائماً ثمن الحرية والاستقلال الذى تدفعه كل الشعوب الحرة الأبية.
وفى هذه الأيام المباركة رغم ما يصيبنا من ألم وأسى على إخواننا فى غزة فإنها أدعى لنا للتأمل فى بعض الآيات القرآنية التى تعطينا الأمل فى النصر المبين قريباً بإذن الله.
يقول الله تعالى فى كتابه الكريم : «ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا فى سبيل الله فلن يضل أعمالهم» «محمد».
وهنا ليعلم السفهاء أن الله قادر على النصر عليهم ولكن ترك الكافرين يرتكبون الحماقات والسفاهات اختباراً لنا ولتقام الحجة على البشر.
«لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين» «التوبة 25» وهنا بيان لنا من الله أن الحول والقوة والانتصار بيده وحده «هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» «التوبة 33» «عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين» «التوبة 43»، «يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون» «التوبة 64»، «وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم» «التوبة 106»، ونحن ندعوهم إلى التوبة عسى أن يتوب الله عليهم.
«ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون» «البقرة 272» وهنا بيان من الله أن الهدى بيده وحده والحبيب «صلى الله عليه وسلم» لا يستطيع أن يهدى مخلوقاً واحداً وها نحن نزيد على المليار مسلم بفضل الله و»موتوا بغيظكم» «فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم» «البقرة 137» «فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون 79» «البقرة 79».