لاشك أن عودة الحياة لشركة النصر لصناعة السيارات هى «قُبلة» الحياة التى أعطتها الدولة كإشارة بدء وتمهيد لأن تعود الصناعات المصرية إلى سابق عهدها.. فمن منا لا يتذكر منتجات «النصر» للتليفزيون أو منتجات شركة إيديال للصناعات الهندسية أو شركة باتا لصناعة الأحذية وملابس وأقمشة شركة غزل المحلة والسيارات متعددة الأشكال والألوان سواء السيارات الملاكى بمختلف الطرازات والنقل والأتوبيس وغيرها.
حقبة من الزمان كان المصريون وقتها يفخرون بصناعات بلادهم فى الكثير من المجالات بل كان الإخوة العرب كذلك معظم وارداتهم من مصر وهو ما أحدث نوعاً من الوحدة العربية الطبيعية التى كان لها أثرها الفعال على اقتصاد مصر حيث كان رواج الصناعات المصرية ليس على المستوى المحلى فحسب بل تعداه إلى الجوار الإقليمى فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. وكانت شركة «النصر» للتصدير والاستيراد بفروعها المنتشرة فى جميع الدول العربية والأفريقية بمثابة الممثل الشرعى والوحيد لتسويق منتجات الشركات المصرية داخل هذه الدول.
عودة النصر للسيارات هى «بشرى خير» لأخواتها من الشركات التى تنتظر أن تحذو الحكومة نفس الحذو فى إعادة تلك الشركات إلى عصرها الذهبى كما كانت من قبل.. ولعلنا قريباً جداً نحتفل بإعادة افتتاح أكبر المصانع على مستوى العالم فى صناعة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى بعد أن تم «مد» هذه المصانع بأحدث ماكينات الغزل والنسيج فى العالم.. المسألة لن تقف عند مجرد عودة «النصر للسيارات» و»غزل المحلة» بل هناك مئات الشركات والمصانع فى مختلف الصناعات كانت ملء السمع والبصر فى طريقها هى الأخرى لأن تعود هى الأخرى وتلك هى الخطط التى تسعى القيادة السياسية لأن تنفذها على أرض الواقع بحيث نجد المنتج المصرى وقد عاد إلى سابق عهده ليغزو ليس مجرد الأسواق المحلية فحسب بل يتعدى ذلك إلى المحيطين الإقليمى والدولى ومعها تتقلص فاتورة الاستيراد التى تكلف الخزانة الكثير من العملات الصعبة التى نحن فى أمس الحاجة إليها كى يتم ضخها فى جوانب أخرى مصر فى حاجة إليها كمجال الاستصلاح الزراعى التى خطت فيه مصر خطوات كبيرة ضاعفت من مساحات الأراضى الزراعية وهو ما يبدو جلياً من خلال المشاريع القومية العملاقة فى هذا المجال مثل شرق العوينات وتوشكى ووسط سيناء والساحل الشمالي.
وهو ما سوف يؤدى بدوره فى المستقبل القريب إلى زيادات مطردة فى المحاصيل الإستراتيجية وهو ما وضح خلال موسم توريد القمح خلال العامين الأخيرين.. ناهيك عن الزراعات الأخرى التى تقوم عليها بعض الصناعات كمحصول القطن التى تقوم عليه صناعة الغزل والنسيج والحاصلات البستانية التى تقوم عليها الصناعات الغذائية وصناعة الزيوت.
الأمل جد كبير فى أن تقوم الصناعات المصرية بدورها الكبير فى دعم الاقتصاد الوطني.