قوى الشر والشيطان والنفوذ والهيمنة بطبيعة الحال لها مطالب من مصر ولديها أهدافاً لخدمة المشروع الصهيونى وتأتى على حساب السيادة والكرامة الوطنية.. لذلك مصر رفضت مطالب الشيطان بشرف وشموخ.
أيضا فإن قضية قوة وصعود مصر لا ترضى قوى الشر وتحاول اغتيال آمالها وتطلعاتها فى تحقيق مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم.. قوة مصر وصعودها مصدر إزعاج لقوى الشر، لأن القاهرة هى عمود المنطقة وقلب وعقل الأمة.. لذلك فإن محاولات إضعاف مصر واستمرار معاناتها هدف أساسى لقوى الشر، لأنه بدون ذلك لن تستطيع تحقيق مخططاتها وأهدافها وأطماعها فى المنطقة.. لذلك فإن التاريخ زاخر باستهداف المشروع الوطنى المصرى لتحقيق التقدم.. لكن تجربة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومشروعه الوطنى لتحقيق تقدم مصر، محاط بالحكمة واستشراف المستقبل واتخاذ الاجراءات الفريدة الاستثنائية لحماية هذا المشروع الوطنى الذى يتطلع إليه المصريون.. من هنا بنى الرئيس السيسى كافة مقومات القوة والقدرة الجاهزة لحماية مصر وأمنها القومى والتصدى لأى عدائيات وتأمين مصالحها ومقدراتها ومواردها وثرواتها.. وأيضا تحقيق مفهوم القدرة الشاملة والمؤثرة.
مصر تتعرض فى السنوات الأخيرة لكافة صنوف التهديدات.. سواء الفوضى والحرائق والصراعات فى المنطقة، أو الإرهاب فى الداخل، أو محاولات صناعة الفوضى أو مضايقات اقتصادية أو حروب جديدة تعمل على ترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه والتحريض والإحباط.. وكل ذلك فشل تماماً فى زعزعة إرادة ووعى المصريين وإصرارهم على مواصلة مشوار البناء والتنمية ولديهم القوة والقدرة على حماية منجزاتهم.. من هنا فإن جل أهداف قوى الشر خلال السنوات الأخيرة وتصاعدت وتيرتها فى الأشهر الفائتة ومازالت.. هذه محاولة استدراج مصر وجرها إلى مغامرات وصراعات ونصب الفخاخ لها فى مناطق شتى وفى دول الجوار، أو خلق تهديدات تمس مواردها الوجودية بهدف اصطيادها.. لكن حكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدراكه لكل ذلك وامتلاكه القدرة على التحرك من خلال العديد من الأوراق والكروت والبدائل وأدوات الضغط السياسى والدبلوماسى والتحرك على الصعيدين الدولى والإقليمي، حال دون أن تحقق قوى الشر أهدافها فى استدراج واستنزاف مصر، لأنها واعية بكل ما يحاك ويخطط وعلى علم بمناطق الفخاخ، وتتخذ من الحكمة والصبر والتوازن الاستراتيجى أسلحة للمواجهة.. فالرهان على الثبات ورباطة الجأش والوقت، هو أمر كاشف يتيح وضوح الصورة وفضح أطراف قوى الشر.. فما يحدث من عدوان صهيونى على قطاع غزة، سبقت مصر الجميع فى كشف أهدافه غير المعلنة.. فإسرائيل تتبنى سردية كاذبة وخادعة للجميع، بأن أهدافها هى القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية والسيطرة على غزة وتغيير هوية من يحكمها وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الاسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.. ورغم مرور 9 أشهر على العدوان الصهيوني، لم تحقق أى هدف يذكر، وجل أهدافها هو قتل الأطفال والنساء والأطباء والصحفيين والمسعفين والمدنيين الأبرياء وتدمير القطاع.. لتبقى أهدافها الحقيقية فى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير سكان قطاع غزة وإجبارهم على النزوح والضغط على الحدود المصرية، ويتحول الهدف الذى رفضته مصر وهو توطين الفلسطينيين فى سيناء، أمراً واقعاً كما هو فى مخيلة المخطط الصهيوني، ومُورست على مصر كافة وأشد الضغوط.. لكنها مصر الشريفة رفضت بشكل قاطع لا فصال فيه، الرضوخ أو التفريط أو التنازل عن حبة رمل واحدة.
واستمرار العدوان إلى الشهر التاسع بعيداً عن مقولات إن نتنياهو يريد تمديد وإطالة أجل العدوان، خوفاً من الحساب والعقاب الذى ينتظره.. فإن الهدف من استمرار العدوان هو محاولات استفزاز واستدراج مصر، لأن المخطط هو شراكة أمريكية– اسرائيلية ولا يجب أن تخدعنا ما يروج عن وجود خلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية.. فالدعم المطلق بكافة أشكاله مستمر دون انقطاع وبنفس الوتيرة سواء العسكرى والمالى والاقتصادى والسياسى والدبلوماسي، هدفهم ومطلبهم الشيطانى أن توافق مصر على توطين الفلسطينيين فى سيناء وهو المستحيل بعينه.. لم ولن يحدث فـ «مصر– السيسي» لا تبالى بأى ضغوط أو تهديدات أو إغراءات.. ولا تفرط فى أرضها أو ثوابتها ومواقفها.
من هنا، السؤال– وطبقاً للمعطيات الكثيرة فى هذا المقال وسابقه– ما هو النصر الحقيقى بالنسبة لمصر؟!.. يقيناً، النصر الحقيقى لمصر والذى يلوح فى الأفق وتظهر ملامحه واقعاً على أرض الواقع، هو النجاة من هذا المخطط الشيطانى وإجهاض المؤامرة وعدم تحقيق قوى الشر أى أهداف.. والنصر الحقيقي، ألا تفلح محاولات قوى الشر باستدراج مصر وجرها لصراعات ومستنقعات الاستنزاف.. فكل شيء سوف ينتهى مع الوقت والصبر الاستراتيجي.. وطالما أن أهداف قوى الشر ظلت خارج نطاق الواقع، وأن مصر لم ولن تخسر شيئاً ولم تُستدرج أو تُستنزف، ولن تدخل فى مغامرات.. لذلك تتبنى «مصر– السيسي» الحكمة والتريث والصبر، لتفويت الفرصة على المتآمرين وإفساد المخطط.
النصر باختصار، يعنى تحقيق أهداف المعركة.. والهزيمة تعنى الفشل فى تحقيق المهام.. فإذا كنا نتحدث أن كل محاولات وتهديدات وحصار وعدوان وضغوط وابتزاز قوى الشر لم يجد نفعاً مع مصر.. إذن فإن قوى الشر فشلت.
والنصر الحقيقى لمصر، أن القضية الفلسطينية فى أوج ذهوتها وأصبحت حاضرة وبقوة دولياً وإقليمياً، وأن هناك دولاً شتى اعترفت بالدولة الفلسطينية المستقلة وأن التهجير القسرى للفلسطينيين لم ولن يتم، وأن سيناء كانت وستظل وستبقى أرضاً مصرية خالصة، لم تنقص منها حبة رمل واحدة، وأن مصر لم تستجب ولم تذهب إلى مناطق الاصطياد والفخاخ ولم تُستنزف ولم تُستدرج، وتسعى بكل ما تملك من جهود سياسية ودبلوماسية لحل الأزمات فى السودان وليبيا وأيضا إيقاف العدوان الصهيونى البربرى على قطاع غزة.. وبالتالى لم تنجح أو تفلح قوى الشر فى تحقيق أهدافها الشيطانية ضد مصر.
هذا هو النصر الحقيقى لمصر، الذى يتحقق وكل المخططات والمؤامرات إلى زوال بحكم الوقت والتغيرات السياسية الدولية، وبحكم الإنفاق والخسائر والفادحة التى تتكبدها قوى الشر.. لذلك نجحت استراتيجية مصر فى الرهان على الحكمة والصبر الاستراتيجى والوقت والثبات والهدوء.. واستخدام مثالى للأوراق والبدائل.. والتحرك النشط على مستوى الدبلوماسية الرئاسية المؤثرة.
من أهم أسباب النجاح والنصر الحقيقي، هو بناء القوة والقدرة المصرية والردع اللامحدود.. ورغم أنه يتسم بالحكمة وعدم الاندفاع أو التهور، لكنه يمنع ويحول دون المساس بأمن مصر القومي.. فالقوة تصنع السلام وتمنع العدوان.. إنه سلام الأقوياء فـ «العفى محدش يقدر ياكل لقمته».. والضعف يولد الهوان والعدوان.. فطالما ان أمنك القومى لم يمس ولم تتعرض لتهديد مباشر– وضع 100 خط تحت مباشر– فالصبر والحكمة والتوازن والسياسة والدبلوماسية لديها القدرة على تحقيق النصر الحقيقي.
تحية للقائد العظيم، الذى يبنى القوة والقدرة واستشراف المستقبل، وتبنى الحكمة والرؤية والصبر.. فحافظ على الوطن ولم يغامر به.. وأدرك أن النصر الحقيقى يعنى عبور المؤامرة والمخطط.. وإجهاض أهداف قوى الشر.