هو قادر على إثارة الجدل المعتمد على المنهج العلمى واللغوى منذ رسالته للماجستير عن الرمز فى مسرح صلاح عبد الصبور، ومرورا بالدكتوراه التى تناول فيها صورة اليهودى فى الرواية العربية المعاصرة التى أشرف عليها د. عز الدين إسماعيل ثم بحثه عن السعادة فى دروب التنمية البشرية الى تحويله النحو العربى الى هندسة ورياضيات…هو الناقد والأديب والباحث اللغوى د. صلاح شفيع نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط. ونشر بضعة وثلاثين كتاباً فى مجالات النحو العربية، الإبداع القصصي، التنمية البشرية، واللغة القرآنية.
وفى حواره لـ «الجمهورية الأسبوعي» تطرق د.صلاح شفيع إلى قواعد اللغة العربية والنحو والقصة القصيرة والتراث العربي، وغير ذلك من الموضوعات الشيقة والمثيرة للجدل، وإلى التفاصيل..
> فى البداية أحدثت جدلا شديدا باعلانك ان النحو العربى ما هو الا علم رياضى هندسي.. كيف ذلك؟
>> نعم هو علم رياضى هندسي، يمكن تدريسه فى عدة ساعات، وما تصعيبه إلا لأنه أكل عيش أو كما قيل: ومن أين نأكل يا جاحظ؟
> هل يعنى ذلك ان هناك الجديد؟
>> لا جديد فى قواعد النحو، وما الجديد إلا الطريقة التى يُقدَّم بها.
> كيف ذلك؟
>> النحو كالمدينة، والصفحة هى مساحة بيضاء، السطور شوارع، ولو قسَّمت السطور إلى مربعات لكانت بيوتاً، والكلمات كالناس تسكن البيوت.
> وما علاقة ذلك بالإعراب؟
>> الإعراب هو عندما نضع خطًّا تحت كلمة: فكأنما يقول لك: هذه الكلمة تقف فى مكان ما: ما هو؟
> ماذا تقصد؟
>> الإعراب ليس للكلمة، ولكن لمكان الكلمة.. الإعراب هو تحديد موقع الكلمة:أين تقف هذه الكلمة؟
> يعنى الإعراب أقرب الى الجغرافيا؟
>> نعم، لأنك تحدِّد موقع الكلمة. والبيوت فى العربية ثلاثون بيتًا، تحتاج فقط إلى تعلم العناوين، وبذلك يمكننى تدريس النحو بحيث يستطيع الطالب إعراب صفحة كاملة فى أربع ساعات.
> على ماذا تعتمد فكرتك؟
>> فكرة البيت النحوى هى كالتالي: بيت الاسم المجرور، أى حرف جر – ما يأتى بعده يكون فى بيت الاسم المجرور. فإذا وضعت حرف الجر (في) ثم صنعت مربعاً، أى بيتاً، ووضعت فى هذا البيت أى كلمة، مهما كانت حتى لو ألف كلمة: «فى البيت، فى الحديقة، فى التاريخ، فى السماء»- فالكلمات تختلف، لكن الإعراب واحد؛ إذ إن هذه الكلمات جميعها فى بيت الاسم المجرور.
> وكيف بدأت حكايتك مع القصة القصيرة؟
>> كنت أميل إلى القصة الكشفية، سواء فى كشف الشخصية نفسياً، أو كشف الأقنعة، وكذلك كشف ما هو قادم، أو ما يسمى بالاستشراف. نشرت لى مجموعات قصصية مثل: «الغباء اسمه نحن»، «هل مات حقاً»، «غدًا.. بل أنا»، و»لكن الله كان هناك». والأخيرة كانت قصص شديدة القصر، صالحة لهذا الزمن السريع، وسميتها «القصة الساندويتش»، وتعتمد على المفارقة. وقد رأيت المفارقة فى كاريكاتير الفنان ناجى العلي، وكنت أرى الرسمة قصة قصيرة كاملة.
> ولكنـــك ذهــبت للتراث العـــربى وقمـــت بـ «عصرنته».. كيف؟
>> قدمت قصصاً من التراث بطريقة القصة المعاصرة تحت عنوان: «لو لم أكن عربياً لوددت أن أكون». ولدى أيضاً عدد من الروايات مثل: «عبلة الكبري»، «أم الناس»، «ديانا حبيبتي»، و«أسير 7 أكتوبر الذى لا يرجع».
> طرقت باب التنمية البشرية.. لماذا؟
>> لدى بعض الكتب فى هذا المجال، منها: «وللأشياء مذاق آخر»، و»السعادة هاهنا». وهذا الكتاب كتبته لطلابى ليرسم لهم دستوراً لحياتهم يحقق لهم السعادة والنجاح. أرى أن هذا الكتاب يجب أن يكون فى كل بيت، وقد كتبته بصفاء نفس وإخلاص، ولهذا وصل إلى قلوب من يقرؤونه.
> وكيف ترى السعادة؟
>> السعادة فى أيدينا دون أن ندري، وللسعادة مقومات، وأذكر واحداً منها وهو «التقزيم». محمد صلى الله عليه وسلم، عندما تطاولت عليه امرأة أبى لهب وقالت: «مذمم»، فقال: «تسب مذمماً وأنا محمد». يعلم أن التطاول موجهاً له، لكنه وجد نافذة لطرده بعيداً عنه، بينما نحن نتشبث به.
> لنضرب مثالا آخر عن السعادة؟
>> عالج رب العزة غم المسلمين، عندما رآهم فى غم لهزيمتهم فى غزوة أحد، إذ ابتلاهم بغم أكبر وهو شائعة قتل النبي.. وقتها نسى المسلمون الغم الأول بسبب الغم الأكبر، ولأن الغم الأكبر غير حقيقي. فما كادوا يرونه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى غمهم الأخير. وكل غم، كما قال رب العزة: «فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ». وهكذا علاج كل مصيبة أن تستحضر بجوارها مصيبة أكبر لتصغر فى نفسك وتهون. هذا مبدأ من مقومات السعادة.
> بدأت رحلة مع القرآن الكريم ما هى ملامح هذه الرحلة مع نظرية التموضع فى القرآن الكريم.. كيف؟
>> تشير هذه النظرية إلى أنَّ كل كلمة فى القرآن الكريم تتبوَّأ مكانها المحدد، فلا يمكن أنْ تتبادل مكانها مع كلمة أخري.
> أعطينا بعض الأمثلةعلى مستوى المفردات؟
>> نلاحظ الفرق بين الفعلين «أتي»و»جاء».
> كيف؟
>> «أتي»: يعنى انطلق شخص من النقطة (أ) وهى محطة الانطلاق إلى النقطة (ب) وهى محطة الوصول، ولكن دون أن يصل إليها.
أما «جاء»: يعنى الوصول إلى محطة الوصول.
> و ما هو سندك العلمي؟
>> يقول رب العزة: «أتى أمر الله فلا تستعجلوه» (سورة النحل: 1)، هنا، «أتي»تعنى أن الأمر انطلق من مكانه ولكنه لم يصل بعد، لذلك من المنطقى أن يُطلب منهم ألا يستعجلوا. وليس صحيحاً ما قيل إن كل الزمن عند الله ماض، لأنه هنا يتكلم عن زماننا.
– ويقول سبحانه وتعالي: «فَلَمَّا أتاها»الحديث عن نبى الله موسى عليه السلام والمفعول هو الشجرة. استخدم «أتاها»لأن موسى عليه السلام كان فى طريقه إلى الشجرة. وهذا يوضح لماذا قيل له: «اخْلَعْ نَعْلَيْكَ» (سورة القصص:30) – فقد خلع نعليه قبل الدخول إليها واستخدم «جاءها»لأنَّه وصل إليها، ولهذا جاء الدعاء بالبركة.
> أعطينا بعض الأمثلة على مستوى الأفعال؟
>> فيما يخص الأفعال «لبث»و»مكث»: كلاهما يعنى البقاء، لكن «مكث»: مازال باقياً…أما «لبث»: البقاء الآن غير موجود.
> أعطينا بعض الأمثلة على مستوى الجموع؟
>>نرى استخدامات لكلمات مثل «أموات»، «موتي»، و»ميتُون».
> وما الفارق؟
>> «موتي»: تعنى الموت بين حياتين، وتطلق على من دخلوا القبور لأنهم كانوا فى حياة وسوف يُبعَثون فى حياة أخري.
«ميتُون»: لا تعنى من فارق الحياة، ولكن تعنى المحكوم عليه بالموت، كما فى قوله تعالي: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» (سورة الزمر:30) وهذا يعنى أنهم سيموتون، وأنت ستموت أيضاً.
«أموات»: تعبر عن الجماد الذى لم تحل فيه الروح، كما فى قوله تعالي: «وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا» (سورة البقرة: 29) أى قبل الولادة كنتم تراباً، فأحياكم بالولادة، ثم يميتكم بدخول القبر، ثم يحييكم بالبعث.
> أعطينا بعض الأمثلة على مستوى الأعداد؟
>>يقول تعالي: «وكنتم أزواجًا ثلاثة»(سورة الواقعة:7) لم يُقل «ثلاثة أزواج»، لأن قانون الأعداد ينص على أنَّ العدد يأتى قبل المعدود عند قابلية الاحتمالات. على سبيل المثال، نقول: «جاء ثلاثة رجال»، محتمل أن يكون العدد أربعة أو خمسة. فمادام الاحتمال قائمًا، فالعدد أسبق، ولكن عندما ينعدم الاحتمالات الأخري، ولا يصلح سوى التعبير المستعمل ويستحيل غيره وجب تأخير العدد،
> وما سندك اللغوي؟
>> لما كان فى الآخرة، لا يكون أهل الجنة والنار سوى ثلاثة أصناف محددة: السابقون، أهل اليمين، وأهل الشمال، فلا يكونون سوى هذه الأصناف الثلاثة ولا يمكن أن يكونوا غير هذا العدد، لذا، جاء العدد بعد المعدود لبيان انعدام كل الاحتمالات الأخرى .
> أعطينا بعض الأمثلة على مستوى على مستوى التركيب؟
>> (وقال نسوة فى المدينة(… والسؤال لماذا «الواو»؟
استخدام «الواو» فى «وقال نسوة»يشير إلى انتقال المشهد من مكان إلى آخر أو من زمن إلى زمن آخر. فى السياق، كان المشهد السابق متعلقًا بمراودة امرأة العزيز لفتاها، بينما هنا الحديث عن النسوة فى المدينة اللاتى يتحدثن عن هذا الموضوع فيما بعد، وفى غير هذا المكان . الواو تُستخدم للدلالة على الانتقال بين مشهدين مختلفين فى الزمن والمكان.
> لماذا «قال» بالمذكر؟
>> استخدام «قال»بالمذكر مع جمع التكسير «نسوة»هو من تقنين اللغة العربية فى القرآن الكريم. العربية تتيح استخدام التذكير والتأنيث لجمع التكسير، ولكن القرآن الكريم يضبط هذا الاستخدام وفقاً لأسس محددة. جمع التكسير الذى يُستخدم للدلالة على القلة يُذكَّر، بينما الكثرة تُؤنَّث. بما إن «نسوة»تشير إلى قلة، جاء الفعل «قال»مذكراً.
> ولماذا «نسوة»وليس «نساء»؟
>> «نسوة»تُستخدم للإشارة إلى فئة معينة من النساء ذات سمات اجتماعية أو نفسية خاصة، وهى تعبر عن مجموعة متميزة. بينما «نساء»قد تُستخدم للإشارة إلى عدد غير محدد، ويُفهم منها الكثرة والقلة معًا. لذلك، استخدم «نسوة»للدلالة على فئة اجتماعية محددة.
> لماذا «فى المدينة»وليس «فى القرية»؟
>>كلمة «قرية»تشير إلى تجمع سكانى فحسب، أما كلمة «مدينة»فتشير إلى العاصمة التى فيها السلطان، ويدين أهلها له بالطاعة والخضوع، والقصة حدثت فى مصر عاصمة البلاد حيث يقيم الملك .
> دخلت بالبحث العلمى فى مجال التقنين اللغوى لماذا؟
>> ساعدنى على اكتشاف أشياء كثيرة..فكل شيء فى القرآن الكريم… «ما فرطنا فى الكتاب من شيء» (سورة الأنعام:38).
> وما الذى توصلت اليه؟
>> توصلت مثلا إلى ان نبى الله سليمان عليه السلام هو ذو القرنين؟
> وما دليلك؟
>> يكفى للتدليل على ذلك بدليل واحد: من المستحيل أن يجتمعا فى زمن واحد، لأنه لا يمكن أن يحكم العالم فى وقت واحد اثنان .
> كيف؟
>> لا يمكن أن يكون ذا القرنين بعد سليمان، لأن سليمان دعا الله قائلاً: «رَبِّ هَبْ لِى مُلْكًا لَا يَنْبَغِى لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي» (سورة ص:35) وهذا الدعاء يشير إلى أن قدرات سليمان لن تمنح لغيره، فهذا الدعاء يستحيل معه أن يأتى ذو القرنين بعده، لأن قدراته مشابهة لقدرات سليمان.
> قد يكون قبله؟
>> لا يمكن أن يكون ذا القرنين قبل سليمان، لأن ذا القرنين بنى الردم من الحديد والقطر. و»القطر»قد أُعطِى لسليمان، وادخر له، كما قال الله: «وَأسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْر» (سورة سبأ:12) وهذا يعنى أن استخدام القطر كان محجوزًا لسليمان عليه السلام، لأن تقديم (له) تفيد اختصاص القطر له، ولا يمكن أن يأتى أحد قبله ويستخدم القطر المدخَّر له.
> إذًا من وجهة نظرك لا يمكن أن يكون ذو القرنين قبل سليمان أو بعده،؟
>>نعم ويجب أن يكون فى عصره. ومن المستحيل وجود شخصين بنفس القدرات فى زمن واحد، لذا، فهو هو ذاته.
> لتعطينا مثالا آخر فى مجال التقنين اللغوي؟
>>القرآن ينفى فكرة ذبح يحيى عليه السلام، لأن نهايته محددة بالموت، كما فى قوله: «سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ»(سورة مريم: 15) ويشير القرآن إلى أن يحيى سيموت وليس يُقتل.
> وهل الموت يختلف عن القتل؟
>> نعم يقول الله تعالي: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» (سورة آل عمران: 144) لذا، فالموت ليس نفس القتل. القرآن أثبت لموت يحيى بطريقة سلمية تناقض فكرة الذبح.
والقرآن يثبت أن يحيى سيموت فى سلام، مما يتعارض مع فكرة الذبح التى لا تتوافق مع السلام. كما أن الفعل «يموت»فى صيغة المضارع يشير إلى وقوع الموت فى المستقبل بعد عصره، مما يعنى أن قاتله سيموت قبله.
> وهل الأمر يختلف مع نبى الله يوسف؟
>> يوسف عليه السلام مات دون ذرية، مما ينفى فكرة أن يشوع بن نون كان حفيد يوسف.
> وما الدليل؟
>> القرآن يصف يوسف بـ»الهلاك»فى قوله: «فَلَمَّا هَلَكَ «(سورة غافر: 34). «الهلاك»هنا يعنى موت من دون ذرية، يعرِّف القرآن الهلاك للمؤمن فى سورة النساء: (وإن امرؤ هلك ليس له ولد) بأنه ليس له ولد.. مما يعنى أن وصف القرآن ليوسف بالهلاك يعنى أنه مات دون أن يترك ذرية.
كما أن مؤمن آل فرعون يبرِّر لقومه عدم ايمانهم بموسى لظنهم أن الرسول ينجب رسولا فلما مات يوسف دون ذرية قالوا لن يبعث الله من بعده رسولا .
كذلك دعاء يوسف الأخير: لما قال لربه أنت ولى فى الدنيا والآخرة فدلَّ أنه لا يرثه أحد من أولاده والله وارثه. وهناك أدلة أخرى فى إشارات قرآنية تثبت أن وصف موته بالهلاك يعنى مات دون ذرية.
> تقول فى كتبك ان القرآن يصحح التاريخ..؟
>>نعم وهذه هى الأدلة؟
القرآن ينفى أن لوطاً كان ابن أخى إبراهيم، لأن لوطًا كان من سدوم بدليل قوله لهم: ياقومي، ووصف القرآن صلته بهم بكلمة (أخاهم) بينما إبراهيم من قوم فدان أرام. القرآن يقول (وقوم إبراهيم وقوم لوط) (سورة الحج: 43) فيقطع بأن لكل منهما قومًا، وأن لوطًا لا يمت له بصلة، ويكون ترتيب القصة: غادر لوط موطنه إلى فدان أرام بالعراق حيث وجد رسولا يدعو الناس، ولا يستجيب له أحد، فآمن به وهاجر معه، فلما استقر المقام بإبراهيم فى فلسطين، أرسل الله لوطاً إلى قومه الأصليين فى سدوم.
> وما نسب نبى الله إبراهيم ونسبه إلى نوح؟
>> القرآن يوضح أن إبراهيم عليه السلام ليس من نسل نوح عليه السلام، بل هو من نسل أحد المؤمنين بنوح
> ومالسند فى ذلك؟
>> قال الله تعالي: «وَإِنَّ مِن شيعته لإبراهيم (سورة الصافات:83)، ولم يقل «من ذريته». استعمال كلمة شيعة هنا يشير إلى اتباع إبراهيم لنوح فى المنهج وليس إلى كونه من ذريته.
فى قوله: «وَأَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ» (سورة الحديد: 27)، يظهر التمييز بين ذرية نوح وذرية إبراهيم. فتثنية الذرية دلالة على عدم وحدة ذريتهما، ولو كان إبراهيم من ذرية نوح ما احتاج أن يذكر إبراهيم، ولقال: وأرسلنا نوحًا، وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب، ولشمل ذلك إبراهيم دون أن يذكره .
> هل لديك سند آخر؟
>> نعم..ذكر الأنبياء فى سورة مريم:
يقول الله: «أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وممن هدينا واجتبينا «(سورة مريم:58) وهو قد ذكر: إدريس / إبراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وموسى وهارون وزكريا ويحيي وعيسي ومريم وآدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل.. وممن هدينا واجتبينا.
فإدريس هو الموجود بين آدم وممن حملنا مع نوح لأنه بين ممن حملنا مع نوح وبين ذريته، وذكر خمس مصادر آباء- وهو يقصد أن الأب يختص فحسب بما بينه وبين الأب الآخر.
فيكون إبراهيم عليه السلام من ذرية من حملنا مع نوح، لأنه الوحيد بين (من حملنا مع نوح) وبين ذريته. كما أن إدريس هو الوحيد بين آدم وإبراهيم.
> هل لديك أدلة أخري؟
>> نعم فى حديث المعراج – قال آدم وإبراهيم عليهما السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم – أهلاً بالابن الصالح لانهم من صلب نسبهم… والباقون قالوا له أهلا بالأخ الصالح. ومنهم إدريس جد نوح، فدل هذا أن إدريس لا يرى محمد صلى الله عليه وسلم من نسله.
وهكذا يصحح لنا القرآن نسب إبراهيم عليه السلام ويقرر أنه ليس من نسل نوح، لكنه من نسل أحد الذين آمنوا بنوح عليه السلام.