عند تقييم المنتخبات تمثل النتائج دائما أهمية قصوى فى تقييم الجهاز الفنى واللاعبين، فلو افترضنا أن أى منتخب قدم عروضا مذهلة ولم يحقق نتائج إيجابية، فإن الجهاز الفنى واللاعبين سيتعرضون لضغوط كبيرة وربما ستتم الإطاحة بالجهاز بالكامل كما حدث فى مرات عديدة لجهاز المنتخب وأبرزها عندما تمت الإطاحة بالبرتغالى كارلوس كيروش لخسارته كأس الأمم الأفريقية ومقعد كأس العالم 2022 رغم وصوله لنهائى المسابقتين وخسارته بركلات الترجيح فقط، وكذلك الراحل إيهاب جلال الذى تولى المهمة فى التوقف الدولى فى يونيو 2022 ثم رحل بعد 9 أيام فقط وهو عائد فى الطائرة من كوريا الجنوبية لخسارة المنتخب هناك وقبلها فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية.
هذا يشير إلى أن النتائج تعتبر أهم عنصر من عناصر التقييم لأى مدير فنى عندما يدير منتخبا، وهو ما يشير إلى أن ما حققه منتخب مصر حتى الآن من نتائج إيجابية هو ضرورة كى يستمر حسام حسن مع المنتخب دون ضغوطات كبرى حتى يأتى موعد التقييم الحقيقى الذى ذكرته فى مقال سابق وهو نهائيات كأس الأمم الأفريقية فى المغرب 2025 والتى صارت المحك الأهم للكرة المصرية دوليا، وربما يفوق الحلم الأكبر من قبل والذى كان بالنسبة للجمهور والنقاد على حد سواء الوصول لكأس العالم، ولكن بعد زيادة مقاعد أفريقيا فى المونديال إلى 9 وثلث لم تعد الأهم وأصبحت كأس الأمم التى خرجنا فيها من دور الـ 16 فى النسخة الأخيرة هى التحدى الأكبر.
وقد تعتقد عزيزى القاريء أننى هنا أدافع فقط عن المنتخب فى عصر حسام حسن بسبب النتائج الإيجابية التى حققها وفوزه فى 5 مباريات من 7 خاضها حتى الآن لأنى سأستعرض لاحقا أهم سلبيات المنتخب فى فترة حسام من أجل الإصلاح وليس من أجل النقد السلبى الهدام، ولكنى هنا أشير إلى أن النتائج مهمة جدا حتى لو كانت مع منتخبات ضعيفة فى تصفيات كأس الأمم وتصفيات كأس العالم، لأن كرة القدم فى السنوات الأخيرة لم تعد تعترف بالفوارق الفنية مهما كانت بين المنتخبات والدليل خسارة تونس العريقة فى عقر دارها أمام جزر القمر، ولو حدث ذلك لمنتخب مصر لرحل حسام حسن فى نفس الليلة.
ومن هنا أرى أن مسيرة حسام حسن مع المنتخب تحتاج إلى الدعم فى الفترة القادمة من أجل الوصول إلى الأمل المنشود فى نهائيات كأس الأمم بعد 14 شهرا من الآن، وأن يكون النقد موضوعيا وبهدوء لأننى أرى أن استمرار حسام ضرورى الآن والسفينة وسط المحيط فى تصفيات أفريقيا والمونديال ومن المستحيل أن تحدث أى تغييرات الآن.
أول السلبيات التى يجب أن يتخلص منها حسام حسن هو أن يصون لسانه من الخوض فى أى مهاترات خلال المؤتمرات الصحفية ومن السهل أن يجهز حسام عن طريق فريقه الإعلامى نقاطا محددة يتحدث فيها خلال المؤتمرات الصحفية دون الخروج عنها.
وفنيا يعانى منتخب مصر من بعض السلبيات التى ظهرت فى المباريات السبع التى خاضها وأولها هى محاولة حسام إشراك كل النجوم وتوزيعهم على المراكز حتى لو كانت الخلطة الفنية النهائية تعانى من الثغرات مثلما حدث فى المباراة الأخيرة بإشراك مرموش كرأس حربة وهو يقل كثيرا فى هذا المكان بحكم أنه يتألق عندما ينطلق من الجناح فى مساحات أكثر من قيامه بدور رأس الحربة الصريح وهو ما جعله يضع مصطفى محمد الذى يكاد يكون رأس الحربة الوحيد المتوافر فى مصر الآن.
والمشكلة الفنية الأهم لمنتخب مصر فى عصر حسام هى عدم الانسجام الحقيقى فى الجبهات اليمنى واليسرى وبين الخطوط بشكل يجعل الأداء يعتمد على القدرات الفردية لبعض اللاعبين أكثر من الانسجام الجماعي.
وهناك مشكلة أيضا فى التراجع البدنى دائما فى النصف الثانى من الشوط الثانى وهو ما يجعل أى فريق مهما كان مستواه قادرا على العودة.
ويعانى المنتخب من عدم وجود بدائل فى بعض المراكز مثل الظهير الأيمن الذى لعب فيه أحمد عيد وهو قليل الخبرة وعدم وجود ظهير أيسر بديل لمحمد حمدي، وكذلك مركز رأس الحربة الذى لا يوجد فيه بديل حقيقى لمصطفى محمد إذا تراجع مستواه.