جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى شملت ثلاث دول فى شمال أوروبا وهى الدنمارك والنرويج وأيرلندا، تعد من أهم الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس فى إطار توطيد العلاقات المصرية مع كافة دول العالم. وقد حملت فكراً رشيداً وطرحت رؤية مصرية على كافة الأصعدة الدولية من خلال إقامة علاقات متوازنة بين جميع دول العالم، قائمة على تبادل المصالح والمنافع بين مصر وكل دول العالم.. وقد جاءت جولة الرئيس السيسى إلى هذه الدول الثلاث لتعمل على أمر بالغ الأهمية، وهو جذب الاستثمارات إلى مصر بعد تهيئة البلاد ببنية تحتية عظيمة، تحققت فى فترة زمنية وجيزة. وقد حققت هذه الزيارة للدول الثلاث نتائج أكثر من رائعة ستحصد البلاد نتائجها مستقبلاً إن شاء الله على كافة الأمور اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. تتمتع العلاقات بين مصر ودول شمال أوروبا الدنمارك والنرويج وأيرلندا بأهمية متزايدة فى ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة. فمصر، كقوة إقليمية تاريخية، تسعى إلى تعزيز مكانتها فى الساحة الدولية وتنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية. أما دول شمال أوروبا، فتهدف إلى توسيع وتعميق علاقاتها مع دول المنطقة. وقد أسفر هذا التعاون المثمر عن نتائج إيجابية ملموسة على مختلف الأصعدة، حيث ساهم فى تعزيز الاستقرار والتنمية فى مصر، ودعم جهودها فى مكافحة الإرهاب والتطرف. كما تمكنت مصر من جذب استثمارات أوروبية ضخمة ساهمت فى خلق فرص عمل جديدة وتحسين البنية التحتية.
تتمتع العلاقات الاقتصادية بين مصر والدنمارك بتاريخ طويل وحافل بالإنجازات. فالدنمارك تعد من أكبر المستثمرين فى مصر، حيث تستثمر فى العديد من القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والزراعة. كما تساهم الشركات الدنماركية فى نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى مصر، مما يساهم فى تطوير الصناعة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تشجع الحكومة الدنماركية الشركات الدنماركية على الاستثمار فى مصر.
أما النرويج فهناك تعاون فى مجال الطاقة والتنمية المستدامة، وتشترك مصر والنرويج فى اهتمام مشترك بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وقد أسفر هذا الاهتمام المشترك عن تعاون مثمر بين البلدين فى مجال الطاقة، حيث تستثمر الشركات النرويجية فى مشاريع الطاقة المتجددة فى مصر، مثل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما تقدم الحكومة النرويجية الدعم المالى والتقنى لمصر فى مجال الطاقة المتجددة، وتساهم فى بناء القدرات الوطنية فى هذا المجال. ، يركز التعاون بين البلدين على مجالات أخرى أما أيرلندا فهى شريك فى مجال التكنولوجيا والابتكار، وتتمتع العلاقات بين مصر وأيرلندا بإمكانات هائلة للنمو، خاصة فى مجال التكنولوجيا والابتكار. فأيرلندا تعتبر من الدول الرائدة فى مجال التكنولوجيا، وتتمتع بقطاع تكنولوجيا قوى ومبتكر. ويمكن لمصر الاستفادة من هذه الخبرة الأيرلندية من خلال تعزيز التعاون فى مجال تطوير البرامج والأنظمة، ونقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر المصرية. كما يمكن للبلدين الاستفادة والتعاون فى مجال التعليم العالى والبحث العلمي.
لقد ساهمت العلاقات مع دول شمال أوروبا فى جذب استثمارات أجنبية مباشرة إلى مصر، مما يساهم فى خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.
مما يساهم فى تطوير الصناعة المحلية وزيادة قدرتها التنافسية. كما يساهم التعاون مع دول شمال أوروبا فى تعزيز جهود مصر فى مجال الطاقة المتجددة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أن البرامج التدريبية والمشاريع المشتركة مع دول شمال أوروبا تبنى القدرات الوطنية فى العديد من المجالات. والمعروف أن جولة الرئيس ساهمت فى توطيد العلاقات الاقتصادية وتعزيز العلاقات السياسية بين مصر ودول شمال أوروبا، مما يساهم فى تعزيز التعاون فى المجالات الإقليمية والدولية. وتتطلع مصر ودول شمال أوروبا إلى تعزيز العلاقات الثنائية فى المستقبل، من خلال التركيز على مجالات جديدة للتعاون مثل الزراعة والصحة والسياحة.
وفى النهاية فإن العلاقات بين مصر ودول شمال أوروبا تمثل شراكة إستراتيجية واعدة بالمستقبل. فمن خلال الاستفادة من المزايا المتكاملة لكل طرف، يمكن للبلدين تحقيق منافع متبادلة والمساهمة فى بناء عالم أكثر استقراراً وازدهاراً.