وسط هذه الصراعات والحروب التى تبدو مترابطة وفق نسق هندسى محكم التخطيط لكنه خفى مختبئ خلف تلك الكتل الضبابية المصطنعة أمام أعيننا ، وسط كل هذا وجب علينا أن نفكر بشكل مختلف فى أسباب ومسببات ما يدور حولنا وبيننا وهل حقا نحن المستهدفون من كل ما يجرى ؟ حاولت أن أسبح بعيدا عن المياه الضحلة والهادئة والمريحة ، فمصارعة الأمواج والأعاصير قد تجعلنا أكثر حنكة فى فهم لغة البخار شديدة التعقيد ، بعيدا عن تفسيرات وتأويلات البعض بأن اسرائيل ومن خلفها امريكا يديرون العالم ويشعلون الأزمات والحرائق والحروب فى منطقتنا العربية ! وهنا اتساءل وماذا عن منطقة الساحل الأفريقى ومنطقة الهندوباسيفك وشرق أوروبا ؟ من يدير الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين فى الولايات المتحدة ومن الذى أخرج ترامب من البيت الأبيض وحاصره وقطع عنه كل الاتصالات مع كافة منصات التواصل الاجتماعى والسياسى من الذى صعد بهذا الرجل الذى فقد أو كاد يفقد ذاكرته إلى حكم الولايات المتحدة من الذى جعل امريكا وقادتها ذليلة أمام نتنياهو وحكومته العنصرية من الذى جعل الاقتصاد العالمى يصل إلى حافة الهاوية مترنحا على أنغام الرأسمالية المتوحشة والليبرالية الجديدة من الذى حول الذكاء الاصطناعى إلى قنبلة العصر التكنولوجية والتى ستصل خطورتها إلى آفاق لم يسمع لها البشر من قبل ؟ من الذى يدير البورصات العالمية ومن يتحكم فى أسعار النفط والغاز، من الذى قرر دخول روسيا واوكرانيا ألحرب ولماذا لم يسمح بحسمها على مدار عامين من الذى صنع داعش ومن قبلها القاعدة ومن قبلهم الإخوان المسلمين من الذى خطط ودبر ما يسمى بالربيع العربى ومن الذى صعّد الإخوان على عرش مصر من الذى أشعل حرب غزة الحالية ومن الذى وسّع دوائر الصراع لتصل إلى خنق الملاحة العالمية عبر قناة السويس من الذى حاصر ايران وجعلها تقرر ألا تدخل الصراع الدائر إلا بشكل هامشى ذراً للرماد ؟ من الذى يفعل كل هذا ويتحكم فى كل هذا أمامنا خيارات محدودة ولكل وجاهتها فى الإجابة عن كل ماسبق من تساؤلات :-
– كل هذه الاسئلة فى غير محلها ولن تقودنا الإجابة عنها إلا إلى مزيد من الغموض
– هذه الاسئلة والتساؤلات ما هى إلا محاولة للربط المخل بين زوايا متنافرة وبعيدة ولا يربطها رابط
– هذه الاسئلة تصنع سياقا لتأكيد أوهام نظرية المؤامرة التى تحكم الكون
– هذه الاسئلة ضرورية لفهم ما يدور حيث ان هناك من يخطط ويحكم هذا العالم بشكل غير بعيد عن حكامه المباشرين..كل هذه الأمور تحتمل النقاش والجدل والاتفاق والاختلاف ، لكن عندما نقرأ ونعرف ونفهم ونربط ونحلل أفكار الماسونية والصهيونية ونستزيد بمعرفة تفاصيل « النادى البوهيمى « الذى أنشئ عام 1872 ولا يضم فى عضويته إلا ثلة من الأثرياء والفنانين وكبار السياسيين فى العالم وتفاصيل عديدة مرعبة عن هذا النادى وأندية أخرى كثيرة ، والسؤال المهم والمفصلى هل يدار العالم من هذا المكان؟!