أكدت النائبة آية مدنى عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين وعضو لجنة المرأة بالاتحاد الدولى للخماسى الحديث، ورئيس لجنة شئون اللاعبين باللجنة الاولمبية المصرية، ان البعثة المصرية المشاركة فى أولمبياد باريس المقبل ستكون هى الاكبر فى تاريخ مشاركاتها بالاولمبياد، مشيرة فى حوارها لـ»الجمهورية» إلى أهمية الدعم النفسى لابطالنا الرياضيين قبل خوض المنافسات.
تطرقت بطلة العالم السابقة فى الخماسى الحديث، والسفيرة بمنظمة السلام والرياضة الدولية إلى ملف استضافة مصر لاولمبياد 2036 مؤكدة اهتمام الدولة والقيادة السياسية بهذا الملف إلى جانب العديد من الملفات الاخرى التى نستعرضها فى الحوار التالي..
> ملف الساعة هو الاستعدادات لاولمبياد باريس.. كيف ترى اعداد البعثة المصرية المتأهلة حتى الآن؟
>> الحمد لله مصر تشارك بأكبر بعثة فى تاريخها بأولمبياد باريس القادم بعدد 138 لاعباً ولاعبة حتى الآن فى مختلف الألعاب، متخطية بذلك أكبر بعثه مصرية كانت فى أولمبياد طوكيو 2020 بعدد 132 لاعبا ولاعبة، وهذا بالتأكيد، يدل على مدى التقدم والقدرة على المنافسه التى وصلت اليها الرياضة المصرية فى الوقت الحالي.
> هناك رياضيون لم يتأهلوا بعد وكانوا فى مقدمة المرشحين للتأهل مثل سمر حمزة وكيشو فى المصارعة.. ما رسالتك اليهم؟
>> بالنسبة لمنتخب المصارعة تحديدا استطاع 10 لاعبين منه التأهل للأولمبياد، وهذا عدد لم يحدث من قبل، وباذن الله سيصل عددهم الى 12 لاعبا لاننا نثق فى ابطالنا هم «قدها وقدود»، وطالما هناك فرصة للتأهل، فيبقى الأمل موجودا بنسبة 100٪.
> بصفتك رئيس لجنة شئون اللاعبين باللجنة الاوليمبية المصرية، كيف تتابعين استعداداتهم؟
>> اللاعبون لديهم دافع كبير وروح مثابرة عالية، وأنا أرى ذلك وأشعر به عند تواجدى معهم فى اى مناسبة، ويكفى أن كيشو عندما لم يتأهل قال: «لايزال أمامى فرصة وباذن الله قادر على التأهل»، وهذا التحدى يؤكد أن اللاعبين لديهم قوة حقيقية، وباذن الله هم قادرون على اسعادنا بنتائج مذهلة.
> كنت لاعبه سابقة وشاركت فى أكثر من دورة أولمبية.. فى رأيك ما الذى يحتاجه الرياضى المصرى قبل المشاركة فى هذا الحدث الرياضى الهام؟
>> أهم ما يحتاجه الرياضى هو الاهتمام بكافة تفاصيل حياته اليومية جنبا الى جنب مع التأهيل الجيد فنيا ونفسيا، وذلك بداية من الاهتمام بالنظام الغذائى الصحي، مرورا بالمدرب المتفهم لاحتياجات اللاعب، ولياقته البدنية وصحته وعمليات الاستشفاء الخاصة به وساعات النوم، وبث الروح الوطنية فى نفسه وغيرها من العناصر التى تجعل اللاعب لديه ثقة كبيرة فى قدرته على تحقق ميدالية، ولا ننسى نقطة هامة أخيرة وهى تقدير اللاعبين، فلابد من اعطاء الأبطال حقهم، وخاصة فى الألعاب الفردية، فلابد ان نقدرهم ونعطيهم حقهم فى التصدر الاعلامى للحديث عن إنجازهم لانه فى النهاية مسجلة باسم مصر التى تفخر وتقدر كل أبنائها.
> بمناسبة الحديث عن الرياضات الفردية، هل ترين أنها لازالت لا تحظى بالاهتمام المطلوب رغم انجازاتها العالمية الكبيرة؟
>> حتى الآن لم يتم الاهتمام بالرياضة الفردية فى مصر على الوجه المطلوب، ولا تحظى الرياضة الفردية ولا اللاعبين على ما يستحقونه، ولو قارنا بين ما يتم انفاقه على الألعاب الجماعية، وعلى ما يتم انفاقه على الأبطال الذين حققوا ميداليات ويتوقع منهم ان يحققوا انجازات لمصر (لا أقول هنا اللاعبين ولكن اتحدث عن الأبطال الأولمبيين الذين حققوا ميداليات ومراكز متقدمة ونأمل منهم أن يحققوا ميداليات فى أولمبياد باريس) سنجد أن المقارنة ظالمة جداً، لا نرى لا تسويق ولا عروض اعلانات ولا عقود رعاية جيدة للاعبين ولا حتى تركيز الضوء عليهم اعلامياً، حقيقة نحتاج إلى زيادة الاهتمام بلاعب الألعاب الفردية.
> هل عدم الاهتمام هو ما يؤدى لظاهرة الهروب و»التجنيس»؟
>> بالطبع.. هو أحد أهم الأسباب ويأتى بعده أمور أخرى قد تكون شعور اللاعب بالظلم أو تعرضه لسوء معاملة أو رغبة من البعض فى تجربة حياة الرخاء والملايين، ولكن الأهم الآن هو من يضع اسم وصورة مصر أمام عينه ويبذل كل جهد من أجل ان يحقق انجازا ويرفع اسم مصر ثم لا يلاقى الاهتمام او التكريم الذى يستحقه.
> التمثيل النسائى فى هذا الاولمبياد سيكون بنسبة 50٪ من اجمالى الرياضيين المشاركين .. كيف ترين المشاركة النسائية المصرية؟
>> الحمد لله المشاركة بنسبة 50 ٪ لاول مرة فى تاريخ الدورات الاولمبية كان جهدا كبيرا سعينا له وحاولنا من خلال منصبنا فى عضوية لجنة شئون اللاعبين فى اللجنة الأولمبية الدولية أن نناضل كى نصل لنسبة التمثيل العادل للمرأة، وأود توجيه التحية الى كل امرأة تتولى منصبا فى اللجنة الأولمبية الدولية، وكل رجل يؤمن بحق المرأة فى التمثيل العادل لها أسوة بالرجل على جهودهم حتى نحصل على هذه النسبة، والحمد لله تم ما كنا نسعى له، ومصر تحديدا مهتمة كثيرا وخاصة فى الفترة الأخيرة بحقوق المرأة ولو لاحظنا فنسبة المشاركة النسائية المصرية تخطت الثلث فى أولمبياد طوكيو، كذلك نرى لاعبات صغار السن ويحصلن على فرصة المشاركة كاملة وهذا يدل على ان مصر ولادة وأن الأجيال الجديدة هم أملها ومستقبلها وأن الاهتمام بهم سيضع بلادنا فى مكانة متقدمة رياضيا.
> ملف استضافة مصر لاولمبياد 2036 يحظى برعاية خاصة واهتمام غير مسبوق من جانب القيادة السياسية، ما آخر المستجدات فى هذا الشأن؟
>> الحقيقة هذا الملف ليس سهلا على الاطلاق، ومرتبطا بتوافر الخدمات اللوجستية والبنية التحتية والمنشآت الرياضية التى يجب توافرها فى الدولة المستضيفة لدورة الألعاب الأولمبية، وهناك منافسة شرسة مع مصر من 10 دول أخرى على استضافة أولمبياد 2036.. وهم قطر وتركيا والهند والمجر وانجلترا وألمانيا وروسيا واندونيسيا وكوريا الجنوبية، وذلك بعد انسحاب كل من المكسيك وبولندا من المنافسة، واللجنة الأولمبية الدولية ستبدأ العمل فى هذا الملف بعد أولمبياد باريس 2024، ومصر تركز على هذا الملف تحديدا، واتفقت مع شركة راعية لوضع استراتيجية وخطة مصر لاستضافة الدورة الأولمبية 2036، وهى شركة لها باع كبير فى مجال التخطيط والتسويق الرياضى على المستوى الدولى والإقليمي، كما بدأت الدولة منذ فترة تطوير المنشآت الرياضية وأصبح لدينا الآن العديد من المنشآت الرياضية الذكية وفى مقدمتها مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية وكل هذه الإنشاءات الرياضية ذات المواصفات العالمية تجعل مصر جاهزة وقادرة على المنافسة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036.
> ما أبرز القوانين الرياضية التى تحتاج للتعديل فى رأيك؟
>> تقدمنا بتعديلات على قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017، واقترحنا تحديد نسب تمثيل المرأة وذوى الإعاقة بمجالس إدارة الهيئات الرياضية، كما تقدمنا بتعديلات على القانون رقم 3 لسنة 1987 بإنشاء وتنظيم نقابة المهن الرياضية والمعدل بالقانون رقم 63 لسنة 2010.. والهدف من مشروع القانون يكمن فى ايجاد حل للمشكلة الرئيسية التى تواجه كافة الرياضيين المحترفين فى مصر، والمتمثلة فى عدم وجود كيان نقابى يضم الرياضيين المحترفين يضمن لهم الرعاية الاجتماعية والصحية الملائمة بعد الاعتزال أو الإصابة.