الإدراك.. الإدراك، لو كان الأمر بيدى لصرخت فى البرية بأعلى صوتى قائلاً انتبهوا يا قوم، اسمعوا وعوا، الرئيس يعقد سلسلة اجتماعات مع القيادات العسكرية والشرطية والأمنية والاستخباراتية ثم يدلى سيادته بتصريحات إعلامية مهمة بعد لقاء مع مجموعة من الإعلاميين ورؤساء التحرير، الإطار العام لهذه التحركات يحمل إشارات ورسائل شديدة الأهمية على الصعيدين الداخلى وهو الأهم فى تقدير سيادة الرئيس ـ والخارجى بكل تداخلاته وتقاطعاته، رسالة الرئيس الأولى والأهم هى للشعب المصرى العظيم الذى أدرك الحقيقة وفهم أبعاد المؤامرة ووعى تحديات المرحلة فتحمل صابراً وراضياً رغم كل الضغوطات الاقتصادية المحيطة والمتجددة.
>>>>
سطور الرسالة الرئاسية ومفرداتها تنسج ملامح فكر الرئيس منذ أن تولى المسئولية وهو «تماسك المصريين ووحدتهم ووقوفهم على قلب رجل واحد هو الضمانة الأساسية لبقاء الدولة واستكمال مشروعها الوطنى وعزها وعزتها»، الرئيس ينعش ذاكرة المصريين ويجدد ثقته بوعيهم ووطنيتهم ويشكرهم على ما قدموه وتحملوه من أجل بلادهم ويحذرهم فى نفس الوقت من الغفلة أو الانصراف عن مواجهة التحديات بسلاح الوعى الناجع الذى بدونه ضاعت أمم وتفككت أوطان، الرئيس طمأن الشعب على قوته الصلبة من جيش عظيم وشرطة محترفة محترمة وأجهزة ومؤسسات عريقة تمثل عصب الدولة الوطنية وأعمدتها الحافظة والحامية لها من الضعف والتفكك.
>>>>
الرئيس شرح بدقة ووضوح كل التحديات المحيطة بنا على كافة الأصعدة، كانت القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، حيث تحدث سيادته مجددا وبشكل لافت للنظر عن رفض مصر القاطع لفكرة تصفية القضية الفلسطينية عن طريق التهجير القسرى أو حتى الاختياري، وهذا فى تقديرى يمثل منعطفاً جديداً فى مصفوفة التحديات التى ظننا أنها قد انتهت بعدما نجحت مصر فى فرض سرديتها على العالم برفض التصفية والتهجير الذى كان بمثابة خطة أمريكية إسرائيلية، خفتت تلك المطالبات ثم عادت أو ستعود مجدداً مع وصول ترامب إلى الحكم، الرئيس يستبق دوماً الأحداث برؤيته وبصيرته وخبرته.
>>>>
شعرت أن سيادته يريد أن ينبهنا ويذكرنا ويحذرنا بأن المخططات الصهيونية لا تموت بالتقادم، بل تختفى قليلاً وتعود كلما سنحت الفرصة من جديد، فى تقديرى أننا ـ كإعلام ـ يجب أن نعلن حالة الطوارئ الإعلامية الواعية والحكيمة حتى نخرج من هذه الأزمة الإقليمية الحادة، وأننا ـ كمواطنين ـ يجب علينا أن نستعد للوقوف خلف الدولة مع أول إشارة من رأس الدولة حتى نرسل للدنيا كلها رسالة أن الـ 100 مليون على قلب رجل واحد فى مواجهة كل التحديات الإقليمية، كانت رسالة الرئيس للخارج واضحة وضوح شمس أغسطس، نحن دعاة سلام، لكننا جاهزون لمجابهة ومواجهة كل المخاطر فى كل الأوقات لو فرضت علينا، الرئيس أدى دوره فى دق أجراس الإنذار مبكراً، وكما عادته دوما يحاول إيقاظ واستنهاض الهمم ويطلق نوبة صحيان فى وقتها، وكأنى استمع إلى صوت الرئيس وهو يقول «يا ليت قومى يعلمون.. فالمُدرِكًون لا يُدرَكون».