المسار الديمقراطى تحدده رغبة الشعوب التى تسعى إلى الرقى، والتقدم عبر بوابة يرتضيها؛ حيث الانتخابات النزيهة، التى تتسم بالشفافية، والحيادية، والمعيارية، والانضباط، وفق مراحل تتضح فيها آليات الممارسة على أرض الواقع، يتلوها نتائج تحقق المستهدف منها، وهنا نرصد حالة من الاستقرار السياسى الذى يعضد ماهية الاستقرار الاجتماعى، ويدفع بالتنمية إلى الأمام.
الديمقراطية تُقاسُ بمعيار كاشف، يتمثل فى توفر كفاءات على الساحة المؤسسية؛ حيث تشاهد عطاءات مستدامة، تجد أثرها فى العمل العام على وجه الخصوص؛ لأن ميدان هذا النمط من العمل يقوم على محك واضح، نقرأه فى مسلّمة يؤمن بها الجميع؛ ألا وهى تقديم المصلحة العامة عما سواها؛ فتبدو الثقة محققة من خلال رضى جماهيرى،تقوم ممارساته على نهضة، وتقدم مأمولة.
الأمن القومى للوطن تراه قلوب واعية، وتحرص على توفره أفئدة محبة، وتحميه رجال فى الميدان؛ لكن يبقى الدعم الشعبى الظهير الأقوى، الذى يحافظ على كيان الدولة، ومؤسساتها ويعزز من الجهود المبذولة عبر اصطفاف مُبْهرٌ، يدل على نسيج لا ينفك، ورباط متين، وهذا دون مواربة يدل على توفر المسار الديمقراطى، والفرص المتوالية، والمتاحة للجميع؛ كى ينغمس من يرغب فى سحائب الحياة السياسية، وبحورها المتنوعة.
الحرية فى المسار السياسى تسهم فى بناء الأوطان، شريطة أن تكون مسئولية؛ فلا مجال للمغامرة بمصالح الوطن الغالى، ولا سماح لمن يكيدون له المكائد من أجل أن يتهاوى فى صراعات، ونزاعات؛ وذلك من أجل أسباب لا تعنينا؛ فالمآرب ندركها جيدًا؛ حيث الرغبة الجامحة فى هدم مؤسسات الدولة، والنيل من مقدراتها المادية، والبشرية على السواء.
المواطن الذى يدرك حقوقه ينبغى أن يَعِيَ واجباته، ومساهمته فى تعضيد المسار الديمقراطى، أراه فرض عين، وليس فرض كفاية؛ كونه أداة بناء؛ ومن ثم ينبغى أن يستشعر أهمية مشاركته عندما يناديه الواجب؛ فبناء الوطن، ونهضته يقوم على كاهل الجميع دون استثناء، وهنا نوقن تماما بأن بلادنا المجيدة لا تمييز، ولا تفرقة، ولا شتات فى أجندتها؛ فمن يرغب شق الصف لا يجد إلا كل ما يكبح جماعة، ويقتل غروره، ويطفئ أمله غير المحمود.
فرص المشاركة الانتخابية ليست بعيدة عن أحد طالما توافرت فيه المعايير المنصوص عليها؛ فلا حجز لكراسى، وليس هنالك طريق واحد للوصول إليها؛ لكن المسار الديمقراطى يفرض توافر برامج يطالعها الناخبون، ويقيُّمونها؛ ومن ثم يصدرون أحكامهم عليها عبر آلية التصويت الحر فى صندوق شديد الإحكام يخضع لرقابة تتسم بالنَّزاهة، والأمانة، والشرف، وتحقق العدالة المطلقة؛ كى تتحقق الغاية الرئيسة جرَّاءَ ذلك؛ حيث تلبية الاحتياجات، والتطلعات لشعب كريم يستحق.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.