لن أمل الكتابة أبدا حول الدور المصرى المشرف والعظيم الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين من أرضهم، سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن. فتلك قضية مصيرية تعكس أهمية الحفاظ على القضية الفلسطينية، والحرص على ضرورة إقامة الدولة المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والحقيقة أن دور مصر مشرف فى هذا الأمر ، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتراجع مصر عن موقفها الثابت والواضح والمعلن، والذى لا تمل مصر من الحديث عن هذا الرفض الشديد، سواء من القيادة السياسية المصرية الرشيدة، أو من الشعب المصرى العظيم.
لطالما كانت مصر، عبر تاريخها المديد، سنداً للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة. وقد تجلى هذا الدعم بأشكال شتي، كان أبرزها رفض التهجير القسرى للفلسطينيين من أرضهم، وهو موقف ثابت لم يتغير عبر مختلف المراحل والظروف.
ويرتبط رفض مصر للتهجير القسرى للفلسطينيين بجذور تاريخية عميقة. فمصر تدرك تماماً معنى فقدان الوطن والاضطرار إلى اللجوء. كما أن هذا الموقف يتسق مع مبادئ القانون الدولى الإنسانى وحقوق الإنسان، التى تؤكد على حق اللاجئين فى العودة إلى ديارهم ورفض أى شكل من أشكال التهجير القسري.
وقد عبرت مصر عن موقفها الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين فى مناسبات عديدة وعلى مختلف المستويات. ففى تصريحات رسمية، أكد المسؤولون المصريون، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأن هذا الأمر يمثل خطاً أحمر بالنسبة لمصر. كما أن مصر تعمل على حشد الدعم الدولى لهذا الموقف، من خلال الاتصالات مع مختلف الدول والمنظمات الدولية.
ولم يقتصر موقف مصر على مجرد التصريحات، بل اتخذت خطوات عملية لتعزيز هذا الموقف.
كما أنها تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين فى غزة، للتخفيف من معاناتهم.
ويكتسب الموقف المصرى الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين أهمية بالغة، ذلك أنه يمثل صمام أمان للقضية الفلسطينية، ويحول دون تصفيتها. فتهجير الفلسطينيين من أرضهم يعنى ضياع حقهم فى العودة، وهو ما تسعى إليه الصهيونية الأمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية.
ورغم وضوح الموقف المصري، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة. فالضغوط الدولية والإقليمية مستمرة، وهناك محاولات مستمرة لفرض واقع جديد على الأرض. كما أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مما يزيد من الضغوط على مصر.
وسيصمد الموقف المصرى فى وجه هذه التحديات،مهما كانت، فى ظل وجود الإرادة السياسية لمصر، وقدرتها على الصمود فى وجه الضغوط. كما أن الدعم الدولى لمصر فى هذا الموقف يلعب دوراً هاماً فى تعزيزه. ويمكن القول إن الموقف المصرى الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين يمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مصر الحافل بالدعم للقضية الفلسطينية. وهو موقف ثابت لم يتغير عبر السنين، ومن المتوقع أن يستمر على هذا المنوال، طالما بقيت مصر على عهدها مع الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.
وتعتبر القضية الفلسطينية من أهم القضايا التى تشغل مصر، بحكم موقعها الجغرافى وتاريخها المشترك مع فلسطين، حيث تلعب دوراً محورياً فى دعم هذه القضية ومواجهة التحديات التى تواجهها.
وتقدم مصر المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، للتخفيف من معاناته نتيجة للحصار والقيود المفروضة عليه. وتعمل مصر على مكافحة الإرهاب فى المنطقة، الذى يستهدف النيل من القضية الفلسطينية. وتسهم مصر فى دعم التنمية الاقتصادية فى فلسطين، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.
وقد قدمت مصر تضحيات كبيرة من أجل القضية الفلسطينية، فقد خاضت العديد من الحروب دفاعاً عن الحق الفلسطيني، وقدمت آلاف الشهداء والجرحي.
يبقى مستقبل القضية الفلسطينية مرهوناً بجهود المجتمع الدولي، وبإرادة الفلسطينيين والإسرائيليين فى تحقيق السلام. ومصر، كما كانت دائماً، ستظل سنداً للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، وستواصل جهودها من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.