أثارت قضية اللاعب أحمد رفعت رحمه الله ووفاته عن عمر 31 سنة عقب تدهور صحته بشكل سريع قضايا عديدة فى المجتمع خاصة بعد أن سقط خلال مباراة فريقه مع الاتحاد السكندرى فى شهر مارس الماضى على أرض الملعب دونما أى احتكاك حيث توقفت عضلة القلب لمدة ساعتين وبعد الغيبوبة أفاق وعولج بل وزار زملاءه فى الفريق وشوهد فى برنامج تليفزيونى ثم تدهورت صحته مرة أخرى ونقل إلى المستشفى ومات!!!
وبعيدا عن الخلل الإدارى وضرورة مراجعة الكثير من القوانين المنظمة للأندية والأنشطة الرياضية والتى جعلت هناك نظاما رياضيا يعيش فى مناخ غير مناسب خاصة أن هناك أندية شعبية غابت لصالح أندية خاصة أو شبه خاصة وكلاهما فى دائرة واحدة مما يستدعى ضرورة أن يكون لدينا نظام رياضى متوافق مع نفسه ويتواءم مع القوانين واللوائح القارية والدولية إلا أن الأهم هو أن هناك قضية إنسانية سواء فى الرياضة أو غيرها وهو «الموت حزناً وقهراً».
وإذا كان بعض أهل العلم يقولون إن الحزن والقهر لا يؤديان مباشرة إلى الموت ولكن هناك عوامل تؤثر على القلب نتاج الحزن حيث يؤثر الحزن على أنسجة القلب.. كما أن الحزن والقهر يؤديان إلى أضرار نفسية وعقلية وبالتالى تؤثر على الجسد وبالتالى تؤثر على القلب وتؤدى إلى أمراض قلبية قد تصل إلى السكتة القلبية أو الجلطات.
وقد أكد الطب على أن المشاكل النفسية تؤدى إلى مشاكل صحية عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم بسبب زيادة إفراز هرمون النوربينفرين وقد يؤدى الحزن إلى زيادة ضربات القلب وبالتالى نوبات قلبية.
ولعل ذلك يفسر أحاديث رسولنا الكريم «تبسمك فى وجه أخيك صدقة».. والدعاء المأثور عن الرسول الكريم «اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
«لقد دعانا الدين إلى جبر الخواطر وأكد على ضرورة أن نساعد أهلنا.. ونساعد كل محتاج ولذلك فإن أول شيء يتمناه الإنسان بعد موته أن يعود للحياة لكى يتزكي» لأن الزكاة وهى عطاء الإنسان بأمر الله لأخيه.. بل إن تبسمك فى وجه أخيك صدقة.. بل إن الكلمة الطيبة صدقة.. وتبسمك فى وجه أخيك صدقة.
حقيقة الدين هى المعاملة.. وجبر الخاطر لمن يعى حقيقة الدين حقا.. وعندما سئل رسول الله عن أحق الناس بحسن صحبته صحابى جليل قال: «أمك.. قال: ثم من؟ قال أمك، قال: ثم من؟ قال أمك قال ثم من: قال أبوك».
المعاملة الطيبة للأم والأب.. والأبناء.. والأهل والأقارب والجيران.. والزملاء.. من أفضل الأعمال لأنها جبر للخاطر وإرضاء للجميع.
قد يقول أحدنا كلمة لا يلقى لها بالا ترفعه فى أعلى الدرجات لأنها كلمة طيبة وقد يقول كلمة لا يلقى بالا تهبط به إلى أسفل السافلين لأنها كسرت خاطر قلب أحدهم.
واهتم الدين بإرضاء المرأة بشكل عام سواء كانت أماً أو زوجة أو ابنة أو أختاً لأن المرأة- عادة- أكثر تأثرا نفسيا بالحزن.. بل تولد مشاعر الكراهية والحقد والمعاناة من الأرق بل تؤدى أحياناً إلى فقد التركيز وسوء المعاملة مع الآخر وبالتالى يؤثر سلبا على الأسرة والمجتمع.
أعلم أن الموت حق وكلنا إلى الموت «أفإن مت فهم الخالدون» ولا شك أن الإساءة لأى إنسان وعدم قدرته على الرد يؤدى إلى الحزن المميت وبرغم أن الحياة كلها تعب والموت نهاية كل تعب.. والإنسان لا يستطيع أن يقهر الموت ولكن الموت نتيجة الحزن والقهر هو الأقسى حتى إن بعضهم يقول إن الموت أفضل من حالة الحزن والقلق فاللهم ابعد عنا الحزن والقلق والقهر حتى لا نموت قهرا، فإذا كان الموت حقاً فإن الموت حزنا هو الأمر الأقسى من الموت.
الدرس الأول فى حادث موت اللاعب أحمد رفعت هو أن ننأى بأنفسنا عن الحزن وأن نواجه القهر والحزن بإيمان صادق فى الله والتوكل عليه والرضا بقدره ليس استسلاما لأمر خطأ.. بل استسلام لقدر الله والسعى للخروج من شرنقة الحزن والقهر فالرضا بقدر الله يخلق حالة إيمانية صادقة تدعونا إلى السعى الصادق وعدم الاستسلام للحزن والقهر.
الدرس الثانى أن الحب بين البشر إن لم يكن قد مات فإنه يعيش حالة من الضعف والمرض والهوان وعلينا أن نعيد الحب فى عروق الحياة الاجتماعية ونعود إلى المحبة الضائعة.
الدرس الأهم هو العودة إلى الله فى المعاملات بين الناس وزرع ورود الحب فى صحراء المجتمع فى كل مناحى الحياة اللهم ابعد عنا الحزن والقهر والغضب واجعل قلوبنا راضية مرضية بقدرك يا الله.