هؤلاء الأجداد الفراعنة العظماء أصحاب أول حضارة متكاملة عرفها التاريخ، لو كانوا بيننا الآن.. ترى كيف هى مشاعرهم تجاه الإشادات العالمية والاعتراف بالريادة والجميل التى اتفق عليها الخبراء والعلماء والزائرون ونظرات الإعجاب المقرونة بالدهشة، تنادى كيف صنعوا الحلم وأقاموا البناء شامخاً فى العلم والتطبيق.. ذلك البناء الفنان المصرى القديم الذى أقام الأهرامات معجزة العالم القديم، وأنشأ المعابد والجامعات وشيد الطرق والقنوات والمزارع والمصانع وبنى المقابر وأقرن ذلك كله بالتوقيع على منظومة العلوم، الفلك، الهندسة، الطب وغيرها.. ماذا كان جزاؤه بخطة الإنجاز، هل هو فقط الرضا عن النفس والفخر، أم ناله شىء من التقدير؟!، الإجابة صعبة لأن معظم هؤلاء مازالوا مجهولين، بينما تتحدث الدنيا عن إبداعاتهم وابتكاراتهم وتكشف كل يوم عن الكثير.
بالتأكيد، يحتاج الإنسان العامل المجتهد النشيط المخلص فى عمله وأداء واجبه بصبر وإتقان، بسماحة وتواضع إلى لمسة تقدير معنوية، كلمة، رسالة، شهادة، ترقية، قاعدة حب وتشجيع، فهى تبعث فى داخله الأمل وتجدد طاقة البناء والإنجاز وتشعره أمام بنيه وأسرته بقيمته وأهمية دوره فى منظومة التشغيل، ولا يستغنى عنها أبداً مهما كان العائد المادى للوظيفة مجز أو كبير.
الكلمة الطيبة الصادقة تعبر به التحديات والصعاب وتؤكد معدنه الأصيل، نحن نحتاج الطبيب الإنسان ملاك الرحمة.. المهندس عامود الإعمار والتقدم المؤثر الرئيسى فى رفاهية الناس وتوفير السكن اللائق والخدمات الضرورية.. المدرس صاحب رسالة الذى كاد يكون رسول.. العامل الماهر الأمين.. الفلاح البسيط عاشق الحقل والخضرة.. عامود الأمن الفدائى لمواطنيه.. التاجر الأمين الرافض للجشع أو الاستغلال، ويتقدم الجميع، العيون الساهرة من الرجال المدافعين عن الوطن الغالى، حماة الاستقرار والحضارة من المؤامرات والغزوات.
كل المجتمع يحتاج ذلك التشجيع.. المطلوب إدخاله فى منظومة متكاملة تغطى العاملين فى حقل الإنتاج والخدمات ونواحى الحياة ونموها الطبيعى حسب التغيرات والاحتياجات.. دعونى أقترح فكرة مواطن شرف، التى تأخذنا إلى الدول المتقدمة وتطبقها بالأخص فى قطاعات الخدمة المجتمعية بفوز باللقب أكثر السكان مساهمة فى خدمة البيئة وراحة السكان واستثمار طاقاتهم فيما يفيد، أعلم أن لدينا جوائز للتميز للموظفين وتقاليد لتكريم المبرزين، تصاحب احتفالات بمناسبات سنوية بالعديد فى الجهات والمؤسسات، ولكن انتشرت خطوة متكاملة تستشرف الوطن بأكمله، وينافس للحصول على اللقب سنوياً كل شخص جدير، انها هديتى لوطنى الغالى، مصر المحروسة فى عام جديد.. تدعم شرف المواطنة بالتأكيد.. مصر تستحق ونحن نستطيع.