العمليات العدائية هدفها تقسيم المنطقة وإعادة رسم خرائطها
فى وقت تتصاعد حدة المواجهات وتصدى الجيش السورى للميليشيات المسلحة اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد أن التصعيد فى شمال سوريا «محاولة لتقسيم المنطقة وإعادة رسم خرائطها».، وذلك فى اتصال هاتفى مع نظيره الإيرانى مسعود بزشكيان أمس مؤكدا أن ما يحدث من تصعيد إرهابى يعكس أهدافا بعيدة فى محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها.
من جانبه، قال بزشكيان إن إيران ترفض بشكل تام كل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا، واعتبر أن المساس بوحدة سوريا ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها. كما أبدى بزشكيان استعداد إيران لـ»تقديم كل أشكال الدعم لسوريا فى الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى خلال اتصال مع الرئيس السورى أن أمن العراق وسوريا مترابط، مشدداً على استعداد بغداد لتقديم الدعم اللازم لمكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضى السورية.
جاء ذلك بينما أكد مصدران فى الجيش السورى لـ»رويترز» امس بأن عناصر من فصائل مدعومة من إيران دخلت سوريا من العراق وتتجه إلى شمال سوريا؛ بهدف تعزيز قوات الجيش السورى التى تقاتل قوات المعارضة.
وذكر مصدر كبير فى الجيش السوري، أن عشرات من مقاتلى قوات الحشد الشعبى العراقية عبروا أيضًا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكرى بالقرب من معبر البوكمال، حيث أكد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسى أن الشريط الحدودى العراقى السورى مؤمن بالكامل، مع استمرار فتح المعابر النظامية للحركة بشكل طبيعي.
وفى خطوة تهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، رفع العراق حالة التأهب ونشر تعزيزات عسكرية شملت 3 ألوية عسكرية واثنين من ألوية الحشد الشعبي، وذلك لمنع تسلل عناصر إرهابية أو انتقال العنف إلى الداخل العراقي.
وعلى صعيد الأوضاع الميدانية فى سوريا، شن سلاح الجو السورى عدة غارات على مقار ومواقع تجمعات الفصائل الإرهابية المسلحة فى مدينة إدلب، وذلك بعدما أكد التلفزيون السوري، بأنَّ الجيش استعاد السيطرة على بلدتى السمان والجب فى ريف حماة، و7 قرى أخري، كما أكدت وزارة الدفاع السورية، أنَّ هناك عشرات القتلى والمصابين فى صفوف الفصائل المسلحة، بعد قصف مواقعهم ومقارهم، والطيران الحربى السورى والروسى يكثفان الضربات على محاور تحرك الفصائل المسلحة.
من جانبه، ذكر الجيش السورى فى بيان، أن عملية التصدى للهجوم الذى تنفذه العناصر المسلحة قائمة بكل نجاح وإصرار. وأوضح البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش السوري، «أن هذه العناصر المسلحة تواصل عبر جميع منصاتها بث الأخبار الكاذبة التى تستهدف التأثير فى معنويات شعبنا وجيشنا الباسل، مستغلة الأحداث الميدانية الأخيرة التى وقعت فى مدينة حلب».
فى السياق، حث المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، آدم عبد المولي، على وقف فورى للأعمال العدائية فى مدينة حلب وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين بما فى ذلك سلامة عمال الإغاثة، ودعا إلى الحوار بين الأطراف.
وجاء فى بيان له أن التصعيد الأخير للأعمال العدائية فى حلب والذى بدأ فى 27 نوفمبر الماضى أسفر عن خسارة مأساوية لأرواح المدنيين الأبرياء، بما فى ذلك النساء والأطفال، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية وتعليق الخدمات الأساسية، وفقا للموقع الرسمى للأمم المتحدة.
من ناحية أخري، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إن أنتونى بلينكن، ناقش مع نظيره التركى هاكان فيدانا، التطورات فى سوريا والحاجة إلى خفض التصعيد.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أمس أن الصين باعتبارها دولة صديقة لسوريا تشعر بالقلق إزاء الوضع فى شمال غرب سوريا، وتدعّم جهود السلطات السورية لضمان الأمن والاستقرار فى البلاد كما أنها مستعدة لبذل جهود نشطة لمنع المزيد من التدهور فى الوضع بالبلاد.