تزامنا مع حرب التصريحات المستمرة منذ أيام بين إسرائيل ووكلاء إيران فى المنطقة، تصاعدت المواجهات اليومية بين قوات الاحتلال وحزب الله اللبنانى حيث قتل شخصان فى غارة لمسيّرة إسرائيلية على ميس الجبل جنوبى لبنان. وكشفت مصادر إعلامية أن أحد القتيلين مسعف فى الهيئة الصحية التابعة لحزب الله.
وفى المقابل، قال حزب الله إنه شن هجوماً على موقع المالكية التابع للجيش الإسرائيلي، مستخدماً مسيّرة انقضاضية. ودوت صافرات الإنذار فى مرجليوث وكريات شمونة شمالى إسرائيل، تحسبا لهجمات جديدة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن توجيه غارات على مستودع أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله جنوبى لبنان. وقال فى بيان: «قصفت طائرات حربية مستودع أسلحة وعدة بنى تحتية تابعة لحزب الله فى كفركلا، كما قصفنا بالمدفعية مناطق شبعا وراشيا الفخار جنوبى لبنان«.
وأضاف: «متابعة للإنذارات التى تم تفعيلها فى منطقة الجليل الغربي، فقد تم إطلاق صاروخ اعتراضى على هدف جوى عبر لبنان، والحادث انتهي، لكن تم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض«.
كما سقطت فى منطقة مالكيا مسيّرة مفخخة قادمة من لبنان، من دون وقوع إصابات، حسب البيان الإسرائيلي.
وتأتى هذه التطورات بعد أن أعلن حزب الله قصفه مقر قيادة الفرقة 91 للجيش الإسرائيلى فى الجليل الأعلي، وإعلان الجيش عن إصابة جندى وضابط.
وقال «حزب الله» فى بيان: «شنّ مقاتلو المقاومة هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث فى ثكنة إييليت، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيهم عدداً من القتلى والجرحي«.
وأصدر الجيش الإسرائيلى بياناً جاء فيه: «نتيجة للهجوم بالمسيرات على (إييليت هاشاحر) أصيب ضابط وجندى وتم نقلهما إلى المستشفي«، وأوضح أنه تم «تحديد عدة أهداف جوية مشبوهة تعبر من لبنان وتم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاهها«.
ولفت إلى أن «خدمات الإطفاء الإسرائيلية تعمل حالياً على إخماد حريق اندلع فى المنطقة نتيجة الهجوم«.
وأطلق الاحتلال الإسرائيلى صفارات الإنذار فى نحو 10 بلدات شمال فلسطين المُحتلة، عقب تنفيذ منظومة القبة الحديدية عمليات اعتراض لعدة صواريخ انطلقت من لبنان.
وبحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، فإن شخصين أصيبا أحدهما فى حالة خطيرة؛ جراء سقوط صاروخ فى منطقة وادى الحولة، بينما اندلعت حرائق فى مناطق متفرقة فى اتجاه الجليل الأعلى والمستوطنات الأخري.
وذكر المجلس الإقليمى فى الجليل الأعلي، أن المناطق التى تم تفعيل صفارات الإنذار فيها هى كفر جلعادي، كفار يوفال، معيان باروخ، تل حاي، كريات شمونة، راموت نفتالي، ديشون، يفتاح، ملكيا، المركز الإقليمى مداخل الحرمون.
على صعيد متصل أصبحت تركيا واليابان أحدث الدول التى حذرت مواطنيها من البقاء فى لبنان، على وقع المخاوف من شن هجمات من حزب الله أو إيران على إسرائيل والتوقعات برد مضاد.
وتحث تركيا مواطنيها على مغادرة لبنان إذا لم يكونوا بحاجة إلى البقاء، بسبب احتمال تدهور الوضع الأمنى هناك بسرعة، كما تقول وزارة خارجيتها.
وأوضحت الوزارة فى بيان أن «الأتراك فى لبنان يجب أن يكونوا حذرين، وألا يذهبوا إلى محافظات النبطية وجنوب لبنان والبقاع وبعلبك الهرمل، ما لم يكن ذلك ضرورياً«.
كما أصدرت وزارة الخارجية اليابانية تنبيه سفر، حثت فيه مواطنيها فى لبنان على مغادرة البلاد فى ضوء التوترات المتصاعدة.