تتواصل الحرب فى غزة ليومها الـ152 مخلّفة أكثر من 30 ألف قتيل، فيما تتواصل المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
فقد أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلى المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 30631. وقالت الوزارة إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 10 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 97 شهيدا و123 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ومازال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات».
أفادت مصادر اعلامية بوصول جثامين 8 فلسطينيين وعدد من المصابين إلى مستشفى كمال عدوان بعد قصف إسرائيلى استهدف حيا سكنيا بمخيم جباليا شمالى القطاع فجر أمس. واستهدف الطيران الحربى الإسرائيلى منزلا يعود لعائلة الكيلانى شمال مدينة بيت لاهيا، الواقعة شمال جباليا، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة.
كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط غزة. وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلى بشكل مكثف مدينة خان يونس جنوب القطاع.
أفادت مصادر طبية بـ»استشهاد 8 مواطنين من بينهم نساء وأطفال وإصابة عدد آخر بعد قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة الفقعاوى فى محيط مستشفى غزة الأوروبى فى مدينة خان يونس».
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلى تدمير أكبر تابع لحركة «حماس» تم اكتشافه فى شمال غزة، والذى تم حفره من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضى الإسرائيلية.
أوضح بيان الجيش أن النفق كان له فروع متعددة وتم حفره من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضى الإسرائيلية، إلا أنه لم يعبر الطريق إلى داخل الأراضى الإسرائيلية. وأفاد الجيش بأنه انخرط طوال الأسابيع القليلة الماضية، فى دراسة وتفكيك النفق بعد اكتشافه فى 16 ديسمبر 2023.
على صعيد الأوضاع الانسانية، حذرت العديد من المنظمات الأممية من تردى الأوضاع فى قطاع غزة وقالت منظّمة الصحة العالمية ان عشرات الأطفال يموتون جوعا فى مشفيين شمالى القطاع جراء نقص الغذاء والوقود والأدوية.
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، إن الوكالة قامت بزيارتين اثنتين نهاية الأسبوع الماضى لمشفيى العودة وكمال عدوان «وكانت أولى الزيارات فى أكتوبر 2023 بالرغم من جهود المنظمة للوصول بشكل أكثر انتظاما إلى منطقة شمالى غزة». ولفت تيدروس فى منشور عبر منصة «إكس» إلى الأوضاع المروعة والفظيعة التى يعانى منها مشفى العودة، بالنظر إلى تدمير أبنيته.
أضاف أن مستشفى كمال عدوان هو الوحيد الذى يضم قسما للأطفال فى الجزء الشمالى من القطاع وهو مكتظ بالمرضى. وشدد على أن النقص الحاد فى الغذاء والدواء وانعدام الأمن الغذائى فى مناطق شمالى القطاع تسببت فى وفاة 10 أطفال.
إضافة إلى النقص الحاد فى الأغذية فى المستشفيين، حذّر تيدروس من أن انقطاع الكهرباء يشكل خطرا جديا على رعاية المرضى، لا سيما فى أقسام حساسة على غرار وحدتى العناية المركزة وحديثى الولادة.
قال إن البعثة سلمت كلا من المستشفيين فى نهاية الأسبوع 9500 ليتر من الوقود مع إمدادات طبية أساسية، مشددا على أن ما تم تسليمه يلبى «جزءا يسيرا من الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة».
وجدّد تيدروس دعوته إلى إسرائيل بضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وانتظام، مؤكدا أن المدنيين وخصوصا الأطفال والطواقم الطبية بحاجة إلى مساعدات معزّزة فورا». وخلص إلى أن «الدواء الأساسى لكل هؤلاء المرضى هو السلام النابع من وقف إطلاق النار».
كما حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازارينى من خطورة الأوضاع فى قطاع غزة.. مؤكداً أن 5٪ من سكان غزة إما قُتلوا أو جرحوا أو فقد أثرهم.
قال المفوض العام، خلال اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عمل وكالة «الأونروا»، إن معاناة السكان يستحيل وصفها بالشكل الملائم إذ يضطر الأطباء إلى بتر أطراف الأطفال المصابين بدون تخدير وينتشر الجوع فى كل مكان وتلوح فى الأفق المجاعة التى هى من صنع البشر. وأشار لازارينى إلى مقتل أكثر من 100 شخص قبل أيام أثناء سعيهم اليائس للحصول على الطعام فيما يموت أطفال لا يتعدى عمرهم بضعة أشهر بسبب سوء التغذية والجفاف.
قال: «يقشعر بدنى عندما أفكر فيما سيتم الكشف عنه من أهوال وقعت فى هذا الشريط الضيق من الأرض ما مصير نحو 300 ألف شخص معزولين فى الشمال انقطعت عنهم الإمدادات الإنسانية؟ كم من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض بأنحاء قطاع غزة؟ ما الذى سيحدث لنحو 17 ألف طفل أصبحوا يتامى، تم التخلى عنهم فى مكان تزداد خطورته وانعدام القانون فيه».
قال لازارينى: إن تفكيك الأونروا سيؤدى على المدى القصير إلى تقويض جهود الأمم المتحدة من أجل معالجة الأزمة الإنسانية فى غزة وتفاقم الأزمة فى الضفة الغربية، وحرمان أكثر من نصف مليون طفل من التعليم وتعميق الاستياء واليأس.
وشدد المفوض العام على ضرورة حل الأزمة المالية التى تواجهها الوكالة لتتمكن من مواصلة عملياتها المنقذة للحياة.
فى السياق ذاته، قالت منظمة الفاو ان 80٪ من سكان غزة يصنفون بأنهم فى وضع الكارثة والمجاعة بسبب الجوع. واشارت المنظمة الى ان 25٪ من سكان قطاع غزة فى مناطق الشمال والوسط فى وضع كارثى نتيجة انعدام الغذاء.
من جانبه، قال سليم عويس المتحدث الإقليمى باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، ان الأطفال فى غزة يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب. ولفت عويس الى عدم وصول المساعدات إلى الشمال يزيد من سوء الوضع الصحى للأطفال. وقال «نحتاج إلى تحرك دولى عاجل وما يجرى فى غزة اختبار للضمير الإنسانى» واشار الى ان ما يدخل من مساعدات قليل جدا بالمقارنة مع ما يحتاجه سكان غزة.