ما يحدث فى المنطقة، من أزمات وصراعات وتصعيد خطير، سواء فى قطاع غزة، أو الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، أو حالة الاشتباك عن بعد بين إسرائيل وأذرع طهران فى المنطقة سواء فى لبنان أو اليمن أو العراق أو جبهة سوريا المستهدفة دائماً بضربات صهيونية أو ما يحدث فى السودان من اقتتال ومخاوف على وطنهم، بالإضافة إلى وجود أزمات فى دول أخرى بالمنطقة.. كل ذلك يفرض علينا تبنى أكبر عملية بناء للوعي، والفهم لما يدور ويحدث من حولنا، وحالة الثبات والذكاء والحكمة وقراءة المشهد بعبقرية من جانب الدولة المصرية، وثوابتها ومواقفها الأكثر وضوحاً وتحديداً، والتزامها بالتوازن والحكمة، والتزامها الصارم بحماية أمنها القومى فقط، مع بذل الجهود السياسية والدبلوماسية، سعياً للتهدئة ووقف التصعيد الذى ينذر بحرب شاملة كما حذرت القاهرة مراراً وتكراراً وأن العالم فى غنى عن مزيد من الأزمات والصراعات وليس فى حاجة إلى مزيد من المعاناة والآلام، وهو ما أكده انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
الحقيقة أن القيادة السياسية المصرية تستحق التقدير والتحية، لرؤيتها الحكيمة، وجهودها المخلصة فى إطفاء الحرائق، ومحاولات التهدئة ووقف التصعيد وتتعامل مع هذه التحديات وفقاً لمبدأ ثابت لا يغيب عنها، هو حماية أمنها القومي، فقد قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم، أن يتبنى مبدأ الحكمة والتوازن، وألا يغامر بالوطن، أو يستجيب لمحاولات الجر والاستدراج، ووضع محددات للتحركات المصرية، تتمثل فى إطار واضح للأمن القومى المصري، وخطوط حمراء.. لم يجرؤ أحد على تجاوزها أو عبورها.. فالقوة والقدرة، التى لدينا لا يمكن أن تغرينا على الاطلاق للاندفاع والتهور، ولكن نؤمن أن هذه القوة والقدرة دائماً فى حاجة إلى الحكمة والتوازن وعبقرية إدارتها الرشيدة.. وهو ما جعل مصر أكثر دول العالم أمناً واستقراراً بل وملاذ الباحثين عن الأمن والفارين من ويلات وجحيم الخراب والدمار والصراعات والحرائق، والقتل.
الحقيقة أن حكمة القيادة السياسية المصرية، ورؤيتها فى تبنى التوازن مع كافة الأطراف، واستشرافها للمستقبل، وإرادتها وإصرارها على استكمال المشروع الوطنى لتحقيق التقدم حتى بلوغ أهدافه، مع بناء القوة والقدرة على مدار 10 سنوات، لحماية هذا المشروع العظيم الذى يدفع مصر إلى مصاف التقدم.
هذه الحكمة هى صمام الأمان للحماية والحفاظ على الوطن، فالرئيس السيسى لا يقدم أبداً على مغامرات أو التورط فى مواجهات لا تمس أمننا القومى حتى وإن كانت لها تداعياتها لكن هذه التداعيات تطال الجميع، ومع ذلك نسعى بوسائل أخرى سواء من خلال الدبلوماسية الرئاسية التى صنعت الفارق أو التحركات والوساطات المصرية الهادفة إلى وقف الصراع، والتهدئة، وتجنيب المنطقة والعالم المزيد من الأزمات والمعاناة والألم، لذلك نحن فى حاجة إلى الآتى:
أولاً: شرح طبيعة ما يحدث فى العالم والمنطقة من أزمات وصراعات وتداعيات علينا، وتفسير أسبابه واستشراف مستقبل هذا الصراع، وذلك يأتى فى إطار بناء الوعي، والفهم لكافة أطياف المجتمع حتى البسطاء وهو ما يتطلب حراكاً ونشاطاً فى هذا الاتجاه وبشكل موسع ليس فقط من خلال الإعلام، ولكن من خلال فعاليات مباشرة، ومن خلال رسائل على وسائل السوشيال ميديا تشرح الأوضاع بلغة سهلة وبسيطة وتربط الأحداث ببعضها البعض، وتشخص حالة المخاض التى يمر بها العالم من ظل نظام عالمى جديد يتشكل ويسعى للإعلان عن نفسه.. كذلك المواطن لابد أن يفهم أسباب هذا الصراع.
ثانياً: التركيز على أن يفهم المواطن تفوق القيادة السياسية فى اتخاذ الإجراءات، والمسارات والسياسات والمواقف، والثوابت لحماية مصر والحفاظ على أمنها القومي، ولماذا تتبنى مصر الحكمة والتوازن، ولماذا مصر فى منأى عن محاولات الاستدراج، وتفسيرات واضحة، لمواقفها فى قضايا وأزمات المنطقة وفى دول الجوار، وشرح كيف تمتلك القوة والقدرة، وكيف تحمى هذه القوة والقدرة لأنها طوق النجاة لعبور هذه التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، وأن هذه المواقف تحقق المصالح العليا المصرية، وتحمى وتحفظ الأمن القومى المصري، وتضمن لمشروع مصر الوطنى تحقيق التقدم والاكتمال.
مصر لديها ثوابت واضحة ومواقف محددة، على رأسها الحفاظ على أمنها القومى فقط، وتبذل جهوداً متواصلة من أجل التهدئة ووقف التصعيد وتتحدث مع كل أطراف الصراع من أجل تحقيق هذا الهدف وأن العالم ليس فى حاجة إلى مزيد من الصراعات والأزمات، بل وتحدثت مع طهران وتل أبيب من خلال اتصالات وزير خارجيتها لكن الثابت أن «مصر ــ السيسي» تعمل وفق رؤية من خلال التوازن والحكمة، وهى معنية أساساً بحماية أمنها القومي، وبالتهدئة ومحاولة إطفاء الحرائق ووقف التصعيد، وأيضاً الوقف الفورى لاطلاق النار فى قطاع غزة، رغم أن القضية الفلسطينية ليست على أجندة المتصارعين وتبقى مصر هى الدولة التى تعمل لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء.
تحيا مصر