واصل لليوم الثانى على التوالى المنتدى الحضرى العالمى الفعاليات وسط حضور مكثف للوفود المشاركة فى النسخة الثانية عشرة.. تضمنت الفعاليات جلسات متعددة منها مستقبل الاسكان العالمى والمعايير الحضرية للتنمية العمرانية بمشاركة شريف الشربينى وزير الإسكان.. وحوار رفيع المستوى حول المدن وأزمة المناخ بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وميشيال ملينار نائب المدير التنفيذى لبرنامج الامم المتحدة للموائل كما واصل كل من المتحف المصرى الكبير والقومى للحضارة استقبال ضيوف مصر المشاركين بالمنتدى واستمتعوا بمشاهدة الكنوز الأثرية المصرية من مختلف العصور.
مضاعفة الرقعة العمرانية
وزير الإسكان:
نستهدف الوصول إلى إنشاء مليون وحدة سكنية بحلول ٢٠٢٦
كتب ــ نسرين صادق وأحمد الداوى:
أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، أن الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أولت اهتماما خاصا بالتنمية العمرانية المتكاملة التى تعتمد على الاهتمام بالإنسان وتوفير كل مقومات الحياة الجيدة له.
وقال الوزير – فى كلمته خلال جلسة «مستقبل الإسكان العالمي» على هامش المنتدى الحضرى العالمي: إن مصر تشهد زيادة سكانية سنويا بمقدار من مليون إلى مليون ونصف نسمة وهو ما يضع مسئولية كبرى على عاتق وزارة الإسكان للإيفاء بسكن مناسب يتلاءم مع هذه الزيادة السنوية الضخمة ولذلك تم وضع خطة شاملة برعاية الرئيس السيسى منذ عام 2014؛ تهدف إلى إنشاء مليونى وحدة سكنية بحلول عام 2026 تتنوع ما بين سكن فاخر ومتوسط واجتماعي، لافتا إلى أنه تم بالفعل تشييد مليون ونصف المليون وحدة وجارى العمل للانتهاء من الـ 500 ألف وحدة المتبقية.
وأشار الشربينى إلى أن الوزارة تطلق مشاريع إسكان اجتماعى لمحدودى الدخل، وبرامج إسكان متوسط وفاخر، مع الحرص على توفير بيئة متكاملة من الخدمات والمرافق التى تلبى تطلعات المواطنين وتحسن من جودة حياتهم، وذلك جنبا إلى جنب مع الجهود المبذولة لتطوير المدن القائمة، وإعادة تأهيل المناطق العشوائية بما يسهم فى تحسين المشهد الحضرى والقضاء على مشكلات السكن غير الآمن.
وأضاف أن الوزارة تسعى – من خلال مدن الجيل الرابع والمدن الذكية – إلى تحقيق رؤية شاملة لزيادة الرقعة العمرانية المستدامة والتى تمت مضاعفتها إلى حوالى 14 ٪ ومن المستهدف الوصول بها إلى نحو 18 ٪ خلال الفترة المقبلة، حيث تساهم تلك المدن فى توفير فرص العمل وتحفيز النشاط الاقتصادى فى مختلف المناطق، إضافة إلى التركيز على تطوير شبكات البنية التحتية، بما فى ذلك شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، وتعزيز كفاءة محطات التحلية.
على جانب آخر بحث المهندس شريف الشربيني، من جهة أخرى مع حبيب هان، المدير التنفيذى لمؤسسة «Shelter AFRIQUE» التابعة لبنك التنمية الأفريقي، والمعنية بتمويل مشروعات الإسكان الميسر فى أفريقيا، والوفد المرافق تعزيز التعاون المشترك، بحضور الدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد الوزير للشئون الفنية، والسفير حسن الليثي، مستشار الوزارة للتعاون الدولي.
أكد وزير الإسكان، أن مصر جاهزة لتصدير الخبرات فى منظومة التشييد والبناء، وشركات المقاولات والمكاتب الاستشارية المصرية، ولديها من الخبرات والإمكانات والمعدات والكوادر البشرية، ورءوس الأموال، ما يؤهلها للمشاركة بقوة فى تنفيذ مختلف المشروعات التنموية والخدمية للأشقاء فى أفريقيا، مشيراً إلى أن مصر استطاعت توطين أغلب الصناعات المرتبطة بقطاع التشييد والبناء، وجاهزون للتصدير لأشقائنا فى الدول العربية والإفريقية.
ومن جانبه أشاد حبيب هان بما حققته الدولة المصرية من طفرة كبيرة فى مجال التنمية العمرانية، وخاصة فى تنفيذ الوحدات السكنية لمنخفضى الدخل، وتطوير المناطق غير الآمنة، معرباً عن استعداد مؤسسة تعزيز التعاون مع الدولة المصرية وشركات المقاولات المصرية، بتوفير التمويل اللازم لمشروعات الإسكان الميسر.
العدالة البيئية
د. ياسمين فؤاد:
التوسع فى المبادرات الناجحة باستخدام التكنولوجيا
كتبت – منى عبدالنعيم ورشا سعيد:
أكدت وزيرة البيئة ان تغير المناخ يعد تحديًا للمدن والمناطق الحضرية مع اتساع التنمية الحضرية، كما يتطلب مواجهته لضمان المرونة والتنمية المستدامة، موضحة ان المدن يمكن أن تعزز قدرتها على التكيف مع المناخ من خلال تعزيز إشراك أصحاب المصلحة وجمع جهود الحكومات المحلية والشركات والمجتمعات فى تنفيذ المشروعات التجريبية للحلول المبتكرة، و التوسع فى المبادرات الناجحة باستخدام تكنولوجيا تحليل البيانات فى صنع القرار وتأمين مصادر التمويل الوطنية والدولية.
جاء ذلك خلال مشاركتها فى الحوار رفيع المستوى حول المدن وأزمة المناخ.
شددت الدكتورة ياسمين فؤاد على أن مواجهة آثار المناخ على التنمية الحضرية يتطلب تحقيق العدالة البيئية من خلال عمليات شاملة لصنع القرار، تشترك فيها المجتمعات المهمشة وتقوم على أطر عمل حاكمة، إلى جانب اهمية الاستثمار فى الطاقة المتجددة، البنية التحتية الحضرية المرنة للتأثيرات المناخية، والإدارة الفعالة للمياه. مشيرة إلى دور زيادة الوعى المجتمعى وتعبئة الاستثمارات من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص فى خلق شعور بالمشاركة الحقيقية فى جهود المناخ، وتحقيق التكيف مع آثار تغير المناخ.
أكدت الوزيرة ان الاستراتيجية الوطنية المصرية بشأن تغير المناخ لعام 2050 كاطار عمل شامل تساهم فى دمج الاستدامة فى التنمية الحضرية، من خلال التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى مع تعزيز القدرة على التكيف مع الآثار المناخية، من خلال مبادرات تحسين كفاءة الطاقة، والتوسع فى النقل العام، وزيادة المساحات الخضراء. كما تؤكد الاستراتيجية على التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة لتعزيز البيئات الحضرية القابلة للتكيف، وتحقيق أهداف محددة مثل اعتماد كود وطنى للمبانى الخضراء وتطوير أنظمة جمع مياه الأمطار لتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
عرضت وزيرة البيئة تجربة مصر فى دمج ملف تغير المناخ فى المجتمعات العمرانية الجديدة، من خلال إعداد عدد من دراسات تقييم الأثر البيئى الاستراتيجى من منظور اجتماعى والاعتماد عليها فى تخطيط المدن العمرانية الجديدة، واعتماد الطاقة المتجددة ووسائل النقل الصديقة للبيئة مثل الأتوبيسات الكهربائية والدراجات، وتشجيع نظام الدراجات التشاركية فى المدن الجديدة.
محافظ القاهرة:
واجهنا العشوائيات بمجتمعات عمرانية جديدة
كتب ــ محمد موسى وأيمن رشدى:
أكد محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، أن المنتدى فرصة لتبادل الخبرات بين الدول والمدن فى مجال التطور الحضري، مستعرضا تجربة القضاء على المناطق العشوائية بالعاصمة والتى شكلت واحدة من التحديات الكبرى التى نجحت الدولة فيها حيث قدمت نموذجًا مميزًا فى مجال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات تم فيها تغيير حياة ما يقارب نصف مليون مواطن تم نقلهم إلى وحدات سكنية حضارية ومؤثثة بالكامل.
جاء ذلك خلال لقائه امس مايكل كو نائب المدير التنفيذى لمركز المدن القابلة للعيش ( CLC ) بسنغافورة والوفد المرافق له.
وأضاف محافظ القاهرة أن هناك تعاونا مع المجتمع المدنى لرفع مستوى الثقافى للمواطنين الذين تم نقلهم للمدن المطورة، مشيرا إلى حرص المحافظة على زيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء.
من جانبه.. أبدى مايكل كو نائب المدير التنفيذى لمركز المدن القابلة للعيش إعجابه بالتطور الحضرى فى القاهرة مثل وسائل النقل كالمترو والمونوريل، مشيراً إلى أن القاهرة واحدة من أكبر المدن فى العالم العربى والشرق الأوسط، موجها الدعوة لمحافظ القاهرة لحضور منتدى رؤساء البلديات التاسع لمنطقة المدن العالمية الذى سينعقد فى الفترة من 2 إلى 4 يونيو 2025 ، واجتماع منظمة المدن العالمية الذى سينعقد فى يونيو 2026.
على جانب آخر أصدر د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة تعليماته بالدفع بـ 30 اتوبيسا اضافيا صديقا للبيئة من اسطول هيئة النقل العام بالقاهرة ليصل حجم الاتوبيسات التى خصصتها المحافظة لخدمة ضيوف المنتدى إلى 130 اتوبيسا.
اشار المحافظ إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات داخل المنتدى لمتابعة الحاجات اللوجستية للضيوف، كما تقوم غرفة المتابعة الميدانية بالمحافظة بمتابعة انتظام العمل على مدار الساعة بالمحطات التسع التى حددتها هيئة النقل العام لانطلاق الاتوبيسات مباشرة منها إلى مقر انعقاد الفعاليات بدون توقف وبزمن تقاطر يصل إلى 10 دقائق فى أوقات الذروة.
جولة سياحية
وزير السياحة والآثار: المنتدى أظهر قدرات مصر فى سياحة المؤتمرات
المتحف المصرى الكبير والقومى للحضارة يستقبلان الضيوف
كتب ــ سامح رضا وندى حسن:
أكد شريف فتحى وزير السياحة والآثار أن استضافة مصر المنتدى الحضرى العالمى فى نسخته الـ12 تظهر قدرتها فى مجال سياحة المؤتمرات.
وكان المتحف المصرى الكبير قد استضاف إحدى فعاليات «أسبوع القاهرة الحضري» الذى نظمته محافظة القاهرة بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة للمجتمعات العمرانية فى مصر ومؤسسة المنتدى الدولى للفن التشكيلى من أجل التنمية، بهدف الاحتفال بالتنوع الثقافى لمدينة القاهرة باعتبارها أكبر مدينة حضرية فى إفريقيا والشرق الأوسط .
وقد شارك فى الفعالية أناكلوديا روسباخ المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
كما تم افتتاح مَعْرِض فني، أعقبه جولة فى المتحف، للمشاركين فى الفعالية.
من ناحية أخرى واصل المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط استقبال ضيوفه من الوزراء والمسئولين من دول العالم، حيث شهد على مدار الثلاثة أيام الماضية عدداً من الزيارات لمجموعات من الوفود الرسمية.
حيث استقبل المتحف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق له ومريم الكعبى سفيرة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.. كما استقبل المتحف عدداً من الوفود المشاركة فى الدورة 12 للمنتدى الحضرى العالمى منهم «نجا كور مينغ» وزير تنمية الحكم المحلى بماليزيا ونائبته، والدكتور «ريتشارد راسي» وزير الاستثمارات والتنمية الإقليمية والمعلوماتية بدولة سلوفاكيا، و»لينكا ميهاليكوفا» سفيرة دولة سلوفاكيا بالقاهرة، وشفر الدين كامبو وزير الإصلاح البيروقراطى وتنمية الموارد البشرية الإندونيسية السابق، ونائب قائد الشرطة الإندونيسية السابق، والوفود المرافقة لهم.
وكان فى استقبالهم الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، وقدم لهم نبذة عن المتحف وتاريخ بنائه والدور الثقافى والمجتمعى الذى يلعبه لرفع الوعى الأثرى والعلمى والسياحى للدارسين ولكافة فئات المجتمع، كما قدم الهدايا التذكارية لهم من المتحف.
وقد قامت الوفود بجولة داخل بالمتحف، شملت قاعات العرض المركزى والمومياوات الملكية ، تعرفوا خلالها على ما يضمه المتحف من مقتنيات أثرية فريدة تحكى تاريخ الحضارة المصرية العريقة على مر العصور.
كما استكملوا الزيارة بجولة داخل معامل الترميم والمعامل العلمية البحثية بالمتحف، تعرفوا خلالها على طريقة عمل كل قسم من أقسام هذه المعامل، وسُبل التعامل مع الأثر وطريقة حفظه إلى أن يتم عرضه داخل قاعات العرض.