أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى كلمتها التى ألقتها فى جلسة «إحياء المراكز الحضرية التاريخية من خلال تحقيق التوازن بين الحفاظ والتطوير» خلال مشاركتها فى الدورة الثانية عشرة من فعاليات المنتدى الحضرى العالمي، أن دمج المناخ وصون الطبيعة فى إعادة تأهيل المناطق الحضرية جزء من خطة مصر لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال مراعاة الجزء البيئى فى إعادة تأهيل المناطق القديمة، ومنها نموذج حديقة الفسطاط الذى اصبح موقعاً مميزاً يضم مناطق خضراء واسعة ومطاعم ومتنزهات بعد أن كان سابقا مقلبا كبيرا يضج بالمخلفات ويؤثر على حياة قاطنيه.
أوضحت وزيرة البيئة أن تجربة تطوير منطقة الفسطاط تضمنت عددا من الاعتبارات من خلال عملية فنية طويلة، وهى كيفية نقل المخلفات، وآليات اعادة تأهيل الأرض، وضمان أمان قاطنى المنطقة فى استخدام المكان مرة أخري، مشيرة إلى ان الفيديو التسجيلى الذى تم عرضه «من العشوائيات إلى الروعة ـ تحويل القاهرة التاريخية إلى وجهة سياحية عالمية المستوي» قدم نماذج كثيرة أخري.
أشارت د. ياسمين فؤاد إلى دور إشراك القطاع الخاص فى اعادة تأهيل المناطق المتضررة بيئيا ومنها تحويل مقلب السلام العشوائى الذى شهد العديد من حالات الحرق المكشوف للمخلفات، الى متنزه عام يعتمد على الطاقة الشمسية واستخدام الغاز الحيوى من المخلفات كجزء من الاستثمار بمشاركة القطاع الخاص.
لفتت لأهمية مراعاة البٌعد الاجتماعى فى اعادة تأهيل مختلف المناطق ومنها المقالب العشوائية، فإعادة التأهيل تهدف تقديم حياة كريمة للناس من خلال بيئة صحية وتحقيق البعد البيئي، لذا حرصت وزارة البيئة ان يكون البٌعد الاجتماعى جزءاً اصيلاً فى إعداد دراسات تقييم الأثر البيئى للأنشطة المختلفة، حيث يتم خلالها الاستماع لاحتياجات للمجتمعات المحلية.
تحدثت وزيرة البيئة ايضًا عن اهتمام وزارة البيئة باشراك المجتمعات المحلية فى عملية تطوير المحميات الطبيعية، باعتبارها شريكاً أساسياً فى عملية التطوير والصون، حيث من المقرر أن يعلن رئيس مجلس الوزراء نهاية هذا العام الانتهاء من تطوير قرية الغرقانة فى محمية نبق لتحسين الأوضاع المعيشية للمجتمع المحلى بها، والتى تم إشراك سكانها فى تصميم البيوت المطورة بالنظر إلى عاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم.
شددت على أن الطبيعة والإنسان والبيئة هم المكوّن الأساسى لحياتنا سواء قرية أو مدينة أو محمية طبيعية، مؤكدة أن هو الحكومة المصرية ملتزمة بتوفير حياة كريمة لمواطنيها.
يذكر أن هذه الجلسة ضمن فعاليات المنتدى الحضرى العالمى فى دورته الثانية عشرة بالقاهرة بمشاركة 30 ألف شخص من 180 دولة، والذى يعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية تحت شعار «كل شيء يبدأ محليًا – لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة»، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.