نظمت جمعية المنتدى الاستراتيجي بالتعاون مع الهيئة العامة لجمعيات الشبان المسيحية ندوة بعنوان سيناريوهات المستقبل العربي في ظل الارتباك الإستراتيجي بمقر الهيئة العامة لجمعيات الشبان المسيحية.
بدأ الدكتور علاء رزق الجلسة بتوجيه التحية والشكر للحضور والوقوف دقيقة حداد على روح فقيد الوطن اللواء جلال هريدي مؤسس سلاح الصاعقة المصري تقديرا لدوره الكبير في تحقيق إنجازات كثيرة من خلال هذا السلاح في محاربة العدوان .. كما هنأ الحضور بالعام الميلادي الجديد وعيد الميلاد المجيد وبداية شهر رجب.. وقال إننا لا نخشى شيئا على مصر لأن مصر في رباط إلى يوم الدين وأن التحديات التي تواجهها الدولة المصرية تحتاج منا جميعا الوقوف إلى جانب الدولة المصرية وتوافر الفكر المستنير والرؤية لمجابهة هذه التحديات.
وتحدث المهندس سامي أرميا مدير الهيئة العامة لجمعيات الشبان المسيحية عن مكانة مصر وذكرها في التوراة والإنجيل والقرآن .. وان هذا الذكر لم يأتي من فراغ ولا لأي دولة أخرى.. مما يؤكد أنه مهما زادت الأخطار والتحديات المحيطة بها فهي في حفظ الله بسبب وحدة النسيج الوطني وعبقرية الشعب المصري الذي يمثل حائط الصد ضد كل المؤامرات التي تحاك ضده .. وطالب الشعب المصري بالصبر والصمود والتحدي والتحلي بالحكمة لمواجهة الغطرسة وغياب الضمير العالمي والكيل بمكيالين في المشاكل الدولية.
وقال الدكتور على مبارك المستشار بالهيئة الوطنية للإعلام أن هناك عدة سيناريوهات للمستقبل العربي في ظل الارتباك الاستراتيجي .. وأن الشعب المصري بوعيه أدرك أن ما يحدث في دول الجوار يحتم عليه أن يكون أكثر التحاما ووقوفا خلف مؤسسات الدولة والجيش حماية لمقدرات الأرض والوطن.
بينما تحدث الخبير التنموي أشرف أنور والذي بدأ حديثه بالإشارة إلى وحدة نسيج شعب مصر منذ أيام مينا موحد القطرين . وقال إن الطباع المصرية من ثقة في النفس وحب الآخر واحترامه والعزة والتفاهم المتبادل مع النفس جعل تلك البلد على مدي عصور التاريخ تخلو تماما من أي حرب أهلية .. لأنها البلد الوحيدة التي يتزايد سكانها رغم الصعاب التي يمرون بها .. وأشار إلى تطابق الجينات المصرية لكل المصريين منذ أيام رمسيس الثاني حتى يومنا هذا.. وقال إن هناك من يبثون القلق والخوف لإحداث الارتباك بترويج الأكاذيب والشائعات.
وأكد على أن هناك الكثير من البرامج الإنمائية التي تحاول تمكين المرأة وتحقيق المساواة لها في الأجور والحصول على العمل كما أن هناك برامج للترويج للتجارة بين الدول حتى نقضي على الجوع وتحقيق معدلات لحياة أفضل للإنسان .. وتشجيع مبادرات التصنيع والمشاريع الصغيرة للإنتاج المحلى وفتح نوافذ للتصدير من أجل الوصول لهذا الهدف .. وقال إن التحكم في الحاضر يجنب الكثير من مخاطر المستقبل.
بدأ المؤرخ محمد الشافعي حديثه بتوضيح إن مصر كانت ومازالت مستهدفة إلى يوم الدين.. وتحدث عن مناعات ومميزات الشعب المصري الذي لا توجد عنده عرقيات أو عصبيات أو قبليات ولا مذهبية ولا طائفية.. وقال: ” أن هناك مجموعة أطماع تحرك المنطقة العربية أولها كانت أطماع الفرس التي طمست بنكبة البرامكة أيام الدولة العباسية.. واستمرت الأطماع قائمة حتى يومنا هذا .. الأطماع العثمانية التي استطاعت أن تكون إمبراطورية كبيرة تحالفت عليها أوروبا لكسرها .. لكن الأطماع في المنطقة العربية تحققت في الاستيلاء على لواء الإسكندرونة في سوريا والتوسع الآن في إدلب وحلب .. أما الأطماع الصهيونية. فتمثلت في رغبة أقوى دول العالم على إبعاد يهود العالم وإخراجهم من أوروبا وتهيئة الوطن البديل لهم في المنطقة العربية.. حتى تظل هذه المنطقة ضعيفة ومهزوزة وتظل دولة اليهود شوكة في ظهرها”.
وقال الدكتور على مبارك أن الارتباك الاستراتيجي يأتي من عدم اليقين وانعدام الرؤية وعدم تحديد الهدف وتواجد أطماع أمريكية في المنطقة والدور الإيراني والمصالح الاقتصادية للصين مع الدول العربية.. وأضاف أن السيناريوالإيجابي يجب توحد العرب والشعوب العربية على قلب رجل واحد في وجه الاستقطابات والمصالح الطاغية.. أما السيناريو الذي يجب أن نتخذ فيه خطوات لتحريك الأوضاع الإيجابية بدراسة تجارب الآخرين في العلاقات الاقتصادية والعمل على تصحيح العلاقات الاقتصادية بين الدول وحرية انتقال العمالة العربية والاستفادة من الشراكات العالمية .. وقيام الأجهزة الإعلامية بواجبها التنويري في صياغة صورة إعلامية تجمع لا تفرق .. والتنسيق لتعاون عربي عربي والبعد عن الاختلافات السياسية.
بينما تحدث الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان الأسبق وأكد على ضرورة الاهتمام بالزراعة والصناعات القائمة عليها لأن الزراعة تستطيع أن تجعلنا نأكل مما نزرع ونشرب مما نعصر ونلبس مما ننسج.. وهذه الحكمة هي الأساس لاقتصاد ناجح والدولة تستطيع الاستغناء عن الكثير مشاكل العملة الصعبة التي تستورد بها أساسيات الحياة لشعبها.
وتحدثت الدكتورة سامية أبو النصر مدير تحرير جريدة الأهرام عن ترتيب الدول الكبرى في الصناعة والاقتصاد وقالت إن من يملك الصناعة والتكنولوجيا هو من يستطيع أن يتقدم ويواجه كل سيناريوهات الارتباك والتبعية والتخلف.
وطالبت الحضور بضرورة نشر الوعي بكل أبعاد الموقف ومحاربة الشائعات وعملاء الداخل والطابور الخامس وكذلك الاهتمام بالبنية الأساسية للمواطن بالتعليم والتوعية وإعداده بالتدريب وإكسابه المهارات اللازمة حتى لا تكون هناك بطالة.
حضر الندوة عدد كبير من أعضاء مجلس إدارة المنتدى الاستراتيجي منهم د. صلاح عرفة ود. طارق وفيق و أحمد الجزيري وعدد من أعضاء المنتدى الإستراتيجي منهم إبراهيم أمين ومنال عبد الرحمن وفوقية سليمان وسهير حجازي ود. مسعد عويس وعدد كبير الإعلاميين منهم الإعلامية أمل أبو عرام ووجدي رزق.