المواجهات الصغيرة والمتكررة مع لاعب أو اثنين فى الفريق، قد يكون أمرا معتادا فى الأندية وسرعان ما تتحرك الإدارة أو حتى مجموعة المحيطين لتصحيح المسار وتحقيق السلام بين الجميع، ولكن الموضوع يدعو للقلق إذا ما ارتبط بالمنتخب الوطني، ويؤكد الحاجة السريعة والملحة لوقفة مع النفس ومحاسبتها وتعديل اتجاهاتها قبل الحديث مع الآخرين أو البحث عن مبررات وحجج.
وبصرف النظر عن موقف أحمد حجازى نجم منتخبنا الوطنى فى المعسكر الأخير للفراعنة، وهل اللاعب محق أم لا فيما جاء به من تصرف وقول، علينا التسليم أولا بحقيقة عدم جواز دخول الجهاز الفنى للمنتخب أو أى من أفراده فى مواجهة مع لاعب، مهما كان حجمه ودرجة الحاجة إليه فى قائمة المنتخب.. وأن حدوث هذه المواجهات من الأساس تعنى فقدان القدرة على السيطرة والتعامل مع كم النجوم المفترض بالفريق القومي.
من الطبيعى أن يتبرع أحد أعضاء الجهاز الفنى للدفاع عن المدير الفنى بحكم العضوية الدائمة له بالجهاز، واصطحابه معه فى كل فريق أو عمل داخل وخارج مصر، وربما يكون التبرع من أساسيات ومقومات العمل أحيانا، ولكن هذا الأمر مرفوض تماما وبكل السبل عند الوصول لمرتبة أو مكانة العمل بأجهزة المنتخبات الوطنية، وفيها يكون الولاء أولا وأخيرا للبلد ولا ينازعها فيه أحد سواء كان مدربا أو لاعبا.
أما عن حجازي، فلا مجال لتجاوز دوره داخل صفوف الفراعنة كلاعب دولى يخضع فى كل الأحوال لتقييم المدير الفني، فهو المسئول عن تحديد مدى الحاجة إليه وتوقيتها، وكم من نجم كبير لم يصبه دور اللعب للمنتخب رغم تألقه مع ناديه وفقا لرؤية الجهاز الفني، وآخر تذوق مرارة الابتعاد والخروج من الحسابات مثل محمد الننى على سبيل المثال، وفترات سابقة شهدت العجب العجاب، عندما اعتمد المنتخب بقيادة حسن شحاته على عناصر اعتادت الجلوس على دكة البدلاء مع فرقها، فى الوقت الذى ابتعد فيه الأساسيون عن قوائم الفراعنة لفترات طويلة وممتدة.. وغيرها من الحالات التى تؤكد ضرورة الانصياع لرؤية المدرب وعدم تجاوزه فى كل الأحوال.
دعونا نكمل تجربة التوأم مع المنتخب بكل مراحلها وعناصرها، ثم نجلس سويا لتقييمها فى نهاية الأمر، وبيان مدى نجاحه فى تحقيق المرجو منه، وسرد وبيان المقومات والمعوقات وبالتالى محاسبته على كل صغيرة وكبيرة تعلقت بالمهمة.