لم يكن لحديثنا عن الوضع السورى علاقة ببشار أو تأييدا له ولنظامه.. كان حديثنا عن كارثة حلت بسوريا فتحت الطريق ممهدا وسهلا أمام إسرائيل لتحقق ما عجزت عنه طيلة نصف قرن مضي.. فتقدمت إسرائيل منذ اللحظة التالية للفتح الكاذب لسوريا للمنطقة العازلة والسيطرة التامة على 235 كم.. واستهدفت الغارات الإسرائيلية 250 موقعا استراتيجيا ..
تم تدمير جميع أماكن المخابرات السورية والأمن الداخلي.. وكل الموانئ البحرية وجميع القطع البحرية..واستهداف المطارات العسكرية السورية كاملة وتدميرجميع الطائرات والمروحيات.. بالإضافة الى تفجير مستودعات ومقرات الأسلحة الكيماوية والصواريخ ومستودعات الأسلحة والذخيرة.. بالإضافة إلى تدمير دبابات ومصفحات الجيش السورى فى كل نواحى سوريا.. وتدمير منظومة الدفاع الجوى كاملة ..
إسرائيل كانت تحتل الجولان فجاء «الجولاني» يحقق لإسرائيل مالم تكن تحلم به فمنحها حق احتلال سوريا بالكامل وتدمير مقدراتها.. والحجة فى ذلك كما رددتها إسرائيل هى الخوف من وقوع الأسلحة فى أيدى الإرهابيين وخوفا على سلامة وأمن المواطن الإسرائيلي.. هكذا خدعونا وهكذا انخدع الكثيرون من الحالمين بثورة ظاهرها الخير وباطنها الاحتلال تلك الثورة التى قضت على دولة لها تاريخ يعجز الصهاينة عن بناء تاريخ مثله ..
اللعبة كانت أكبر مما يتخيل البعض.. وكان اللاعبون الأساسيون بها الذين قدموا سوريا على طبق من ذهب باتفاق مسبق باعوا به القضية كما باعها غيرهم من قبل مقابل قطعة من التورتة.. ولا ننسى الدواعش الذين لايظهرون فى مكان إلا وكان الخراب معهم.. الكل سيحصل على مقابل الخيانة وبيع القضية..
وبالفعل يتم تقسيم سوريا لتصبح أثرا بعد عين وأصبحت الفوضى هى عنوان المشهد الحالى بشوارع سوريا وأصبح السلاح يباع بالشوارع مع انتشار أعمال السرقة والنهب فى كل مكان من البنوك إلى المنازل فى مشهد يذكرنا بما حدث فى مصر أثناء مؤامرة الخراب العربى التى أحبطتها مصر .
الغريب أن هناك من يتحدث الآن بقوةعن بشار وينسى ما يحدث فى حالة أشبه بمن ينسى أنه انتقل من يد السجان إلى يد عشماوى الذى سينفذ فيه حكم الإعدام.. ياسادة نحن لاندافع عن بشار ولا نظامه الديكتاتورى ولا عن سجونه ومعتقلاته.. نحن نتحدث عن وطن احتلته إسرائيل ودمرت جيشه وأسلحته ومطاراته فى مشهد أقرب لنكسة 67.. نتحدث عن أرض أصبحت تحت الاحتلال المباشر وسيتم تقسيمها لتذهب مع الريح.. مع مباركة كبيرهم ترامب الذى أعلن تأييده الصريح والدعم المباشر والقوى لإسرائيل فيما تفعله..
كل ما مضى ليس مهما كما يرى البعض.. المهم أن الطاغية سقط وزال حكمه.. ومبارك لإسرائيل وعملائها احتلال سوريا والسيطرة على ثرواتها وبترولها وأراضيها ..وفى النهاية لن يبقى إلا مصر هى الدولة الباقية والمحفوظة بأمر ربها.. ولله الأمرـ من قبل ومن بعد .