جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمقر الاكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحمل الكثير من الرسائل المهمة التى ترتبط بالمكان وتحديداً من العاصمة الإدارية ايقونة الابداع فى البناء، والجمهورية الجديدة والزمان، حيث تدور رحى صراعات وتوترت وتهديدات اقليمية ودولية، تنذر بمخاطر وحرب شاملة تستوجب الجاهزية، وارسال رسائل حاسمة لكل محاولات العبث والمساس بأمن واستقرار المنطقة، ومحاولات العبث بأمن مصر القومي، أو مجرد التفكير من الاقتراب من أراضيها، فتلك خطوط حمراء مصرية.. زيارة الرئيس السيسى وتفقده للاكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية واطلاعه على سير العملية التعليمية والتأهيلية والتدريبية والإدارية التى تعكس الحرص على مواكبة العصر واعداد المقاتل القادر على مجابهة كافة التحديات، بما يليق بأقوى جيوش المنطقة وأحد الأقوى فى العالم، وبأكبر عملية تطوير وتحديث فى تاريخ الجيش المصرى العظيم طبقاً لرؤية الرئيس السيسى واستشرافه لمتطلبات هذا العصر من حتمية امتلاك القوة والقدرة والردع وبما يتسق مع ما يدور فى العالم والمنطقة من صراعات طاحنة واطماع واستقطاب ومؤامرات ومخططات وابتزاز والارتكاز مع امتلاك القوة والقدرة على الحكمة والصبر والاتزان الاستراتيجى فالقوة والقدرة المصرية رشيدة، حكيمة، عاقلة، غير متهورة أو مندفعة، تدافع وتحمى وتصون، ولا تهاجم ولا تعتدى جل أهدافها حماية الأمن القومي، وفرض السيادة المصرية فى البر والبحر والجو وتأمين وصون المشروع الوطنى المصرى لتحقيق التقدم.
الحقيقة ان المنطقة تعيش على فوهات بركان أى خطأ قد يكلف الجميع فى الاقليم والعالم ثمناً فادحاً لذلك مصر منذ اللحظة الأولى حذرت من خطورة التصعيد واتساع رقعة الصراع خشية الانزلاق إلى أتون حرب شاملة، أو تتحول المنطقة إلى ساحة لحرب عالمية تتطاحن فيها المصالح والصراعات، وأعلنت مصر موقفها بوضوح، وثوابتها بشكل محدد وثابت.
مصر دولة سلام لا تريد الحرب لكنها لن تسمح بتجاوز ثوابتها وخطوطها الحمراء أو المساس بأمنها القومى .
مصر التى تبذل جهوداً متواصلة من أجل الوساطة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية وتحاول بكل صدق وشرف انقاذ الفلسطينيين بل انقاذ العالم والمنطقة لديها رؤية متكاملة لحل الصراع فى الشرق الأوسط والذى لن يتحقق بمزيد من التصعيد والعنف واستخدام الحلول العسكرية ولكن من خلال حل الدولتين باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وطرحت فى قمة القاهرة للسلام الكثير من الحلول أبرزها حل الدولتين وضرورة وقف التصعيد والتهدئة ورفض العقاب الجماعى والاستجابة لنداء السلام والتعايش المشترك من خلال حل الدولتين.
مصر تحاول منع المنطقة من الانزلاق فى حرب شاملة من خلال العمل على وقف التصعيد وتقديم الرؤى من أجل الوساطة لاقناع الطرفين من أجل التجاوب للوصول إلى وقف اطلاق النار، فى محاولة حادة لمنع ووقف الهجوم الإسرائيلى البرى على رفح الفلسطينية وهو ما حذرت منه مصر ليس فقط لانه سيؤدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية لكن أيضاً إلى نذر حرب شاملة فى المنطقة وتقويض السلام القديم واجهاض محاولات ترسيخ السلام فى المنطقة لذلك أقول ان الساعات القادمة خطيرة للغاية وليس هناك طرف شريف ومدرك بخطورة هذا الوضع سوى مصر فرغم قوتها وقدرتها وعلمها بنقاط ضعف وقوة الاخرين وجاهزيتها الا انها دولة سلام وبناء وتنمية لعل الرسالة تكون وصلت للجميع.