ومع احتفال رجال الشرطة بعيدهم الذى يصادف الخامس والعشرين من شهر يناير من كل عام.. وهو ذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952 عندما وقف رجال الشرطة فى الإسماعيلية يرفضون تسليم اسلحتهم فى مبنى المحافظة لقوات الاحتلال الانجليزى ودافعوا عن شرفهم وكرامتهم ودخلوا فى مواجهة استشهد فيها خمسون رجلا من رجال الشرطة المصرية.. نقول قبل أيام من هذه الذكرى المشرفة فإن المقدم كريم ياسين من رجال الشرطة المصرية خرج مع زملائه لمداهمة بؤرة إجرامية بساحل سليم فى محافظة أسيوط وجرى تبادل لإطلاق النار مع الخارجين عن القانون واستشهد المقدم كريم بعد ضبط كميات من المخدرات والاسلحة.. وعادت القوة الامنية وعاد معها كريم يحملونه فوق أعناقهم بطلا وشهيدا اخر فى سلسلة تضحيات رجال الشرطة التى لا تتوقف والتى لولاها ما كان هناك امن ولا استقرار ولا حتى وطن.
وفى الفيوم مسقط رأس المقدم كريم فإن الذين شاركوا فى الجنازة العسكرية المهيبة والضخمة كانوا لا يبكون الشهيد، كانوا يبكون وهم يتابعون خطوات ابنائه الثلاثة الصغار الذين كانوا فى مقدمة الجنازة.. كانوا رجالا اتوا لوداع البطل الذى لن يعود إليهم مرة اخري.. كانوا وسيظلون فى القلب والعقل دائما.. ابناء الشهداء فوق رؤوسنا جميعا.. ابناء الشهداء فى رعاية مصر.. وابناء الابطال سيواصلون مشوار البطولة والتضحيات.
>>>
وإذا كان كريم ياسين هو أحد الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءا للوطن فإننا وفى عيد الشرطة نقدم التحية.. كل التحية للرجال.. الرجال الذين هم الضمان لأمن واستقرار الوطن.. الرجال الذين يقفون حائلا ومانعا امام انتشار الجريمة والفوضي، الرجال الذين يخرجون من منازلهم فى الصباح وهم على قناعة ويقين بأنهم قد لا يعودون فى المساء لأنهم فى مواجهة دائمة مع تجار للشر يتربصون بنا ويهددون حياتنا.
وحين نكتب عن الشرطة فى عيدها.. نكتب عن ابنائنا.. عن خيرة شباب هذا الوطن ورجالاته.. عن الذين يتحملون المسئولية فى كل الاوقات.. عن رجال عندما افتقدنا إلى وجودهم فى اعقاب احداث 25 يناير 2011 فإننا أدركنا وعرفنا واستوعبنا قيمتهم جيدا.. وكنا نتطلع إلى عودتهم بفارغ الصبر.. تحية لهم فى عيدهم.. عيدهم وعيدنا وعيد كل مصرى غيور على بلاده.
>>>
واكتب لكم عن الفوضى الحقيقية.. اكتب لكم عن مهزلة على مواقع التواصل الاجتماعي.. اكتب لكم عن شريط فيديو مصور فى إحدى النقابات لتجمع من اشخاص اختلفوا مع مسئول يقدم خدمات لهم.. وحاصروه باحتجاجاتهم وقاموا بتصويره وبث الفيديو وهم يوجهون إليه اسوأ الالفاظ ويطاردونه بالهتاف «الحرامى أهووه»..!
وهؤلاء المرضى الذين قاموا بذلك.. هؤلاء غير الآدميين الذين قاموا بتصويره وإذاعة ونشر الفيديو.. ألم تأخذهم بالرجل شفقة أو رحمة.. الم يدركون ان لهذا الرجل اسرة وابناء وجيران واصدقاء.. الم تتحرك ضمائرهم لاستيعاب حجم الضرر الذى ألحقوه بالرجل الذى نالته اتهاماتهم بدون دليل.. وهل هذه استكون طريقة التعامل مع كل مسئول يتصدى ويعمل لخدمة الآخرين.. هل وصلنا إلى هذا الدرك فى الانتقام والعقاب..! هذه حقا مهزلة.. وهذا أبشع انتقام.. انه اغتيال معنوى لا يقل ضراوة او أثرا عن جرائم الشروع فى القتل..!
>>>
وعلى السوشيال ميديا تابعت أيضا مرافعة لطبيبة كفر الدوار وسام شعيب التى اتهمت بالعديد من الاتهامات بسبب فيديو على موقعها الالكترونى تحدثت فيه عن وقائع تتعلق بمجال عملها.
وبعيدا عن تناول الاتهامات او التعليق عليها.. وبعيدا ايضا عن التحقيقات وما دار فيها فإن حديث الطبيبة فى دفاعها عن نفسها كان درسا بليغا فى قوة الشخصية وفى الاقناع.. كانت افضل من عشرات المحامين فى سرد الوقائع والاتهامات وتفنيدها.. كانت انعكاسا وتجسيدا لإرادة قوية.. ولسيدة من طراز مختلف.. لم تكن مجرد طبيبة.. كانت نقيبا للمحامين.
>>>
ونذهب إلى خارج الحدود.. ونعيش أيام ترامب.. الرجل الذى دخل البيت الابيض وهو يرقص.. فرقصة الرئيس الامريكى دونالد ترامب اصبحت «تريند» فى العالم.. والشباب يقومون بتقليدها.. والناس تتابع الرئيس الذى يصدر اصعب القرارات وهو يرقص.. الرئيس الذى استقبل محاولات اغتياله وهو يرقص.. الرئيس الذى يريد أن يحكم العالم كله وان يخضعه لمصلحة الولايات المتحدة الامريكية.. الرئيس الذى سيجعل العالم كله يرقص ولكنه من الخوف والقلق من قراراته وسياساته القادمة..!
>>>
واطلقنا صاروخا اخر عابرا للقارات.. اطلقنا اللاعب عمر مرموش ليقتحم كرة القدم العالمية من اوسع أبوابها فى الدورى الانجليزى الذى يتابعه العالم كله.. اطلقنا مرموش الولد الشقى الذى سيكون مرافقا للأسطورة فخر العرب فى بريطانيا محمد صلاح.. اطلقنا مرموش سفيرا اخر فوق العادة لشباب مصر وقدرات مصر وإذا كانت جماهير الكرة الانجليزية قد غنت للملك صلاح فإنها ستجد ان ولى العهد الامير مرموش قد يستحق اكثر من اغنية.. انه القصة الجديدة التى لم تبدأ فصولها بعد.
>>>
وآه يا عبدالباسط يا حمودة.. لو غنيت مئة أغنية فإن هناك اغنية واحدة التى ستبقى وهى التى ضربت على الوتر الحساس.. «أنا مش عارفني، انا تهت مني، انا مش انا، لا دى ملامحى ولا شكلى شكلى ولا ده انا، ابص لروحى فجأة لقيتني.. لقيتنى كبرت فجأة كبرت، تعبت من المفاجأة ونزلت دمعتي، قوليلى ايه يا مرايتي، قوليلى ايه حكايتي.. تكونش دى نهايتى واخر قصتي».
ويا عبدالباسط.. حرام عليك.. بتفكرنا ليه.. كفانا اننا كل يوم نسمع عن زميل او صديق انتقل إلى رحمة الله او يصارع المرض..! يا عبدالباسط دمعتنا لا تتوقف.. والمراية بتقول كل شيء.. تكونش دى نهايتى واخر قصتي.. وآه يا عبدالباسط آه.. العمر مجرد لحظة.