من عايش قوما أصبح أدرى الناس بحقيقتهم.. وأقدرهم على تأويل منهجهم .. ومهما حاول المفسرون وضع معادلات استنتاجية لسلوكيات جماعة الإخوان الإرهابية فإن أصدق النتائج تجدها عند من خالطوهم زمنا طويلا فى الفكر لدرجة أنهم كانوا يقرأون ما يدور بأذهانهم بمجرد النظر إلى عيونهم .. خبير دراسات الإسلام السياسى والفقيه القانونى المحامى والمفكر مختار نوح العائد إلى الحق كما يصفه البعض والناجى من مصير العنف كما يصفه البعض الآخر .. شرح فى حواره لـ «الجمهورية» عقلية الإخوان من الداخل وأنهم مصابون بالغرور .. متناولا تجنيدهم بعض الإعلاميين فى العمل الجاسوسى .. معلنا أن الإخوان تنظيم الرأى الأوحد وهو المرشد .. مشيرا إلى أن لائحة تنظيم العمل داخل الإخوان لا تحمل معنى العدالة..شارحا سر عداوة وكراهية الإخوان للنائب العام الأسبق المستشار عبد المجيد محمود .. مبينا أن أمريكا اعترضت على اختيار الشاطر للترشح للرئاسة بعدما قام بتجهيز معاونيه .. قضايا وأسرار فتح خزائنها المفكر مختار نوح مع الجمهورية.
> بعد كل هذا العمر.. كيف تصف جماعة الإخوان حاليا داخل وخارج مصر؟
>>الإخوان كانت جماعة لها شكل براق وحقيقتهم مخزية فهم كثيرو الاغترار بالنفس مما أدى بهم إلى السقوط فتمزقوا فئات وشيعا وأحزابا متصارعين على المال، ثم تفرقوا فى الشتات واجتمعوا على التفنن فى خيانة الوطن، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم أو أغلب الذين يعيشون خارج مصر يعيشون حالة خيانة عظمى بكل ما فيها للأسف الشديد، فلن أبالغ بأن إنجلترا لم تجد جنودا لخدمتها أكثر ما وجدت من جنود الإخوان، لدرجة أننا قمنا بحصر القنوات الرسمية والفضائية والقنوات الموجودة على السوشيال ميديا والصحفيين العاملين وجدنا أكثر من ثلاثين قناة جميعهم يعملون فى هذا المجال، وأكثر من 60 صحفياً يعملون فى مجال الجاسوسية بحجة نقل الأخبار لكنها الخيانة العظمى وهذا حالهم خارج مصر.
> هل كان للإخوان خطة أثناء حكم مصر؟
>>طوال حكمهم لم توجد لديهم خطة فقد كانوا يعملون بعشوائية، وقبل أن أترك الإخوان كلفنى المرشد العام بإعداد حزب، ووجدتهم يهتمون بالخداع اللفظى أكثر من المضمون، وهو ما يمكن تسميته شعارات براقة، وكنت كلما كتبت شعارا واقعيا استبدلوه بشعار براق، حتى أننى فى 2004 أدليت بتصريح صحفى بأن جماعة الإخوان سوف تسقط خلال 10 أعوام، وتم نشر هذا التصريح وقلت إنهم لا يتحملون معنى الديمقراطية، ولكنهم يُحَّمِلُوَنَ أنفسهم ما لا يطيقون، وكانت هذه هى بداية مغادرتى الإخوان، ولا أخفى سرا أن برامج الاحزاب التى أقيمت كلها صورية وشكلية، لأن لائحة تنظيم العمل داخل الإخوان لا تحمل معنى العدالة، وليس فيها محكمة ولا إلغاء قانون إدارى ولاإنصاف من المرشد ولا من مكتب الإرشاد وليس فيها شيء يذكر إلا البركات الداخلية السرية، وهى بركات مرشد التنظيم الخاص، لذلك فإن الجماعة ليس لديها فكرة الدولة أصلا، لأنها لم تستعد لفكرة الدولة، مثل مشكلة سد النهضة، وأعرف كيف كانت تفكر الجماعة فى سد إثيوبيا فلم يكن عندهم فكرة ولا دراية ولا خبير سدود يستطيع التحدث أو يرد أو يَفهم أو يُفْحم خصمه بدليل مادى فى يديه، وهذا إن دل فإنما يدل على جهلهم وتخبطهم، فلم يكن لديهم أستاذ متخصص فى السدود رغم وجود أساتذة كثر فى الجامعات المصرية وساعتها وافقوا على حدود الاجتماع، وللأسف استعانوا برامى لكح وآخرين، رغم أنهم لا علاقة لهم بالسدود ولا بغير السدود.
> ما سر العداوة بين الاخوان والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام اثناء حكمهم؟
>>عداوة الإخوان للنائب العام حينها كان سببها قضية «سلسبيل» التى كان متهما فيها خيرت الشاطر وحسن مالك، حيث كان بعض نظام المستشار عبد المجيد محمود حاسما حازما حازقا، فى حين أن الدولة وقتها كانت تغازل الإخوان، حيث كان الرئيس مبارك يتحدث مع الإخوان خلف خطوط القضاء ويغازلهم ويضيق عليهم أحيانا من أجل المساومة ويستفيد منهم ليدعم نظام حكمه، كذلك كان الرئيس السادات حريصا كل الحرص على الاستفادة من الإخوان قدر الإمكان، لمواجهة الناصريين والاشتراكيين، بينما كان المستشار عبد المجيد محمود رافضا التعامل مع الإخوان مطلقا، كما رفض تغيير اللوائح مطلقا رغم أن الأبواب الخلفية كانت متاحة للإخوان، إلا أن القضاء كان بمنأى عن هذا، وكان يغلق الابواب أمامهم دائما، وكان عبد المجيد محمود قائما بدوره فى التحقيق كما كان يقوم بدور وكيل النيابة والمحامى العام وقاضى التحقيق، وكان يُصْدِرُ أوامره بالحبس، ومن هنا نشأت عداوة بين الإخوان والمستشار محمود، وأنا كنت شاهدا على هذه العداوة حيث إنها كانت عداوة شخصية، وليست موضوعية فبعدما نجح مرسى استعد الاخوان فى أول قرار لهم بفصل المستشار عبد المجيد محمود وهذه كانت أول معركة خاسرة، الغريب أنهم استبدلوا المستشار عبد المجيد محمود بنائب عام ضعيف قليل الخبرة فسقطت منه المدة القانونية لقضية نقض كانت مهمة بالنسبة لهم وهى المعروفة إعلاميا بموقعة الجمل مما ساهم فى تحصين الحكم القضائي.
> هل كان مرسى يصلح لحكم مصر؟
>>مطلقا.. ومرسى كان يعلم ذلك وهو أصلا لم يكن معينا لرئاسة الجمهورية، لكن كانت الجهود كلها متجهة إلى خيرت الشاطر الذى لم يحصل على الأصوات التى تؤهله من مجلس الشورى العام للجنة التأسيسية، حيث قاموا بتأجيل الانتخابات وضموا إلى اللجنة أفرادا آخرين واقنعوهم بالتصويت لكى يحصل خيرت الشاطر على أعلى الأصوات التى تؤهله للترشح للرئاسة، وكان خيرت الشاطر جاهزًا ومنتظر لهذه المهمة، وبدأ فعليا فى إعداد الأفراد الذين سوف يستعين بهم ليساعدوه، والذين سيختارهم فى التشكيل الوزارى بعد توليه الرئاسة، ويبدو أن العلاقة كانت بين الإخوان وأمريكا قد تعمقت ووصلت درجة السمع والطاعة، وتحولت العلاقة إلى تبعية مطلقة، وكانت اعترافات الإخوان تُقِّرُ بذلك، حيث كانت أمريكا تقدم للإخوان الوعود وإن كانت لم تقدم لهم دعما ماديا حقيقيا، لكن كانت تعطيهم النصائح غير المدروسة على غرار نظام أفغانستان، ومنهاعلى سبيل المثال:أفعل وستنتصر وإحنا وراك، إلا فى مسألة خيرت الشاطر، عارضت أمريكا ترشح الشاطر، حيث قالوا: إن الشاطر لا يصلح للحكم، وعندما سألوهم لماذا؟ قالوا: ليست لديه رؤية، كما أنه لم يُرَّبى فى أمريكا، وكان إصرار أمريكا على ترشح مرسى حيث رضخ الإخوان لرغبة أمريكا، رغم رغبة مكتب الارشاد الشديدة فى ترشيح الشاطر، لأنه سيقوم بمهام اقتصادية، ورفضت أمريكا واختارت مرسي، و الجماعة كانت تتعامل معه ويدعمونه بالقرار كأنه «تلميذ صغير» يُنَّفِذ ما يقال له بالأمر، حيث كانوا يُمْلون عليه القرارات ويقولون له،اخرج اعمل كذا وقل كذا ولاتقل كذا، حتى أنهم كانوا يرسمون له خريطة البيانات التى يُلْقِيها أمام الشعب، لدرجة أنهم قاموا بزرع جواسيس عليه داخل القصر كانوا ينقلون الأحاديث الخاصة عنه إلى مكتب الارشاد
> هل اقترح مرسى فكرة التفاوض مع الدولة أثناء توليه الرئاسة؟
>> لا .. بل طرح فكرة مراجعة النفس وهو داخل السجن، وأثناء جلسات المحاكمة بعدما شهدت الجلسات سخونة وكان القاضى محمد شيرين فهمى وهو قاض معروف عنه الشدة والصرامة وهو الذى تدرج فى القضايا كنوع من أنواع التحقيق بهدف إحداث سقوط نفسى لدى المتهم، حتى وصل بمرسى إلى الجلسات الحاسمة المسجلة والمكالمات التى كان لا يعرف فحواها إلا الله سبحانه وتعالي، ثم قاضى التحقيق الذى استمع لهذه المكالمات خاصة قبل الجلسات، واعتقد أن هذه الجلسات كانت حاسمة والذى كان يعرف تفاصيلها هو مرسى وحده.
> هل كانت حركة الإخوان حركة سياسية؟
>>كلنا استقبلناها فى البداية على أنها حركة دعوية شاملة تفهم الإسلام فهما شموليا، لكن مع الوقت تبين لنا ان الاهتمام السياسى أو أن الوجه السياسى هو الوجه الخفى فى كل التصرفات ولما سألنا عن النقابات وعن البرلمانات قيل لنا لكى تساعد الدعوة، لكننا اكتشفنا أنها فى غاية الكذب، وبخاصة لما عَلِمْتُ من الرئيس حسنى مبارك شخصيا بعض الرسائل التى كان يوجهها إلى الإخوان فبعضها كان يتم توجيهها من خلالى عن طريق الدكتور زكريا عزمى الذى ابلغنى ثلاث رسائل لإبلاغها للإخوان، وعندما قام بعض أعضاء الإرشاد بنشر معلومات عن علاقتهم بالرئيس مبارك فى جريدة خارجية غضب الرئيس مبارك، وأنا اعتقد أن مبارك كان يَوَّدُ ألا يَعرف أحد بهذه العلاقة الوثيقة التى كانت بينه وبين الإخوان، إنما الكل كان يعلم أن العلاقة كانت علاقة سياسية فمن هنا انقلب الفهم لدى أعضاء الإخوان والشباب، بأن هذه العلاقةهى علاقة سياسية وأن الاهداف سياسية مما دفعنى أن اقاطع لقاء سعدالدين إبراهيم عند لقائه بالإخوان بعد خروجى من السجن عام 2004.
> هل صحيح أن محمود عزت وخيرت الشاطر ومصطفى مشهور انقلبوا على عمر التلمساني؟
>> طبعا لأنهم كانوا رافضين عمر التلمسانى قلبا وقالبا لأنه كان ملتزما بالوعد مع السادات فى عدم تقريب التنظيم الخاص من إدارة الجماعة، وللعلم مصطفى مشهور كان يدير الجماعة وهو فى الخارج، وبدأ عمر التلمسانى ينفرد بإدارة الجماعة من جديد، فحدث الخلاف، ومن هنا بدأ كل من عزت والشاطر يخططان لقلب عمر التلمسانى نفسه واستبدال القادة السياسيين بآخرين من عندهم فكانت القضية 112 لسنة 83 المعروفة بقضية التنظيم السرى للإخوان وهى أول قضية تفضح خطط التنظيم السرى ضد التلمساني، عِلْمَا بأن عمر التلمسانى عاقبهم بعد ذلك وابعدهم وانتهى العقاب بوفاته وأعتقد أن من جاء بعد التلمسانى لم يكن قويا مثل عمر التلمسانى لان قبضته كانت رخوة حيث سمح لمصطفى مشهور بقيادة الجماعة مرة أخري، فمشهور كان الأصل، وحامد ابو النصر كان هو الشكل لأنه كان مريضا، إضافة إلى ضعف بصره وسمعه مما جعل مشهور يسيطر على زمام الأمور، وهذا ساهم فى تمكين محمود عزت وخيرت الشاطر فعليا كما مَكَّنِ لخيرت الشاطر ماليا بنسبة 100 ٪.
> ماهو النشاط السياسى الخاص بالإخوان المسلمين؟
>>الإخوان المسلمين بدأوا نشاطهم دعوى ثم انتقلوا إلى السياسة التى بنوا عليها الغلاف المغرى الذى كان يُسْتَخدم فى كل المناسبات، وكان فيه أثر المناخ الدينى الذى أنشأه الرئيس السادات حينما أقام مناخا دينيا استغل فيه جماهيرية الشيخ الشعراوى بهدف إيقاظ مشاعر الجماهير، لذلك كثرت الجماعات فى ذلك الوقت حتى وصلت إلى 350 جماعة فى عهده، وقد أسهم هذا المناخ فى قدرة الإخوان على استجلاب مشاعر الناس واستقطاب طلبة الجامعات.
> لماذا ترك الإخوان نشاطهم الاجتماعى ونهجوا طريق السياسة؟
>>النشاط الاجتماعى كان لدعم النشاط السياسى مثل شنطة رمضان وتوزيع خروف العيد أو لحمة العيد والزيت والسكرخاصة اثناء الازمات، حيث كان يتم توزيعها من خلال الجمعيات الأهلية التى كانت لا تعد ولا تُحصى وكانت تستخدم لجلب الأصوات من هنا وهناك.
> كيف كانت مصار التمويل الخارجى تصل الجماعة الإخوان الإرهابية؟
>>نعم المصادر كانت كثيرة وإن كانت غير معروفة وعلمها عند ربي، أما التمويل الداخلى فسهل حيث كان يتم تحويل هذه الأموال إلى أفراد ثم تحول بعد ذلك كغسيل أموال ليتحول هؤلاء الأفراد إلى أغنياء، كما كان هناك مشروعات دينية كثيرة تحولت وأقيمت بهذه الطريقة واعتقد أن قضايا توظيف الأموال كانت ثلاثة أرباع القائمة على هذا الشكل، وكانت من جملة المصادر المالية الكبيرة عند نجوم المجتمع من شيوخ السلفية.
> ما هى أهم جرائم الإخوان بعد توليهم الحكم فى رأيك؟
>>جريمتهم الكبرى هى خيانة الوطن ومحاولة تغيير هويته وأخونته، ومحاولة تدمير المؤسسات الوطنية لكن بجانب ذلك أهم جرائمهم جريمة اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات والتى كانت أكبر جريمة كتبوها حيث اعتدوا على النائب العام لاتخاذه قرارا مهما، وهذا هو شأنهم الانتقام لأنفسهم من أصحاب القرارات والشخصيات المهمة أمثال الدكتور على جمعة لأنه كان قويا فى قراراته بغض النظر عن أن هذه القرارات كانت صوابا أم خطأ إلا أنه كان عالما مجتهدا قويا والاخوان يكرهون هؤلاء، وكذلك كان المستشار هشام بركات نائبا عاما قويا، وعبد المجيد محمود كان نائبا عاما قويا وكان لابد من قتله ولو معنويا، مثل أى شخص يقف أمامهم، أما الضعفاء فيسهل شراؤهم بالمناصب واعتقد أن أى خلاف فى حكم الإخوان كان يتم احتواؤها بالمناصب وانا اعرف لصوصا وأعرف رجال أعمال محكوم عليهم فى أكثر من 120 قضية شيكات بدون رصيد، وأعرف لصوصا وخونة كما وصفهم الإخوان أنفسهم حيث كانوا يقولون هذا الشخص فاسد وهؤلاء تم شراؤهم بدخولهم البرلمان، وكان لدى الإخوان مشكلة أخرى كبرى هى مشكلة المسيحيين، وكانوا يعتبرونهم غير مواطنين بل كانوا يعتبرونهم من أهل الجزية وهذه حقيقة صرح بها القيادى الاخوانى الخطيب فى مجلة الدعوة سنة 1978 ولامهم على ذلك عمر التلمسانى فى ذلك الوقت وقال له حرفيا: ما فيش حاجه اسمها اذا هدمت الكنائس لا تُبني، وحصلت خناقة وأنا حضرتها شخصيا، وقد اختار الإخوان البروتستانتى رفيق حبيب لكنهم بحثوا عن شخص آخر لأن البروتستانت لا يمثلون المسيحيةفى مصر لأن الكاثوليك هم الذين يمثلون المسيحيين فاضطروا للبحث عن شخص مسيحى آخر اسمه رامى لكح رجل الأعمال المعروف، ولكنه كان متهما فى قضايا نصب وشيكات بدون رصيد فوجدوا من ينهى له هذه القضايا وتم ضم رامى لكح الى المجموعة السياسية لكنه كان وجه غير مقبول مثل رجال الأعمال الكثيرين ممن فوجئنا أن الإخوان ضموهم من المتهمين فى قضايا آثار وفساد
> من المسئول عن الدماء التى سالت فى الاتحادية؟
>>الاخوان قولا واحدا هم الذين كانوا يخططون وينفذون للفرق النوعية للتنظيم الخاص وهم الذين اجبروا مرسى على ذلك لأن مرسى لم يكن مؤثرا ولكنه للأسف الشديد فرح بالمنصب٠
>هل الإخوان ارتموا يوما ما فى احضان الشيعة؟
>>الاخوان كانوا يتحالفون مع المجوس والشياطين من أجل تحقيق مصلحتهم الشخصية، لأن النفعية فى الإخوان جزء أصيل عندهم وأظن أن سيد قطب من أرسى هذه القاعدة واستخدم النفعية بشعار باسم المصلحة والتواصل مع الفاسدين تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.
> هل كانت مصر تدار من خلال مكتب الارشاد والتحالف مع الخارج؟
>>نعم التنظيم السرى هو الذى كان يسيطر على الإخوان من سنة 2000 وحركه الإخوان كلها كانت تسير من خلال التنظيم السرى الذى كان يدير بعلم مدروس للغاية.
> هل كان للإخوان محاولات لتشكيل حرس ثورى لحمايتهم؟
نعم هم كونوا فعلا ميليشيات على نسق الحرس الثورى لكن الأمن المصرى كان واعيا فلم يمكنهم من ذلك وهذه كانت أول ضربة لهم، حيث فضحتهم مجلة المصور أثناء عملية كتائب الأزهر عندما قامت كتائب الازهر قامت الدنيا ولم تقعد .
> بين وجودك ضمن جماعه الاخوان مقتنعا بفكرهم ثم مغادرتك لهم دون رجعة للفكر واتباعه ما هى الملابسات؟
>>الملابسات كنت على استعداد أن انغمس فى الطاعة الاخوانية حتى فى تعاملهم مع الدولة فى اتفاقياتهم السرية وقد كنت لا أوافق على قتل النفس وأى تعامل آخر أعترض عليه وأعتقد أن الفراق كان بسبب استحلال الدماء، بعدما وجدت لدى التنظيم السرى فى الجماعة استعدادا لحركة دموية غير عادية فى سنة 2001 وانسحبت من الجماعة فى عام 2004 بعد التحقيق معى أمام الدكتور رشاد بيومى والمستشار مأمون الهضيبى وكان هذا التحقيق بسبب حوار صحفى كنت أشرت فيه إلى أن الجماعة غير قادرة على تطبيق الديمقراطية وان الجماعة ستنتهى خلال 10 سنوات فى عام 2004 تم استدعائى من قبل مأمون الهضيبى وقال لى هل الاخوان غير صالحين للحكم أم أن الحزب الوطنى هو الذى يصلح، وهل لائحة الإخوان غير عادلة قلت له نعم، واستمر التحقيق لمدة ساعتين ونصف الساعة فقال لى الهضيبى لن نستغنى عنك اطلاقا، فى حين أننى كنت قد قررت فى ذلك الوقت مغادرة الجماعة مغادرة لا رجعة فيها، ولما جاء عاكف حاول رجوعى عدة مرات دون شرط ولكنى سألته عدة أسئلة أجاب إجابة لم تعجبنى فقلت له هذا فراق بينى وبينك، فقال لى فَكرِ ولا تتعجل، وبعد أن قررت مغادرة الجماعة نهائيا اتهمنى قائلا إن مختار نوح يعانى من حظ النفس وقلت لهم ساعتها لن اشاكسكم ولا تشاكسونى ولكنهم شاكسونى كثيرا، حيث بدأوا يضيقون على بمنع القضايا التى تأتى إلى وكانوا يقولون للناس إن مختار نوح خائن ولا يتعامل معه أحد.
> عندما خرجت هل هناك أعضاء من الجماعة خرجوا معك؟
>> كثير جدا من 500 الى 600 اسم وكان فيهم أفراد مترددون فى بادئ الأمر ولكنهم انسحبوا بعد ذلك وجلست مع من خرجوا من الاخوان ولكن الحرب كانت قذرة وشرسة، وعلى فكرة أنا شجعت آخرين كثرا وكان منهم نقابيون فى نقابة المحامين ومنهم من كانوا فى نقابة الاطباء والمهندسين والصيادلة والمعلمين وخرج أناس كثيرون من أصحاب مراكز كبيرة جدا فى محافظات الجمهورية من دمنهور واسكندرية وغيرهم وبعدين بدأ الناس يتصلون كثيرا وبدأوا يحدثون لى مقاطعه ومنعوا الناس ان يسددوا لى ما عليهم من ديون ومنعوا القضايا حتى أرضخ وأعود إليهم لأن المسألة مسألة عقيدة وبعد ذلك تفرغت لكتابة الموسوعة التى تتحدث عن جرائم الاخوان.