أعظم منجزات السيسى تخليص العالم من شرورهم
لا يمكن لأحد أن ينكر دور المثقفين في التصدي لمشروع الأخونة الذى بدأ مع ميلاد جماعة التطرف والإرهاب.. وقد دفع المثقفون ثمن ذلك من أرواحهم وراحة أبدانهم وأرزاقهم نتيجة المطاردة المتطرفة التي بدأت بالدماء وانتهت بمحاصرة وسائل كسب الأقوات والأرزاق.. لكن إيمان المثقفين بقضايا وطنهم جعلتهم بمثابة جنود في ميدان الدفاع عن الهوية العقلية والفكرية لأبناء وطنهم ضد محاولات التغييب والتغريب التي يحرص عليها رموز العنف والتطرف.. واحد من جنود القلم الأديب والمفكر الكبير يوسف القعيد الذى غاص في حواره مع الجمهورية في تشريح الفكر الإخواني مستندا فى أدواته التحليلية إلى تاريخ ينطق بمنهجيتهم وواقع يؤكد صدق التاريخ.. معلنا فى حواره أن مرجعية الإخوان العنف والاغتيال.. نافيا وصفهم بالإخوان أو المسلمين.. القعيد وصف اعتصام رابعة بأنه كان اعتصام دم وإرهاب ولواستمر لكانت نتائجه على مصر كارثية..والقعيد قال أن أهم منجزات الرئيس السيسي تخليص مصر والعالم أجمع من جذور التطرف والتشدد والعنف.
ما هي مرجعية الإخوان في ممارسة العنف؟
أيدلوجية العنف جزء أساسي في تركيبة الإخوان ومصر لم تعرف الاغتيالات السياسية إلا بعد وجود هذه الجماعة التي لا تربطها باسمها أي شيء، فلا هم إخوان، ولا هم مسلمون، فهم جماعة احترفت العمل السياسي من أجل أن يحكموا مصر، وللأسف كانت سَنَةٌ كئيبة ورهيبة وغير عادية، حتى تَخَلَّصْنَا منهم لعل من أهم انجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى تخليص مصر من جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر عنوانا على التطرف ورمزا للكراهية والتشدد، وتأسيس دولة ديمقراطية حديثة.
ما هو الشعور الذي تُصَّدره جماعة الإخوان عن الإسلام؟
هم اتخذوا الإسلام ذريعة لفعل أي شيء ولم يواجهوا العدو الأساسي لمصر والهدف الجوهري لهم هو الحكم ولا يعنيهم أي أمر غير حكم هذا الوطن، وبالنظر إلى خطب مندوبهم في الرئاسة كنا نجد هذا الإحساس الدائم له والمحيطين به والمجموعات التي التفت حوله.
هل من أدبيات الإخوان تدوير النصوص الشرعية بما يخدم منهجهم الوصولي؟
بالطبع تلك أدبيات الإخوان في تعاملهم مع النصوص الشرعية بمنطق التحريف والتزييف وتدوير النصوص وإعادة تغييرها والاستيلاء على كل شيء، ويستخدمون تلك الأدوات في سبيل تحقيق ذلك، وأبرز الأدوات التي تفتح لهم أبواب التزييف والتغيير في عقيدة الشباب والبسطاء توغلهم في المساجد بالقرى المصرية، ولذلك بدأت الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو عملية استعادة المساجد وتخليص المنابر من أنياب المتطرفين وبدأت حركة الوعي الديني على يد المؤسسات الدينية وتلك خطوة مهمة لأن التقدم والنهوض لا بد أن يبدأ بالمسجد والمدرسة، كما أرجو محاربة الأمية بأقصى درجة ممكنة وأن نحتفل قريبا بمحو أمية آخر مصري ولا يجب أن نأخذ هدنة محارب أو نتعامل مع الإخوان باعتبارهم خطرا ومضى وانقضي أو انتهي فخطرهم قائم وهو أحد الأخطار التي تهدد استقلال ومستقبل مصر والاجيال القادمة من المصريين.
ما البوصلة التي تحكم أفكار وتوجهات جماعة الإخوان؟
الاستيلاء على الحكم والثروات والنفوس والفكر، إنهم يريدون تحويل البلد إلى قطيع من الإخوان، يريدون أن يصبح الناس مطية تحت اقدام أفكارهم، فلا يكون لأحد حرية الاختيار أو رفاهية القرار، وإنما يردد الجميع «سمعنا واطعنا»، ولا يحق لأحد أن يسأل قادة الإخوان عما يفعلون لأنهم في منزلة فوق المحاسبة أو المعاتبة، فلا أنكر أنني عشت فترة صعبة خلال السنة التي حكموا فيها مصر.
كيف رأيت مدة حكم جماعة الإخوان لمصر؟
رأيتها كابوسا تحمله الشعب المصري بصبره وطيبته وقدرته الفريدة على التحمل وهي صفات غير موجودة عند أي شعب من شعوب الأرض فالجماعة لا يعنيها إلا الحكم ثم الحكم ثم الحكم وخلال تلك الفترة رفضت تماما الذهاب لمقابلة محمد مرسي فقد كنت اعتبر الحكم غير شرعي وسنة حكمهم أطول بكثير مما يستحقونه.
هل يمكن وصف جماعة الإخوان بأنها الحاضنة الرسمية لتيارات الإرهاب والتشدد؟
بالطبع هم الأساس، فقد أباحوا قتل من يختلف معهم لمجرد الاختلاف، وشرعوا في قتل من يخالفهم الرأي والاستيلاء على ممتلكاته، واتذكر قريتي التي نشأت فيها ورؤيتي للعجب العجاب منهم، والمزيفين الذين ارتبطوا بهم، ولهذا قابلهم الشعب المصري بالرفض المُطلق في القرية والمدينة وكل مكان، كما اتذكر واقعة محاولة اغتيال نجيب محفوظ رغم أن الرجل كان يُعَّبِرُ عن رأيه في روايته «أولاد حارتنا» وهي نص روائي جميل لم يُسئ إليه إلا القراءة السياسية له، ومع ذلك حاولوا قتله.
ماذا لو نجح الإخوان في عملية أخونة سياسة الدولة؟
كانت ستكون كارثة حقيقية ومعاناة لحياتنا وتهديدا وجودنا وحمدا لله أن نجح المصريون في التخلص منهم والقضاء عليهم وإدخالهم مزبلة التاريخ.
برأيكم ما هو المخطط الذي كان يرسمه رموز الإخوان في الخارج؟
مخطط واضح لتشويه مصر والتقليل من المنجزات التي تتم الآن وتحويلها إلى كوارث، وأنا مندهش من قيام هؤلاء باستخدام دول صديقة لنا لبَّثِ سمومهم والترويج لمخططاتهم ويجب على الدبلوماسية المصرية أن تواجههم في عُقْرِ دارهم وتمنعهم من العمل في هذه الأماكن وقنواتهم التي يعمل فيهم للأسف مصريون ولكنه اغراء المال.
هل يمكننا القول إننا استطعنا محاصرة الفكر الإخوانى داخليا وخارجيا؟
خارجيا موضوع يخص الدول الموجودين فيها لكن داخليا المجتمع المصري برىء منهم وضدهم وإن كان هناك بقايا لهم عند بعض الأميين الذين لا يدركون بعض الأشياء عنهم ولهذا أكرر أن يكون محو الأمية مطلبا أساسيا للدولة الراهنة وعملا لابد من القيام به بأسرع ما يكون خاصة في الريف والاحياء الشعبية في المدن فخطرها يكمن في أنها تسلب الإنسان وعيه وإدراكه وفهمه للأمور، وأيضا هناك أمية ثقافية لأجيال جديدة من الشباب لا تهتم كثيرا بالشأن العام ويأتي هنا دور وزارة الشباب ووزيرها من الوزراء العاملين الجيدين دكتور اشرف صبحي تعاونت معهم من قبل في مسابقات أدبية جيدة.
هل نجحت المؤسسات الدينية في تفكيك الفكر المتطرف؟
نعم اعتقد أنها واجهته وقامت بتفكيكه وأظهرت للعامة عيوبه ومخاطره وتهديده لاستقلال مصر، وأيضا نجحت السياسات المتبعة في بناء مصر الحديثة على تحصين الشباب ضد التطرف، وأنا اعتبر ثلاثة حاولوا أن يجعلوا من مصر بلدا عظيما ودولة ديمقراطية حديثة عربية إسلامية دولة مهمة من الدول التي لها اعتبار بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وهم: محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، وجمال عبدالناصر في القرن العشرين، وعبدالفتاح السيسي في القرن الواحد والعشرين.
جماعة الإخوان تحاول الترويج لنفسها بأنها سلمية.. فهل الواقع يشهد لها بذلك؟
لا.. هم جماعة دموية ومن يقرأ مذكرات حسن البنا وأدبياتهم الكاملة نجد أنها تخلو من أي فكر اجتماعي أو تفكير في الفقراء وقد قرأتها منذ نشأتي لأن دولة عبدالناصر كانت تعتبرهم العدو الأول والاساسي للدولة المصرية.
– ماذا يريد الإخوان من مصر؟
يريدون الحكم ليكون وسيلتهم لنشر فكرهم، لولا أن وقفت قواتنا المسلحة وشعبنا ونخبتنا ومثقفينا وكل فئات المجتمع المصري ضدهم إلى أن أُسقط حكمهم تماما، وتم تخليص مصر من هذا الوباء الذي لو استمر كان سيمتد للمنطقة كلها، وكان من الممكن أن تظل مصر فيه للأبد.
وماذا عن دور المثقفين في ثورة 30 يونيه؟
شاركت في 30 يونيه وبدأنا مسيرة من وزارة الثقافة بمقرها القديم بحي الزمالك وكنا مجموعة من المثقفين المصريين سرنا على أقدامنا حتى وصلنا إلى ميدان التحرير وقضينا فيه ليلة، وفي اليوم التالي تحركنا إلى القيادة العامة للقوات المسلحة في كوبري القبة، واعتصمنا هناك إلى أن تلا الفريق أول عبدالفتاح السيسي البيان والإنذار الأول للجماعة الإخوانية، وكنا سعداء ونحن نعاصر ميلاد دولة جديدة تحقق أحلامنا، فالمثقفون كانوا النواة الأساسية التي قامت الثورة على أساسها، فجاء اجتماعنا في مقر الوزارة وبعدها قاموا بعزل كل المسئولين عن الثقافة بدءا من الوزير وحتى أصغر موظف، فكانوا يدركون أن الثقافة مهمة والاستيلاء عليها مقدمة حقيقية للاستيلاء على مصر.
هل يعتبر الإخوان أداة في أيدي جهات خارجية لتنفيذ مخطط معين؟
بالطبع كان هناك تنظيم دولي لجماعة الإخوان ولديهم فكرهم لكن في رأيي أن مصر الآن بريئة منهم وخالية تماما
يمر هذا العام ١١ سنة على خلع الإخوان ماذا لو استمر حكمهم لمصر؟
سيكون وضعا سيئا بطريقة لا أستطيع تخيلها، على الأقل كانت ستصبح مصر بدون فن ولا ثقافة ولا ابداع، بدون دور سياسي أو قيادة للأمة العربية والعالم الإسلامي، ولم تكن لتظل مصر أو القاهرة كانوا سيصبحون أشياء أخرى متناثرة لا ذكر لها فالحمد لله الذي كتب لنا أن نرى مصر جديدة تولد في 2013.
لماذا كشف الشعب المصري الإخوان سريعا؟
لأنهم طلاب سلطة ولا علاقة لهم بالدين، ولا علاقة لهم بالإسلام، هم يريدون الحكم وتحويل الشعب إلى عبيد عندهم لا أكثر ولا أقل، ورفضهم الشعب رفض مطلق حتى من كانوا يعدونهم لكي يصبحوا رجال دين تحولوا ضدهم، فكل مسلم مهتم بدينه، فالإسلام الدين الوحيد الذي لا توجد فيه فئة رجل دين، ولهذا تم القضاء عليهم تماما، ولم يعد لهم وجود على الإطلاق.
الإخوان كانوا يدعون أنهم يريدون الخير لمصر؟
اطلاقا لا يوجد عندهم خير لكي يقدموه لمصر، لديهم فقط أخونة لكل شيء، وإرهاب ، وبسبب هذا عاش الإخوة المسيحيون في رعب دائم، وأغلبهم أراد الهجرة للخارج فالإسلام أجمل الأديان وانا لست ضد الأديان الأخرى لكني أعتقد ان الإسلام دين يهتم بحياة الإنسان اليومية بشكل غير عادي ويعتبر العبادات مسألة مهمة ويعتبر التعامل اليومي بين المسلم والمسلم في أي مكان نوعا من العبادة لله.
14أغسطس يوم فض اعتصام رابعة ماهى شهادتك على هذا الاعتصام المسلح؟
كنت أسكن في ذلك الوقت في مدينة نصر، وكنت أَمُرُّ يوميا مرتين على هذا الاعتصام، وأنا أُطْلِقُ عليه اعتصام الدَّم والقتل والاغتيالات، فلم يكن اعتصاما سلميا كما زعموا بل بؤرة إرهابية، فهم بشر جاءوا ليقتلوا أو يُقتلوا والحمد لله أن تم فضه والتصدي له بأقل عدد من الخسائر عكس ما يروجون ولو أن هذا الاعتصام تمكن من شيء كانت ستصبح أحوال مصر بالغة السوء تسير من سيئ إلى أسوأ.
ماذا كان الهدف من هذا الاعتصام؟
اعتقادهم أن الاعتصام يُسَّلِمْهُم مصر على طبق من فضة، وهذا لم يحدث واعتبروا الميدان أمام تمثال الجندي المجهول مكانا يَصْلُح لهذا فأغلقوه ومنعوا السيارات من المرور وعطلوا مصالح المواطنين، وكان لا يمكن الصمت على الاعتصام لأنه كان ليس فقط لأخونة الدولة، ولكن للقضاء على الشعب الذي يرفض أن يكون في ركابهم أو يسير في طريقهم، ويفعل ما يفعلون.
ولماذا يستهدف الإخوان مصر بالأكاذيب والشائعات؟
لا عمل لقنواتهم الموجودة في عواصم العالم غير الهجوم على مصر، وبث شائعات لا أساس لها من الصحة، وهجوم لا أساس له من اليقين، لأن التجربة المصرية لابد أن تنجح المصريون يريدون لها ذلك، وهم يريدون القضاء عليها ولن يفلحوا فيما يقومون به.
ما بين عبدالناصر والسيسي نجد حالة كراهية من الإخوان لرئيس مصر لماذا؟
الرئيس جمال عبدالناصر قام بحل الجماعة وألقي القبض على عدد كبير منهم، والرئيس السيسي قضى عليهم بعد أن أنذرهم أكثر من مرة حتى تتم الأمور بشكل سلمي، لكن وصل بهم الأمر لتهديد كل مكان في مصر، ولولا نجاح الرئيس والتفاف القوات المسلحة والشعب سواء في الداخل أو الخارج حول ما يقوم به ضدهم لكانت مصر الآن ربما لم يكن اسمها مصر.
كيف ترى الدولة المصرية الآن؟
أرى وطن يتم بناؤه ونجاحات غير عادية تحدث وصلت للقرية المصرية، وأيضا ظهور المدن الجديدة كالعلمين، وكأني أرى حِلْمَاً كنت أظنه مستحيل التحقيق، يوجد بناء مجتمع جديد في المدن الجديدة على أسس حديثة، وأيضا أصبحت القرية المصرية تكاد تقترب من المدينة في أشياء كثيرة جدا لولا الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع، ونحن جزء من هذا العالم والمصريون يحاولون مواجهتها بقدرة فريدة على التعامل مع الأزمات اعتقادي أن الأمور جيدة ولابأس بها، وتذكرني ليلا نهارا بتجربة الرئيس عبدالناصر في بناء مصر الحديثة في الخمسينات والستينات، وكان يحب إعادة بناء الدولة لأنها تقادمت وكان لا بُد أن نتعامل مع مصر كأنها بلد يبنى من أول وجديد بعد سنة بغيضة من حكم الإخوان.
وماذا عن دور مصر الثقافي؟
مصر دولة دورها الثقافي يسبق أي دور آخر، ويكفي أن المثقفين العرب في ستينات وسبعينات القرن الماضي كانوا يأتون إلى مصر لينشر ويكتب ويقال عنهم أدباء ويصبح لهم دور ثقافي مُهم، فكل هذا يعود الآن بقوة في المسرح والسينما والوسط الفني التشكيلي والرواية والقصة والقصيدة الشعرية والمقال النقدي
إلى أي مدى تحققت الإنجازات في مجال الثقافة؟
الثقافة جيدة وهناك إبداع أدبي عند الشباب في كل ربوع مصر ووزير الثقافة الحالي لديه مشروع أساسي قائم على استكمال كل المشروعات الثقافية ويعمل على أسس سليمة لاستعادة دور مصر الثقافي داخليا وهي مسألة شديدة الأهمية ثم خارجيا وأتابع بشكل يومي وألمس روحا جديدة في الثقافة الجماهيرية والمجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة المصرية للكتاب ودار الأوبرا وهناك حالة حركة لنشر الكتب من القطاع الخاص ثم الدولة لأن الثقافة تعني كيف يعيش الناس حياتهم وكيف يواجهون أزماتهم وكيف يبني المصريون وطنهم وأرى أن هناك تحركا ثقافيا على الدولة أن تتعاطف معه وعلى الشعب أن يمنحه فرصة الوصول لمبتغاه.