أعرب د.نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم عن بالغ إدانته واستنكاره للأوضاع المأساوية التى يشهدها قطاع غزة جراء استمرار آلة الحرب والعدوان، مؤكدًا خلال لقائه أولريك شانون، سفير كندا الجديد بالقاهرة أن ما يجرى على أرض غزة يمثل خزيًا وعارًا لا يمحى من جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، الذى يقف عاجزًا أمام مأساة شعب أعزل يُباد أمام أعين العالم، مضيفا أن الازدواجية الصارخة فى تعامل القوى الكبرى مع الأزمات الإنسانية، واتباع معايير مزدوجة فى نصرة المظلومين تؤجج بؤر التوتر وتُغذى مشاعر الغضب والكراهية، وتؤثر سلبًا على استقرار المجتمع الدولى وأمنه، مشددا أن استمرار هذه الكارثة الإنسانية يفتح المجال أمام بروز حركات وتيارات متطرفة تستغل هذا المشهد الدامى لتبرير خطابها وأفعالها، فى ظل شعور عارم بالخذلان واليأس من عدالة المجتمع الدولى ومؤسساته.
مؤكداً أن دار الإفتاء المصرية تعد مركزًا مرجعيًا فى العالم الإسلامى فى مجال الإفتاء والفكر الوسطي، حيث تضم عددًا من الإدارات المتخصصة التى تعمل على تعزيز وعى المجتمع وتعميق المفاهيم الدينية الرشيدة، مستعرضا جهود مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الاسلاموفوبيا التابع للدار، موضحا أنه مركز بحثى يسعى إلى فهم جذور التطرف ووضع استراتيجيات علمية لمواجهته، من خلال دراسات وأبحاث متخصصة تستهدف فئات المجتمع المختلفة، مبينا دور «المؤشر العالمى للفتوي»، كونه أداة بحثية ترصد وتحلل اتجاهات الفتوى عالميًا، وتكشف عن التوجهات الخطرة التى يمكن أن تؤدى إلى الفوضى أو العنف باسم الدين، مشيرا إلى أن المؤشر أصبح مرجعا دوليا مهما فى مجال تحليل الخطاب الديني، مشيرا إلى الدور البارز الذى تقوم به إدارة التدريب، التى تستقبل طلاب علم ومفتين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدا أن دار الإفتاء المصرية تتوسع فى إنشاء فروع لها بمحافظات الجمهورية ضمن خطة تستهدف الوصول إلى 27 فرعًا لتسهيل الوصول إلى الفتوى الرشيدة لكافة المواطنين على مستوى الجمهورية.