أخيراً وضعت مصر أقدامها بكل قوة فى مشروع محطة الضبعة النووية وأخرجته إلى النور حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتين عن بدء وضع الأساس الخرسانى للمحطة النووية المصرية بمنطقة الضبعة بمحافظة مطروح والتى تقع على ساحل البحر المتوسط وتعتبر أول محطة للطاقة النووية فى مصر وتتكون المحطة من ٤ مجموعات طاقة باستطاعة 1200 ميجاوات.
وقد جاء ذلك خلال فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة للمشروع عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» يوم 23 يناير الماضى حيث أعطى الزعيمان شارة البدء فى تنفيذ الصبة إيذاناً ببدء مرحلة الإنشاءات الكبرى لكل الوحدات النووية للمشروع حيث قال الرئيس السيسى فى كلمته خلال الفعاليات إن ما يشهده العالم اليوم من أزمة فى إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الإستراتيجى الذى اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووى السلمى المصرى لإنتاج الطاقة الكهربائية كونه يسهم فى توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفورى ويجنب تقلبات أسعاره، كما أكد أن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذى تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. كما يسهم فى زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، كما استطرد فى حديثه قائلاً إن هذا الحدث العظيم يمثل صفحة مضيئة أخرى فى مسار التعاون الوثيق بين مصر وروسيا الاتحادية حيث يعد صرحاً جديداً يضاف إلى مسيرة الإنجازات التى حققها التعاون بين مصر وروسيا عبر التاريخ كما يعكس مدى الجهود المبذولة من كلا الجانبين للمضى قدماً نحو تنفيذ مشروع مصر القومى بإنشاء هذا الإنجاز الذى يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمنى المقرر متخطياً حدود الزمان ومتجاوزاً كل المصاعب ليعكس الأهمية البالغة التى توليها دولتنا لقطاع الطاقة وفقاً لرؤية مصر 2030، كما أعرب الرئيس عن سعادته لحظة الافتتاح قائلاً إنها لحظة تاريخية ستظل خالدة فى تاريخ وذاكرة هذه الأمة وشاهدة على إرادة هذا الشعب العظيم لأنه يكتب تاريخاً جديداً بتحقيقه حلماً طالما راود جموع المصريين بامتلاك محطة نووية سلمية خلال السنوات القادمة بهدف تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية والذى أصبح ضرورياً وحتمياً وذلك فى إطار التقدم السريع الذى توليه مصر لتنفيذ مشاريع ضخمة سوف تساعد على نقلها بكل تأكيد إلى مصاف الدول المتقدمة بالإضافة لتوفيره فرص عمل تصل إلى 25 ألف فرصة كما أن المشروع يؤكد أن مصر ماضية فى تعظيم الاستفادة من المحطة فى كافة الأنشطة الصناعية والبترولية والزراعية، كما أن الصبة الخرسانية للوحدة الرابعة بمحطة الضبعة تنتقل بمصر لمرحلة الإنشاءات الكبرى بهذا المشروع فى إطار الجمهورية الجديدة فى عهد السيسى لتحقيق آفاق وتطلعات وتنفيذ التنمية الشاملة بالبلاد علماً بأنه يوجد بالمحطة أحدث مفاعل من الجيل الثالث يحقق كامل متطلبات الأمان وينتج كهرباء حوالى 35 مليار كيلو وات ساعة من الطاقة ولم يغفل الخبراء عدم تركيب جهاز احتواء المواد المنصهرة «مصيدة قلب المفاعل» فى المحطة حتى لا يكون لها أى انبعاثات على البيئة علماً بأن الشركة الروسية المنفذة للمشروع تعتبر رائدة فى مجال الطاقة النووية السلمية وتتخذ القرارات والإجراءات الهندسية الحديثة والتقنيات العصرية كما تستخدم معايير الأمان العالمية وفقاً لضوابط وكالة الطاقة الذرية.
وفى نهاية مقالى يتضح أن مصر تنتقل إلى مرحلة جديدة عبر بناء المفاعلات النووية وأنها تسابق الزمن للوصول إلى جميع الأهداف المرجوة والمنشودة تحت قيادة الرئيس السيسى وبأنها بهذا المشروع تدخل لمصر التكنولوجيا النووية السلمية.. وأخيراً لا شك إننا كمصريين نعرب عن سعادتنا وفرحتنا وارتياحنا بهذا الحدث العظيم لأنه كان حلماً غالياً انتظرناه طويلاً وبدأ يتحقق أمام أعيننا على أرض الواقع لأن هذا المشروع الضخم له أهمية بالغة فى الحياة اليومية للمواطن المصرى وأبسطها التغلب على عملية انقطاع التيار الكهربائى وأيضًا التغلب على التكلفة الباهظة للفحم والبترول والغاز التى يدار بها محطات توليد الكهرباء علماً بأن المحطة سوف توفر لمصر طاقة كهربائية هائلة ونظيفة.
تحيا مصر … تحيا مصر… تحيا مصر