يتباهى نتنياهو أنه يستطيع الوصول إلى أى هدف فى الشرق الأوسط ولكن هل يستطيع احتلاله والاحتفاظ به برياً؟ لن يستطيع ذلك حتى الأهداف التى ضربها ثمنها واحد على عشرين من تكلفة الطائرات وذخيرتها.. ولكن لأن أمريكا والدول الغربية هى التى تدفع الثمن.. لا يعبأ نتنياهو بثمنها ومحصلة عدوان إسرائيل بعد حوالى عامين من العدوان على غزة ولبنان أسوأ مما كان عليه قبل 7 أكتوبر.
حطمت المقاومة مبدأ الردع الإسرائيلى وأجبرت سكان غلاف غزة والجليل الأعلى على الهجرة للداخل.. وتعتبر تلك الأراضى تم تحريرها من المحتلين حوالى 140 ألفاً فى القطاعين ولأول مرة تنكمش إسرائيل فى حجم احتلالها للفلسطينيين أما عن اغتيال قيادات المقاومة فهذا يصب فى مصلحة جيوش المقاومة لأنه يجدد الدم لها وذلك لأنه لا يوجد نظام لتبادل القيادات مماثل لإسرائيل سيتصدى للقاذفات وسيتصدى للقادة من الجيل الثانى سيكون أكثر تشددا وشجاعة من الجيل الذى تم اغتياله.
مازالت القاعدة أن الجيوش البرية هى التى تحسم نتيجة المعركة واليهود فى إسرائيل ليس لديهم الشجاعة للاحتفاظ بالأرض وأكبر مثل لذلك مقارنة تصرف أهالى غزة وتصرف اليهود فى الجليل الأعلي: فأهالى غزة رفضوا مغادرة الأرض بينما اليهود فى غلاف غزة والجليل الأعلى غادروا الأرض لأنهم يشعرون أنها ليست أرضهم حتى يدافعوا عنها وحتى أيام موسى عليه السلام فضلوا الهجرة عن المقاومة.
هناك قوة خفية فى غزة ولايمكن أن يكون استمرار الحرب بسبب مقاتلى حماس وحدهم.
قرأت واستمعت إلى عدة تحليلات للخبراء العسكريين فى أمريكا وبريطانيا على وجه التحديد يقول أحدهم لقد قامت أمريكا ودول من أوروبا بتمويل الأسلحة إلى إسرائيل وأن ما تم نقله من أسلحة يكفى لابادة مساحة تعادل عشرة أضعاف مساحة غزة وتعادل ستة قنابل ذرية تكفى لحرق الأرض وتمنع أى بشر من الأقامة فيها بشكل غير قابل للحياة.
ويقول محلل آخر أمريكا وحدها أرسلت أطنانا من الذخيرة والقنابل بجميع أنواعها عدا الذى كان فى المستودعات الأمريكية فى صحراء النقب. فضلا عن الذى أرسلته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
ويقول إن سماء غزة ازدحمت بطائرات التجسس من جميع الأنواع الإسرائيلية والأمريكية وغيرها.
لكن الغريب كيف يخرج هؤلاء المقاتلون ويدمرون آليات الجيش ويقتلون ويقنصون ويزرعون المتفجرات ويعملون كمائن أوقعت فى الجيش الإسرائيلى تدمير ما يقارب ثلث آليات إسرائيل والطائرات لا ترصد إلا القليل والنادر جدا منها ولم يبق سلاح إلا واستخدم بكميات هائلة ومفرطة.
وهناك فيديو للأطفال يلعبون بالصواريخ التى لم تنفجر.. وذكر الفيديو أن هناك 300 صاروخ لم تنفجر وهذا ليس صحيحاً ولكن قدر حجم الصواريخ التى لم تنفجر بالآلاف يستحيل أنها انفجرت كلها لو انفجرت كلها لمات الجميع.
ويقول محلل آخر أمريكا تقيس عدد القتلى بأنه قليل هذا بالنسبة لكمية الأسلحة التى أرسلتها ولذلك تدافع عن إسرائيل إنما تتوخى الحيطة والحذر وهذا تزييف للحقيقة.
أمريكا تخلصت من كل أسلحتها المكدسة لديها والجيش الإسرائيلى كان يستهدف المجموعات المدنية بقصد.. والمجازر كثيرة.. وأمريكا تبرر ذلك وفقا لما تقوله إسرائيل. هم يعرفون الحقيقة ولو انفجرت كل الصواريخ والقنابل لما بقى شيء حتى على وجه الأرض.
لقد نجح المقاتلون فى تدوير بعض هذه الصواريخ وفجروا بها آليات كثيرة فى كمين وقد ترى كيف يلعب الأطفال بالصواريخ بلا خوف لوكان هذا فى بلد متقدم فسوف يستدعون الكتيبة الخاصة بالسلاح ولذلك من يحمى هؤلاء الأطفال فى غزة إنها العناية الإلهية.
إسرائيل ورطت نفسها فى حرب لا تستطيع حسمها. بل كشفت أكثر وأكثر عن ضعف جيشها ومعلوماتها الأستخبارية.
تحتاج إسرائيل لعشرات السنين لبناء جيشها بشرياً ونفسياً وخلق روح القتال لديه وهذا لايمكن تحقيقه والوصول آليه كما هو حال المقاتلين فى غزة.