مع ارتفاع أعداد القتلى والمصابين فى قطاع غزه نتيجة العدوان الإسرائيلي، تتصاعد الصيحات الشعبية الرافضه لدعم الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لإسرائيل التى ترتكب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين وسط تخاذل غير مسبوق لصناع القرار الدولي.
وفى ظل الدعم الواضح لحكومة تل أبيب اليمينية، مازالت الجامعات الأمريكية تشهد احتجاجات طلابية متصاعدة تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، ما دفع الشرطة إلى اقتحام أكثر من حرم جامعى فى عدة ولايات، وفض اعتصامات داعمة لغزة بالقوة، وسط تقارير عن اعتقال الكثير من الطلاب فى أنحاء البلاد.
اللافت أن شعارات الديمقراطية وحرية الرأى التى تعلنها الإدارة الأمريكية سقطت تماماً فى الجامعات ودهستها الشرطة.. حيث ذكرت وكالة الاسوشيتد برس أن قوات الأمن الأمريكية اعتقلت أكثر من 2000 شخص فى عدد من الجامعات بالولايات المتحدة حتى الآن، فيما أظهرت احصائيات أخرى ذكرتها إن بى سى نيوز الأمريكية أن أكثر من 2100 قبض عليهم على خلفية احتجاجات الجامعات.
ففى جامعة واشنطن، رفع المتظاهرون لافتات تطالب الإدارة الأمريكية بقطع العلاقات مع إسرائيل بعد أن اعتصم الطلاب فى إحدى ساحات الحرم الجامعي.
دعا المتظاهرون الرئيس جو بايدن، الذى أعلن دعمه لإسرائيل بدعوى الدفاع عن نفسها، إلى بذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء فى غزة، كما طالب المتظاهرون الجامعات بالتخلى عن الشركات التى تدعم الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تغيير السياسة الحالية للإدارة الأمريكية بشأن الحرب فى غزة.
ومع تزايد موجة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، طلبت جامعة بنسلفانيا أمس، من الشرطة الأمريكية دعما أكبر للسيطره على حشود الطلاب، بحسب ما أفادت سى إن إن الأمريكية.
كما أظهرت لقطات مصورة لشهود عيان المتظاهرين وهم يواجهون الشرطة فى جامعة ولاية بورتلاند، ووفقا لشرطة الولاية، وتم القبض على حوالى 12 شخصا خلال المواجهات مع قوات الأمن.
من جانبه، أعلن بايدن أن هناك من يسعى لتحقيق أهداف سياسية فى الاحتجاجات التى تشهدها جامعات ومؤسسات تعليمية، مضيفاً أن الاحتجاج السلمى يتم تحت حماية القانون، لكن الاحتجاج العنيف فهو مخالف للقانون.
الجدير بالذكرأن الشرطة الأمريكية اقتحمت مؤخراً مخيمات للطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين فى جامعتى كاليفورنيا ولوس أنجلوس، مستخدمة الرصاص المطاطى والغازات المسيلة للدموع، لفض الاعتصامات.
وفى فرنسا، توسعت رقعة الاحتجاجات الطلابية مؤخرا، خاصة بعد إصدار عدد من الاتحادات الطلابية بيانات تدعو لتعزيز التعبئة فى الجامعات على غرار ما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية.
تتهيأ معاهد العلوم السياسية فى مدن ستراسبورج ورين وبوردو وليون وتولوز وسان جيرمان وريمس وجرونوبل وغيرها، لأنشطة تعبر عن دعم الفلسطينيين وتطالب بوقف الحرب فى غزة.
تدخلت قوات الشرطة الفرنسية أمس فى معهد العلوم السياسية العريق لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
أغلقت جامعة «سيانس بو» فى باريس أبوابها أمس بعد أن فشلت نقاشات بين الإدارة والطلاب فى وقف الاحتجاجات، مما دفع المحتجين للبقاء فى بنايات الجامعة والسيطرة عليها.
وفى معهد العلوم السياسية بتولوز نشر الطلاب على مدخل لافتة كتب عليها «دعم فلسطين ليس جريمة»، وفى جرونوبل دعا طلاب بتجميد شراكة جامعتهم مع جامعة بن جوريون فى النقب لأنها ّتقدم منحاً ومساعدات مالية للطلاب الذين يشاركون فى الحرب.
فى المقابل، توجهت وزيرة التعليم العالى سيلفى ريتايو لرؤساء الجامعات الفرنسية بالدعوة لـ «استخدام أقصى حد من الصلاحيات التى يمنحها لهم قانون التعليم»، لا سيما فيما يتعلق بالعقوبات التأديبية أو استدعاء قوات الأمن.
شددت الوزيرة أن رؤساء الجامعات – البالغ عددها 74 جامعة – مسئولون عن حفظ النظام داخل حرم الجامعة، وطلبت منهم ضمان التعبير والسماح بإجراء جميع المناقشات فى مؤسساتها، وفق القانون.
أشارت الوزيرة إلى أنه من الممكن فرض «حظر مؤقت على الدخول إلى المؤسسة» على الطلاب الذين يهددون غيرهم.
وفى استراليا، شارك متظاهرون فى عدة جامعات باستراليا أمس، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلى على غزة.
طالب طلاب الجامعات فى استراليا بقطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل والتوقف عن الشراكات البحثية مع شركات الكيان الصهيونى فى تصنيع الأسلحة.
من جانب آخر يتعلق بالتأييد للقضية الفلسطينية، انضمت جمهورية ترينيداد وتوباجو إلى كل من جامايكا وباربادوس فى الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وذلك فى قرار اتخذته الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء فى ترينيداد.
قال مجلس الوزراء إن الاعتراف الرسمى لجمهورية ترينيداد وتوباجو بدولة فلسطين، سيساعد فى تحقيق السلام الدائم والشامل بين الجانبين.
قالت وزارة الشئون الخارجية إنه منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، دعمت ترينيداد وتوباجو القرارات التى اعتمدت فى الجلسات الطارئة للجمعية العامة المنعقدة فى 27 أكتوبر و10 ديسمبر 2023، بشأن حماية المدنيين والالتزامات القانونية والإنسانية.