ماذا بعد اغتيال يحيى السنوار.. هل ستكتفى إسرائيل بهذا القدر وتبدأ القبول بالحل السياسى والتفاوض وإنهاء الحرب.. أم ستكمل عملياتها ضد غزة وقادة حماس.
هل ستضغط الولايات المتحدة على تل أبيب من أجل وقف حرب الإبادة أم ستواصل الصمت على جرائمها؟
هل ستتعامل حماس بمنطق الرد ومواصلة المواجهة مع إسرائيل أم ستغير خطتها، هل سيسير قائد حماس القادم على نفس نهج السنوار أم سيختار طريقا بديلا؟
ما هو المصير.. للحرب.. لحماس.. لنتنياهو وحكومته.. للأسرى المحتجزين.. والأهم ما المصير للسلام فى المنطقة بالكامل؟
أسئلة كثيرة تحتاج إجابتها قراءة متأنية فى المشهد ومتابعة كل التطورات، وهل ستلتزم إسرائيل بما قالته قبل ذلك على لسان نتنياهو بأن الوصول للسنوار سيكون الهدف الأهم.. أم ستكمل ضرباتها وحرب الإبادة التى ترتكبها بدم بارد؟
بعد استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس تتطلع الأنظار إلى غزة ، ماذا سيحدث بعد استشهاده؟ هل تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة؟ أم تنتهى بنهاية السنوار ، وهل المقاومة الفلسطينية سيصيبها الإحباط واليأس أم ستستمر، وهل تبدأ تطورات أخرى لترتيبات أمنية جديدة تقودها إسرائيل فى المنطقة؟ أسئلة كثيرة تدور حول هذا الموضوع حملتها «الجمهورية» إلى خبراء سياسيين للإجابة عنها.
يرى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه من المبكر القول بأن الأوضاع ستهدأ فى قطاع غزة لأنه ربما ستكمل إسرائيل مسار العمليات العسكرية لكن اغتيال يحيى السنوار له دلالة رمزية لأن من يدير الحركة بالفعل هو محمد السنوار وليس يحيى السنوار وبالتالى الخطورة أكبر من هذا الأمر، واسرائيل ستناور فى إطار اتمام صفقة المحتجزين وسيزور بلينكن وزير الخارجية الامريكى المنطقة خلال الأيام المقبلة ومن المتوقع ان تتشكل فرصة جديدة فى عمليات المفاوضات التى يمكن أن تجرى بشأن المحتجزين، ومن المتوقع ايضا أن حماس ستبقى بصورة أو بأخرى ولن تتهمش ولن ينحسر دورها، والقيادة الجديدة لحماس هى التى ستحدد اى مسار ستتبعه ولكن لن يكون هناك أى تأثير للمكتب السياسى الخارجى او كما يتصور البعض بأنه سيكون له دور فى الفترة المقبلة.
فهمى يضيف أن الأمر مرتبط أيضا بماذا تريد الإدارة الامريكية وإسرائيل من حماس فربما يكون هناك مطالب بتنازلات كاملة أو تسليم كامل أو تسليم محتجزين وتقديم كثير من النقاط التى ربما سيكون لها محل تحفظ بصورة أو بأخرى من حماس، وسيستغرق الأمر بعض الوقت للحكم عليه ولكن يجب إدراك طبيعة ما يجرى فى الفترة المقبلة وربما لن يكون للمكتب السياسى الخارجى أى تأثير كبير وهناك أسماء مرشحة كثيرة منها خالد مشعل وموسى ابومرزوق ورمضان بالاضافة إلى زاهر جبارين ومحمد السنوار وهذه مجموعات كاملة ولكن حتى الان سيكون القرار مرتبطا بالاستراتيجية الإسرائيلية التى ستتبعها ما إذا كانت ستكمل الأعمال العسكرية فى القطاع ام ستستمر الترتيبات الامنية التى أقدمت عليها بعد تعيين حاكم مدنى فى القطاع والاتفاق مع شركات أمنية أمريكية ستدير القطاع فنحن أمام تطورات حاسمة .
اما بالنسبة لحماس فهى كما يرى فهمى لها هدفان هما البقاء فى المعادلة الفلسطينية التى تتشكل خلال الفترة المقبلة وربما تدخل منظمة التحريرالفلسطينية وحركة الجهاد للقفز على مشاكلهم واتمام المصالحة فى هذا التوقيت، ويمكن التعامل مع ذلك من خلال استراتيجة تحرك كبيرة.
يشير الدكتور جمال زهران أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة قناة السويس إلى أن الحرب لن تنتهى بانتهاء شخص مهما كانت قيمته ، فالسنوار زعيم ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس إلا أن المقاومة لن تنتهى بغيابه، فالحرب منذ بدايتها فى اليوم الاول فى السابع من أكتوبر من المتوقع ان تستمر لفترة طويلة ولن تنتهى فى الوقت الحالى مشيرا إلى أن الفلسطينيين يواجهون حاليا الولايات المتحدة والكيان الصهيونى هو أداة من أدوات الاستعمار ومن ثم فالحرب مستعرة وكل الدول الغربية تشارك فى هذه الحرب وتحاول تقسيم الدول العربية، فالغرب يحاولون افتراس المقاومة فى فلسطين وجنوب لبنان واليمن وكل من يرفع رأسه يريدون قتله ، ولكن المقاومة مستمرة كفكرة وآليات .
ومن جانبه أشار د. عادل عامر أستاذ القانون الدولى بجامعة طنطا ،ومدير مركز المصريين للدراسات والأبحاث أن السياسة الاسرائيلية تقوم منذ إنشائها حتى اليوم على تصفية القيادات التى تقود المنظمات أو التيارات المجاهدة باعتبار أن المنظمات المجاهدة مثل حماس وغيرها وهذا يعد جزءا من الفكر الاسرائيلى فى مواجهة العدو- من وجهة نظره- بمعنى أن التخلص من هذه الجماعات أو المنظمات المجاهدة هى فكر سياسى فى عقيدتهم لذلك تعد عملية اغتيال هنية ثم حسن نصر الله ثم السنوار هى جزء من الحرب الشاملة على هذه المنظمات التى تعتقد إسرائيل أنها العدو الأساسى الذى يجب أن يتم تصفيته نهائيا وهذا لا يعنى أن المقاومة ستنتهى فاسرائيل مغتصبة للأرض وتقوم بالإبادة تحت مسمع ومرأى العالم كله وبالتالى اغتيال السنوار لا ينهى القضية الفلسطينية ولا منظمة حماس فى القيام بدورها وترشيح آخر.
أضاف عامر ان العالم كله كشف عن عورته بأنه يريد تصفية القضية الفلسطينية تحت أى مسمى من المسميات ولا يريد أن يتدخل لإنهاء هذا الصراع ولا تسويته ولا وقف هذا العدوان على الإطلاق دون أى مبرر قانونى دولى أو مبرر انسانى بل أصبحوا بلا عقل أو روح والدليل على ذلك أنهم رفضوا خلال قمة مؤتمر القاهرة للسلام في2023 -الذى دعت إليه مصر عقب عملية طوفان الأقصى -التوقيع على بيان للمطالبة بوقف الحرب او إدانة هذه الأعمال الإرهابية بالرغم من أن هذا البيان كان بيانا مقدما من مصر ورفضوا جميعا وقتها التوقيع عليه.
خبراء الدبلوماسية يرون أن المسار السياسى متوقف على النوايا الاسرائيلية والتى لايبدو أنها ستحيد عن الحرب.
قال السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الاسبق ان سياسة الاغتيالات التى تقوم بها اسرائيل ممنهجة منذ فترة طويلة ولم ترتبط بالعدوان الاسرائيلى على غزة ولن تتوقف وسوف تستمر بحكم التفكير الاسرائيلى القائم على سياسة الاغتيالات وهى تعتبر جريمة من جرائم الحرب وضد الانسانية حيث تنتهك فيها سيادة دول بالقيام بهذه العمليات .
يرى حليمة ان الحرب لن تتوقف من خلال تصرفات رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة والتفكير الاسرائيلى ولذلك فمهما وصلوا فى سياسة الاغتيالات سوف تتواصل ، مشيرا الى انه حتى بعد اغتيال السنوار فحماس لن تنتهى لانها فكرة وحركة ورؤية وبالتالى لن تنتهى باغتيال قيادات لها, فهناك تنظيم مؤسسى فقط موجود فى غزة وفى مناطق عديدة وبالتالى فان حماس لن يتم القضاء عليها كمنظمة او كحركة لها مؤسسات وهيكل تنظيمى ولها قيادات .
اوضح السفير حليمة ان وقف الحرب من الممكن اذا قبلت اسرائيل والاغلب انها لن توافق على ذلك برغم ما يتردد من تصريحات سواء من الرئيس الامريكى بايدن او نائبة الرئيس الامريكى كاملا هاريس حول موضوع الرهائن وامكانية استعادتهم حيث ان الرؤية الاسرائيلية للاوضاع فى غزة والتى تتردد وربما على استحياء هو بان تصبح غزة تحت السيطرة الاسرائيلية ويتم بناء مستوطنات. بها وهناك اعداد وتجهيزات وتصريحات واضحة من وزيرة المستوطنات التى تحدثت منذ فترة ومازالت تتحدث عن بناء مستوطنات مؤكدا ان المخطط الاسرائيلى واضح بتصفية القضية الفلسطينية جغرافيا بضم الاراضى وديمغرافيا باخلاء السكان وتفريغها من الفلسطينينى اصحاب الحق والارض او على الاقل تقليل اعدادهم بشكل كبير .
ومن جانبه قال السفير رخا احمد حسن مساعد وزير الخارجية الاسبق ان الحكومة الاسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو لن توقف الحرب قبل فبراير 2025 لان هذه الفترة بالنسبة لها لا تستطيع الادارة الامريكية ان تمارس عليها اى ضغوط مشيرا الى انه عقب الانتخابات التى ستجرى 5 نوفمبر القادم وبالتالى فان الرئيس الامريكى بايدن ستكون فترته الان قد قاربت على الانتهاء وبالتالى لن يستمع اليه نتنياهو وحكومته لذلك السلام مازال بعيدًا.
اضاف السفير رخا ان نتنياهو يشعر الان بنوع من نشوة النصر على المستوى الشخصى لانه كان يراهن على تحقيق انتصار موضحا انه استطاع تدمير قطاع غزة وجعله مكاناً غير قابل للحياة وقتل اكبر عدد من الفلسطينيين وهو هدف اسرائيلى وأصاب اعداداً كبيرة بعاهات مستديمة واضعف حماس لاقصى درجة عسكريا وسياسيا بحيث لكى يصل الى وقف اطلاق نار دائم وحل لما بعد وقف اطلاق النار لابد ان يحصل على شروط من مركز قوة فهذا التخطيط الاسرائيلى يرى ان سياسة الاغتيالات والحرب لن تتوقف ولكن ربما تهدأ قليلا فاسرائيل تعتقد انها استطاعت تحقيق انجاز .. ونتنياهو يرى أنه حقق ما يمكن أن يحفظ ماء وجهه ويدعى من خلاله أنه حقق انتصاراً، وهذا قد يدفعه لمواصلة عملياته اعتقاداً بأنه يمكن أن يحقق مخططه كاملاً.
السياسيون الفلسطينيون يرون ان الحرب سوف تستمر طالما استمر العدوان وحرب الإبادة والقتل والقصف ومحاولة التهجير والتجويع وان الجانب الاسرائيلى مستمر فى التصعيد على المستوى الاقليمى وضد الفلسطينيين فى غزة والضفة ولن يتراجع وكذلك المقاومة لن تتراجع فى اطار لعبة من يستسلم أولاً
يؤكد عزام شعث الكاتب والباحث الفلسطينى ان استهداف يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، بقدر ما أنه يمثل خسارة كبيرة للحركة تضاف إلى خسارتها فى فقدان عدد من قيادات الصف الأول خلال العدوان الإسرائيلي، فإن للحدث ارتدادات وتداعياته على المستوى الوطنى وعلى مسار العدوان الإسرائيلى وأعمال الإبادة الجماعية المستمر لأكثر من سنة ضد المدنيين فى قطاع غزة. كان من الطبيعى والمتوقع أن يصور الرئيس الأمريكى بايدن استهداف السنوار على أنه انتصار له وحليفه نتنياهو، وكأن هذا الحدث فاتحة لإنهاء العدوان الإسرائيلى وانطلاق مسار التفاوض والتهدئة من جديد. نتنياهو ومع إعلانه عن استهداف السنوار، كان واضح القول بأن العملية لا تمثل نهاية الحرب على القطاع.. بل إن مقتل السنوار سيكون له انعكاساته على مسار إدارة المواجهة مع إسرائيل فى قطاع غزة، لكنه لن ينهى عدوان إسرائيل على القطاع، حتى وإن كان هذا الحدث هو أحد أهم أهداف إسرائيل فى حربها على القطاع، ذلك أن موضوع التعامل إسرائيليًا مع غزة يتعدى مسألة القضاء على قيادات حماس إلى إعادة احتلال القطاع وإنهاء القضية الفلسطينية عبر سياسات خنق السكان وإبادتهم وتهجيرهم، والإجهاز على البنى التحتية فى القطاع وعلى فرص إقامة دولة فلسطينية واحدة موحدة ومتصلة جغرافيا مع الضفة.. إسرائيل تواصل عدوانها على القطاع، وستكون عملية استهداف السنوار مدخلا لتوسيع عملياتها ضد الجهاز الإدارى والتنفيذى لقطاع غزة الذى تسيطر عليه حماس، لضمان إنهاء حكمها وسيطرتها فى القطاع فى اليوم التالى لإنهاء العدوان.. ومن المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد حراكًا إقليميًا ودوليًا لاستئناف مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل ، وتحت ذريعة أن حماس تحولت إلى مسار أكثر اعتدالًا ويمكن التوصل إلى صيغة اتفاق معها بعد السنوار، وخلاصة الموقف الأميركى والإسرائيلى أن السنوار كان عقبة فى مسار الاتفاق، لكن الأغلب أن صيغة الاتفاق بين الطرفين ستنجزه بعد الانتخابات الأمريكية، لكن كاتفاق تكتيكى بمعنى اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن الأسرى الإسرائيليين والانسحاب الجزئى من القطاع، وهذا يعنى وقف العدوان لا إنهاء الاحتلال، لأن خلفية التفكير الإسرائيلى تتمثل فى إعادة احتلال القطاع والسيطرة عليه بالمعنى العسكري، والمعنى الإدارى والخدماتى لفترة انتقالية تؤدى إلى حكم فلسطينى بدون حماس، يتطور التفكير الإسرائيلى فى القطاع مستقبلا إلى عودة الاستيطان وتنفيذ أعمال أمنية عسكرية فى القطاع على شاكلة ما يحدث فى الضفة الغربية.
عمر حلمى الغول كاتب ومحلل سياسى فلسطينى يعتبر اغتيال الشهيد السنوار كان متوقعا ، وليس مفاجئا لا سيما وان إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرهم من دول الغرب الرأسمالى وضعوا ثقلهم الامنى والسيبرانى لاستهداف القيادات والكوادر كافة ، ومن اشعل فتيل الطوفان والسيوف الحديدية كان متوقعا استشهاده الأمر ممكن فى كل لحظة ولكن الفكره في دلالة اغتيال رئيس حركة حماس والممسك بخيوط حركته من مفاصلها المختلفة السياسية والعسكرية والمالية واللوجستية والتفاوضية.
واوضح ان رحيل السنوار على أهمية مكانته فى حركة حماس وفى طوفان الأقصى لكنه لن يعيق مسيرة الدفاع عن القضية والمشروع الوطني، وبالتالى تصريح بايدن الرئيس الأميركى عن اغتيال السنوار باعتباره نصرا ؟ يكشف مجددا عن تورط أميركا المباشر فى الابادة الجماعية على القطاع خصوصا والشعب الفلسطينى عموما فى المناطق كافة لكن ما لا يعرفه بايدن وأركان ادارته ان رحيل القادة والكوادر لا يفت فى عضد الحركة لا بل يزيدهم إصرارا على الدفاع عن المشروع الوطنى حتى التحرير والحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير وانه رغم ان رحيله خسارة كبيرة لحركة حماس، لكن انتخاب بديل له وفق آليات العمل التنظيمى فى الحركة أمر سهل وغير معقد مشيرا الى انه من المحتمل ان تختار حركة حماس أحد قائدين خليل الحية نائب السنوار او خالد مشعل رئيس المكتب السياسى للحركة فى الخارج ولا أعتقد ان الحرب ستتوقف لأن نتنياهو سيذهب بعيدا فى حربه وبالنتيجة سيسقط سياسيا ويغادر الحلبة السياسية .
وقال مراد حرفوش ان رمزية يحيى السنوار للاسير الشهيد والمقاومة الذى شكل المهندس لعملية طوفان الاقصى واستمر فى القيادة حتى آخر لحظة ولكنه لم يكن انتصارا للاحتلال اغتياله لن تتوقف المقاومة طالما لا زال هناك احتلال وما قاله نتنياهو بأن الحرب لم تنته هو نظرة شاملة لما يريده اليمين المتطرف وهو استمرار الحرب لسنوات من اجل اعادة هندسة الشرق الاوسط ويريد معادلة اقليمية على هواه وكسر اضلع المقاومة ويظن بأن اغتيال القيادات سوف تحقق هذا الامر ويريد تدمير البنية العسكرية للمقاومة فى لبنان وفلسطين وفتح حرب مع ايران لتنفيذ مخططاته اليمينية الصهيونية بالهيمنة على المنطقة والمرحلة القادمة مرحلة تصعيد وليست مرحلة الوصول الى صفقة وحديث كل القيادات الاسرائيلية بأنهم لن يستسلموا باعتبار انهم يخوضون حرباً اقليمية وسياسة الاغتيالات هى جزء من الحرب العدوانية على شعوبنا وهم يظنون بأنهم بالاغتيال سوف توقف المقاومة ولكن التاريخ اثبت بأن المقاومة مستمرة ولم تضعف وقد تؤثر بإعادة ترتيب الصفوف واعادة التنظيم لمزيد من المقاومة حتى ينال الشعب حريته مشيرا الى ان حكومة الليكود هى حكومة حرب وتريد الاستمرار لسنوات وتريد توسيعها ضد الشعب اللبنانى والعراقى والاردنى واليمنى خاصة وانه يواجه بالصمت الدولى والدعم الامريكى والغربى وخاصة امريكا التى هى شريك فى هذه الحرب والعلاقة العضوية بينهما تدل على انها لن تتخلى عنها .
تشريح جثة السنوار ونقلها إلى مكان سرى
الأراضى المحتلة – وكالات أنباء:
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية الانتهاء من تشريح جثة رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، بعد إعلان إسرائيل قتله «صدفة» أثناء الاشتباك فى رفح جنوبى قطاع غزة.
قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إنه تم الانتهاء من تشريح جثة السنوار فى معهد أبوكبير للطب الشرعى والاحتفاظ بها فى مكان سري، مشيرة إلى أنه من الممكن استخدام الجثة كورقة مساومة فى المستقبل.
أضافت الصحيفة أن نتائج التشريح أظهرت أن السنوار أصيب بعيار نارى فى رأسه أطلق عليه من مسافة بعيدة وكان السبب فى وفاته، إلى جانب إصابته بسقوط قذيفة ارتطمت به، بينما تم العثور على شظايا فى جثته.
فى حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى انه تم قطع أصبع السنوار فور الاشتباه بقتله وإرساله لفحص البصمات.
اللواء محمد عبد المنعم :
نتنياهو لن يقبل بالتفاوض الآن والمنطقة تشتعل
كتبت – سلوى عزب:
يقول اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق رئيس جهاز الاستطلاع المصرى السابق، ان اغتيال يحيى السنوار هو نصر تكتيكى لاسرائيل ولا يحقق أهداف الحرب ولا أهداف العملية التى أطلقتها بعد أحداث السابع من أكتوبر «السيوف الحديدية» وكان أبرزها القضاء على حماس وعودة المختطفين فلم يتحقق كل ذلك واغتيال السنوار أمر مستمر فى هذه الحركات المقاومة فمن قبل تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين واغتيال الرنتيسى واغتيال اسماعيل هنية وكلها أسماء كبيرة واستمرت المقاومة من بعدها وما زالت حماس موجودة وتقاوم وتدافع عن ارضها وسوف يخرج لنا غيرهم من زعماء الحركة وهم هنا يقتلون الفرد ولا يقتلون العقيدة الراسخة لدى الفلسطينيين بأنهم جيش احتلال وان هذه ارضهم والجانب الاسرائيلى لا يفكر الا بقطع الرأس عن الجسد وهذا ما فعله مع حزب الله وسياسة الاغتيالات فشلت فى اضعاف حركات المقاومة.
أوضح ان اغتيال يحيى السنوار لن يحقق لاسرائيل عودة سكان غلاف غزة أن 81٪ منهم يرفضون العودة لعدم شعورهم بالأمان واغتياله كان مشهدا دراميا فى احد المنازل بعد قصفه من خلال دبابة وقتل وهو يرتدى الزى العسكرى وبكامل ملابسه بالزى العسكرى وهو عكس الرواية الإسرائيلية بأنه مختبئ فى أنفاق غزة ، مشيرا الى انه لن يؤدى الاغتيال الى طريق التفاوض من اجل ارجاع الرهائن ووقف الحرب على غزة لان رئيس الوزراء نتنياهو صرح بأنه مستمر فى الحرب ولن يتوقف حتى عودة الرهائن والقضاء على حماس وبالاضافة الى ان قرار ايقاف الحرب اصبح فى يد كل الجبهات المساندة لجبهة غزة وحاليا الجبهة فى لبنان لن تتوقف عن مساندة غزة الا اذا تم الاجماع على ايقاف الحرب فى الجبهتين وكذلك فى العراق واليمن وسوريا واصبح الامر اكثر تعقيدا .
قال ان الرجوع الى مسار المفاوضات كما تقول الإدارة الامريكية اصبح سهلا هو امر متوقف على جبهات المقاومة المفتوحة وعلى موافقة حماس والرجوع الى الاتفاق المعلن والذى وافقت عليه حماس فى الثانى من شهر يوليو وهو المقترح الأمريكى وذلك بإيقاف الحرب ودخول المساعدات والانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة المختطفين فى صفقة تبادل مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين من سجون الاحتلال وهو الأمر الذى يتعنت فيه أعضاء حكومة الليكود اليمينية المتطرفة ولن توافق عليه وأعلن نتنياهو انه لن يتم اطلاق سراح الرهائن الا بالضغط العسكرى .
شدد على ان الجيش الاسرائيلى سوف يستمر فى حربه فى قطاع غزة ويستمر فى محاصرة الشمال حيث حقق نجاحا فى تطويقه وحقق نجاحا محدودا فى المحور الشرقى ولكن فى المحور الغربى والساحلى وخاصة الفرقة 36 والفرقة 146 لا يوجد نجاح يذكر وهناك نجاح لدى فرقة الدفاع الاقليمى فى جنوب لبنان وهو ما يعنى استمرار الجيش فى الضغط العسكرى المتواصل .
قال عبدالمنعم ان اسرائيل اتخذت قرارا بمواصلة الحرب وبعملياتها التصاعدية وبموافقة امريكية وحلفائها فى أوروبا وتقديم الدعم العسكرى الكبير ففى خلال 72 ساعة وصلت منظومة ساد وهى بطاريات دفاع تستطيع صد الصواريخ على بعد 250 كيلو مترا، كما تم ارسال 8 طائرات أمريكية من الطائرات التى تقوم بتموين الطائرات بالوقود فى الجو وكذلك أربع طائرات من اوروبا تقوم بتموين الطائرات بالوقود فى الجو وهذا يعنى اقتراب الضربة الاسرائيلية لايران والتحضير لها وهذه الطائرات تستطيع تموين مائة طائرة فى الجو وهذا مؤشر خطير على نية التصعيد الاسرائيلى فى المنطقة مضيفا ان تصريحات امريكا بأنها لن تمول اسرائيل بالاسلحة اذا لم تدخل المساعدات كلام غير حقيقى وكلام فرنسا بأنها لن تجعل اسرائيل تشارك فى المعرض العسكرى البحرى وكأنه يقر عقوبة على اسرائيل والحقيقة ان تمويل إسرائيل بالسلاح لا يتوقف.