«التكلفة 190 مليار جنيه.. المصريين كتير سواء كان فى الرأى العام والمفكرين والمثقفين.. يقولك الفلوس فين.. أنا مكنش عندى خيارات تانية.. أن نسيب بلدنا كده وأنها تخرب».
تلك الكلمات التى اكدها الرئيس السيسى خلال افتتاحه المرحلة الأولى من المشروع القومى للدلتا الجديدة الاثنين الماضى ،والإعلان عن بدء موسم الحصاد لمشروع «مستقبل مصر»للتنمية المستدامة – يقع على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة الجديدة – وأيضاً افتتاح مشروعات بالمنطقة الصناعية منها» مصانع الأعلاف والأغذية المحفوظة وصوامع الغلال ومحطات تجهيز التصدير .
لماذا ؟لانها أجابت عن الكثير من التساؤلات بين المواطنين على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية ،وبصفة خاصة بين الذين تأثروا بموجة ارتفاع الأسعار، ولأن هؤلاء شعروا أنهم شركاء مع الدولة فى بناء مستقبل وطنهم «مصر» وهو ما كان الرئيس حريصا على تأكيده خلال الافتتاح .. (زنقنا نفسنا علشان نعمل دولة..).
هنا لابد من الإشارة الى عبقرية المشروع من حيث تنوع الأنشطة وتكاملها بما يضمن استدامته علاوة على موقعه الجغرافى حيث يقع بالقرب من «محور روض الفرج الطبعة»، وفى الظهير الصحراوى لخمس محافظات هامة، وبالقرب من الموانئ والمطارات، لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات ،وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية ،وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.
وبما تم إضافته من مئات الآلاف من الأفدنة والقمح وبنجر السكر والبطاطس التى لها مصنع مميز ومصنع للسكر وهى إنجازات كبيرة فى هذا السياق وإنتاج حيوانى مميز، وطاقة تخزينية كبيرة من المصانع.
إن بدء موسم الحصاد بمشروعات مستقبل مصر للتنمية المستدامة بالدلتا الجديدة، بمثابة خطوة ثابتة لتعزيز قدرات الدولة وتحقيق التنمية، ويؤكد حرص السيسى على تطبيق مفهوم التنمية المستدامة كما يعطى تميزا للدولة المصرية بين دول العالم لهذا الحرص.
يبقى ان نعرف ان المشروع القومى انطلق فى عام 2017 يستهدف استصلاح ما يقرب من 4.5 مليون فدان خلال السنوات الثلاث المقبلة وحتى العام 2027 وهى الدلتا الجديدة التى تمتد من الضبعة والمنيا وبنى سويف والفيوم وحتى أسوان بالاعتماد على أنظمة وتكنولوجيا الرى الحديث.الحلم بدأ فى التحقق باستصلاح حوالى 800 ألف فدان حتى نهاية العام الماضى، وفى إطار تنمية مستدامة للتكامل الزراعى الصناعى بإنشاء منطقتين صناعيتين لمشروعات التصنيع الزراعى.
خارج النص:
يحق لكل مصرى أن يفخر بمشروع الدلتا الجديدة ليس فقط لدوره فى تحمل الأزمة الاقتصادية التى تعرضت لها البلاد خلال الشهور الماضية فقط، وإنما لإصراره على المساهمة بشكل غير مباشر فى بناء الجمهورية الجديدة بمشروعاتها فى سد، ولو جزء بسيط من الفجوة الغذائية التى نعانى منها جميعا.